جرش: نشاط المسارات السياحية يوفر عشرات فرص العمل لسيدات المجتمع المحلي

سيدات مجتمع محلي بجرش يقمن باعداد منتوجات غذائية لرواد المسارات السياحية - (من المصدر)
سيدات مجتمع محلي بجرش يقمن باعداد منتوجات غذائية لرواد المسارات السياحية - (من المصدر)

صابرين الطعيمات

جرش – ساهم نشاط المسارات السياحية مؤخرا في توفير العشرات من فرص العمل لسيدات المجتمع المحلي في جرش، من خلال الجمعيات الخيرية التي تشارك في هذه المسارات، والتي تعمل فيها السيدات في مجال المنتوجات الغذائية، والمطرزات ومختلف الحرف، وخدمات الطعام والشراب والمبيت في قراهن.اضافة اعلان
ووفق رئيس جمعية الحرفيين في جرش صلاح العياصرة فقد تم تدريب سيدات في المجتمع المحلي بجرش على تصنيع منتوجات غذائية، ومطرزات وحرف مختلفة، بالإضافة إلى توفير خدمات الطعام والشراب والمبيت بما يتناسب والطابع التراثي القديم للمنطقة.
ويعتقد العياصرة أن هذه المسارات فعلت عمل السيدات والحرفيين أعضاء هذه الجمعيات، ووفرت لهم مصادر دخل إضافية، في ظل الظروف الصعبة التي تعانيها العديد من الأسر الأردنية.
وتشهد المسارات السياحية في جرش في هذه الفترة بالذات حركة سياحية داخلية نشطة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، بسبب ما توفره المنطقة من أجواء ربيعية خضراء، وفق مدير سياحة جرش الدكتور بسام توبات.
وقال توبات إن المسارات السياحية تعتمد على السير على الأقدام وتمر بالغابات الطبيعة ومختلف التضاريس، التي تتميز بها محافظة جرش، مشيرا إلى أن هذا النوع من السياحة يحتاج إلى درجات حرارة مناسبة وطبيعية خلابة، وهي ما تتميز به محافظة جرش وخاصة في هذا الوقت من كل عام.
وأوضح توبات، أن هذه المسارات تعتمد في تشغيلها على خطوط إنتاجية ريفية في المنازل والجمعيات الخيرية والهيئات الشبابية والتطوعية، مؤكدا بأنه تم تأهيلها وتجهيزها للتعامل مع المسارات السياحة واستقبال الزوار واستضافتهم في قراهم.
وأوضح توبات أن نشاط حركة المسارات السياحية، تساهم في تشغيل الأيدي العاملة، التي تعمل في المسارات السياحية وخاصة للعائلات.
ويرى توبات أن كل المشاريع السياحية التي تنفذها وزارة السياحة تهدف إلى زيادة تفويج السياح من داخل وخارج المملكة لمدينة جرش السياحية بشكل خاص، والتي تتميز بجذب سياحي نشط على مدار العام، خاصة وهي تضم أكبر المدن الأثرية على مستوى العالم.
وأوضح أن كوادر مديرية السياحة والآثار تعمل على مدار الساعة في الموقع، بهدف تسهيل دخول وخروج الأفواج وتزويدهم بمختلف الخدمات التي يحتاجون لها، فضلا عن توفير الخدمات السياحية في الموقع والمواقع المجاورة.
بدوره قال مدير مديرية آثار محافظة جرش زياد غنيمات إن نسبة زيادة الزوار غير الأردنيين لمدينة جرش الأثرية لشهر نيسان(ابريل) من العام الحالي 2018 زادت بشكل كبير، مقارنة بشهر نيسان (ابريل) من العام الماضي 2017.
وبين غنيمات ان عدد زوار مدينة جرش الأثرية لشهر نيسان (ابريل) الماضي بلغ " 39.250 " زائرا من مختلف الجنسيات، منهم (13.350) زائرا أردنيا، مشيرا إلى أن قيمة الإيرادات التي استوفاها مكتب استيفاء الرسوم التابع لدائرة الآثار العامه بلغت " 265.675 " دينارا، فيما بلغ عدد الزوار الاجمالي في  شهر نيسان (ابريل) من العام الماضي 2017 حوالي (23.150) زائرا منهم (12.800) زائرا من مختلف الجنسيات مقابل (10.350) زائرا أردنيا ، وبلغت الإيرادات(133.175) دينارا.
