جرش: 6 آلاف دونم أشجار مثمرة وحرجية تتعرض للاحتراق الشهر الحالي

صابرين الطعيمات

جرش- تجاوزت مساحة الأراضي التي تعرضت للحرائق المفتعلة خلال الشهر الحالي في الأراضي المملوكة والأراضي الحرجية في محافظة جرش 6 آلاف دونم، ما بين أشجار مثمرة بمختلف أنواعها أو حرجية، وفق مدير زراعة جرش الدكتور عماد العياصرة.اضافة اعلان
وبين العياصرة، أن مساحة الأراضي المملوكة التي تعرضت للحريق، لا تقل مساحتها عن 5 آلاف دونم، فيما مساحة الأراضي الحرجية لا تقل عن 800 دونم، مشيرا الى ان منها ما تعرض للشفط فقط.
وأوضح العياصرة، ان الإجراءات التي إتخذتها مديرية زراعة جرش للحد من توسع واندلاع النيران، قد نجحت في التخفيف من حجم ومساحة الحرائق والأضرار.
وأشار إلى ان الإجراءات تتمثل بحراثة الأعشاب الجافة وتنظيف جوانب الغابات منها، وفتح خطوط النار، وتكثيف دوريات الحراج والطوافين والمراقبين، والتعاون مع مختلف الجهات المعنية في السيطرة على الحريق خلال فترة قياسية، فضلا عن تفعيل برنامج التفاعل المجتمعي في مساعدة كوادر الزراعة في الحد من افتعال الحرائق.
ويرى العياصرة ان الحرائق هذه الفترة تشتعل على مدار الساعة وجميع هذه الحرائق مفتعلة من قبل عابثين أو بطريق الخطأ، مشيرا الى ان درجات الحرارة المرتفعة ساهمت في انتشارها بسرعة ولمساحات واسعة.
وتوقع أن ترتفع المساحات المحروقة لآلاف إضافية من الدونمات، إذا بقيت الأمور على ماعليها، مما يتطلب جهود جبارة من كوادر مديريات الزراعة، التي تعمل على مدار الساعة وكوادر الدفاع المدني وجهات متعددة من الاجهزة الأمنية لمكافحة الحرائق.
وأضاف العياصرة، أن سبب توسع هذه الحرائق هو تأخر المزارعين في حراثة أراضيهم، وجودة الموسم المطري الذي تسبب بنمو الاعشاب في آلاف الكيلو مترات، وجفافها بسرعة كبيرة جدا في ظل ارتفاعات كبيرة على درجات، فضلا عن إجراءات مكافحة وباء كورونا التي أخرت أعمال الحراثة وتشغيل العمال لتنظيف أطراف الطرقات والغابات من الأعشاب الجافة.
وناشد العياصرة، المزارعين بضرورة حراثة أراضيهم المملوكة وخاصة القريبة من الغابات، لاسيما وأن الحرائق تبدأ في الأراضي المملوكة وتمتد إلى الغابات الحرجية بشكل سريع وقوي وفي مواقع صعبة الوصول إليها، مما يساعد على متداد النيران، نظرا لطبيعة الغابات الحرجية، حتى مع قيام مديرية الزراعة بفتح خطوط النار وتجهيز الطرقات، مؤكدا ان الحل الأفضل والوحيد هو حراثة الأراضي وتنظيفها من الأعشاب لمنع نشوب الحرائق.
ويعتقد العياصرة، ان الخسائر ستكون كبيرة وضخمة هذا الموسم، لاسيما وان الحرائق أتت على مئات الدونمات من الأشجار الحرجية المعمرة والاف الاشجار من الزيتون واللوزيات والتفاحيات وأنواع مختلفة تحتاج إلى عشرات السنوات لنموها مجددا.
وطالب العياصرة، البلديات بضرورة القيام بدورهم في تنظيف الأعشاب في المناطق التابعة لهم وضمن اختصاصهم، خاصة وأن البلديات لم تقم لغاية الآن بتنظيف جنبات الطرق والاراضي القريبة من الغابات للمساهمة في الحد من الحرائق.
وبحسب العياصرة أوقفت هذا العام مديرية زراعة جرش مشروع خدمة المزارعين بحراثة أراضيهم بأجور رمزية، لاسيما وأن الآليات المتوفرة في مديرية الزراعية بالكاد تغطي حاجة المديرية في حماية أراضي غاباتها وتعمل بساعات عمل كاملة وبأعلى طاقة، مؤكدا انه لا يوجد مجال نهائيا لخدمة المزارعين هذا الموسم، لاسيما وان القطاع الخاص يملك آليات ومعدات للحراثة،يجب الاستعانة بها وتنظيف الأراضي من الأعشاب الجافة حماية لمزروعاتهم واراضيهم بالدرجة الأولى.
بدوره أوضح مدير حراج جرش المهندس فايز الحراحشة، أن مديرية الزراعة تبذل قصارى جهدها وبساعات عمل متواصلة ومنذ 20 يوما تقريبا على العمل على حراثة الأعشاب وتنظيفها وفتح خطوط النار والإستعانة بآليات البلديات وكوادر من مختلف الجهات المعنية في تسابق مع الزمن للحد من خطورة هذه الحرائق، خاصة هذه الفترة التي ترتفع فيها درجات الحرارة وتمتد الحرائق إلى مساحات واسعة.
وأكد، أن المديرية فعلت برنامج الشراكة المجتمعية مع المواطنين القاطنين بالقرب من الغابات وهم يساعدون الكوادر في التبليغ السريع عن الحرائق والمساعدة على إطفائها، ومنع انتشارها واستخدام معدات وآليات عادية في مكافحة الحرائق، فضلا عن مراقبة الغابات لمنع العابثين من افتعال الحرائق.
وناشد الحراحشة، ملاكي الأراضي القريبة من الغابات، بضرورة حراثة أراضيهم وتنظيفها من الأعشاب يدويا وبواسطة الآليات، لاسيما وأن نشوب الحرائق يبدأ من الأراضي المملوكة ويمتد إلى الحراج الذي يعد ثروة محافظة جرش بشكل خاص.
وأكد على خطورة استمرار الحرائق على الغابات، وضرورة تكثيف الجهود على أعلى المستويات لغاية الحد منها ومكافحتها، خاصة وان المملكة مرت بظروف استثنائية هذا العام في مكافحة وباء كورونا.
إلى ذلك انتهت مديرية زراعة محافظة جرش من تجهيز خطة مكافحة الحرائق لهذا العام والتي تهدف للقضاء على حرائق الغابات في محافظة جرش بمختلف المساحات وخاصة في هذا الوقت الذي ترتفع فيه درجات الحرارة وتزيد خطورة هذه الحرائق، لاسيما في ظل الظروف الاستثنائية في مكافحة وباء كورونا والتي أعاقت عمليات تنظيف الأعشاب ومكافحتها باكرا، وفق للحراحشة.
وتتضمن خطة مكافحة الحرائق في كل عام خطوات وإجراءات احترازية جديدة وفعالة في القضاء على الحرائق، وخير دليل على نجاحها تراجع حالات الاعتداءات على الثروة الحرجية ليصل إلى 95 اعتداء العام الماضي إعتداء، فيما كانت لا تقل عن 470 اعتداء قبل نحو 3 سنوات ونسبة التراجع لا تقل عن 50 % سنويا وفقا للعياصرة.
وأوضح العياصرة أن وزارة الزراعة أنهت بناء آخر خزانين للمياه في منطقة دبين، ليصبح عدد الخزانات التي قامت الزراعة ببنائها في جرش 8 خزانات، بسعة تجميعية لا تقل عن 1000 متر مكعب من المياه، وهي موزعة في المناطق الأعلى كثافة حرجية في دبين وساكب وثغرة عصفور والمصطبة وبرما، فضلا عن زيادة عدد فريق الإطفاء، ليصل إلى 20 موظفا في زراعة جرش مزودين بمختلف الآليات والمعدات اللازمة.