وقال غنيمات أن هذه الزيادة الكبيرة في عدد الزوار تساهم في تنشيط المسارات السياحية، خاصة وأن هناك نسبة كبيرة من الزوار تفضل السياحة في الغابات والمواقع الطبيعية.
إلى ذلك قالت رئيسة جمعية النور المبين  وهي مديرة مشروع بيت خيرات سوف سمية كريشان، أن عمل الجمعية يعتمد على الزوار من مختلف الجنسيات والمسارات السياحية، مشيرة إلى أن الجمعية شغلت 17 سيدة يعملن على توفير المنتج  الغذائي  من الطعام والشراب والإعشاب الطبية والمخللات والمربيات للزوار. وأكدت أن المشروع يعمل بأعلى طاقة إنتاجية في بلدة سوف ويجذب أفواجا سياحية متعددة في كل يوم.
وقالت  كريشان أن الجمعية قامت كذلك بتوفير مشروع آخر وهو مشروع الدراجات الهوائية والمشي في الطبيعة، والذي من المتوقع أن يوفر أكثر من 50 فرصة عمل للشباب، لقيادة هذه المشاريع ويتم حاليا تأهيلهم وتدريبهم على العمل فيها، مشيرة إلى انه وبعد إنتهاء شهر رمضان المبارك سيتم العمل بهذه المشاريع الجديدة.
وبينت كريشان أن العمل في قطاع السياحية من خلال مشروع بيت خيرات سوف، وفر فرص عمل للأسر ومصادر دخل ثابتة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها هذه الأسر، مشيرة إلى أن هذه الفرص سيعززها انضمام المشروع لمسار درب الأردن الذي يمر بمختلف مناطق المملكة السياحية.
وكان قد أفتتح في محافظة جرش 9 مسارات سياحية تشمل جميع القرى والبلدات والمواقع السياحية في المحافظة، وهي توفر ما يزيد على 100 فرصة عمل دائمة ومؤقتة، لتكون المحافظة الأكثر تنوعا وعددا في المسارات مقارنة بالمحافظات الأخرى، وفق الخبير والمسؤول في المسارات السياحية الدكتور يوسف زريقات.
وتمنى زريقات أن يتم تطوير وتحديث برامج المسارات السياحية في كل محافظات جرش، وأن يتم زيادة الترويج لها عبر مختلف وسائل الإعلام وداخل المجتمع، مشيرا الى أهمية فتح البوابة الرئيسية التي تربط المدينة الأثرية بالحضرية وتفعيل عملها حتى يتسنى للسياح الدخول إلى المدينة الحضرية والتجول فيها، وتجهيز المشاريع الأخرى، التي يتضمنها مشروع الربط ومن أهمها تطوير وصيانة وادي نهر الذهب، وصيانة وترميم السوق القديم في جرش وهي مواقع اثرية وحضرية.
 وقال زريقات أن الحركة السياحة تشهد نشاطا غير مسبوق في محافظة جرش، مقارنة بالسنوات السابقة وخاصة في هذه الفترة، التي تعتبر فيها الأجواء دافئة مقارنة بإنخفاض كبير في درجات الحرارة في الدول الأوروبية.
وأوضح زريقات أن المسارات وفرت أكثر من100 فرصة عمل، وساهمت إلى حد كبير بدمج المجتمع المحلي مع الأفواج السياحية من خلال الجميعات الخيرية والأسر المنتجة، لتقديم خدمة الطعام والشراب والمبيت والتسوق، فضلا عن إقامة معارض تراثية وتاريخية تعكس الواقع الأثري والسياحي للمنطقة.   
وأهم المسارات السياحية في جرش هي مسار دبين ومسار السنديانة ومسار الخربة وعين سرابيس ومسار الصفصافة ومسار مشتقات الألبان ومسار المنطقة الحرفية ومسار كفر خل.