جعبة الساحر لم تفرغ بعد

هآرتس بقلم: بن - درور يميني 5/5/2015 نحن في معضلة، قال لي نائب من اليمين. معضلة حقيقية. من جهة، اليمين انتصر في الانتخابات، انتصارا واضحا، انتصارا جارفا. من جهة أخرى، الساحة السياسية مضرجة بدماء فاسد. والرجل الذي يتحمل المسؤولية العليا هو بنيامين نتنياهو. هو كفء في كثير من المجالات. وهو كفء على نحو خاص في خلق أجواء سيئة. لقد نجح في أن يتنازع تقريبا مع كل من هو قريب منه فكريا. وهذا ليس مجرد نزاع سياسي من النوع الذي يمكن حله. لقد نجح نتنياهو في أن يخلق انعداما للثقة يبدو لا صلاح له في السياسة الإسرائيلية. والآن هو يدفع الثمن. في قيادة الليكود تُسمع نغمات مشابهة. في هذه الأثناء لا يوجد مسؤول واحد يتجرأ على أن يسمع نقدا علنيا على الزعيم. فمصوتو الليكود لم يصوتوا لإسرائيل كاتس ولنير بركات. صوتوا لنتنياهو. من جانب آخر، كما يتذمر كبار المسؤولين، فإنه يقودهم ضد إرادتهم إلى المعارضة، رغم انتصار كتلة اليمين. اليمين انتصر. وليس نتنياهو. عندما كتبت هذه الكلمات قبل دقائق غير كثيرة من انتهاء موعد التكليف، لم يمتشق أي أرنب من القبعة. التكليف ينتقل إلى كتلة التغيير. والبندول تحرك في اليومين الأخيرين باتجاه حكومة وحدة. وقد حصل هذا لأن العبقري السياسي، الساحر، ارتكب كل خطأ ممكن. فهو لم يتنازع فقط مع أولئك الذين كان يفترض أن يكونوا شركاءه الطبيعيين – بل إنه سوغ الشراكة مع حزب عربي، وقبل يومين من انتهاء موعد التكليف، منح كتلة التغيير شهادة الحلال لتعيين رئيس وزراء مع سبعة مقاعد. فإذا كان هو اقترح على بينيت رئاسة الوزراء حتى وإن كان على سبيل التلاعب، فإنه ممنوع عن حملة تمنع عن بينيت رئاسة الوزراء. لبيد، غانتس وساعر، وبالتأكيد بينيت، يجب عليهم أن يرسلوا له الورود. ورغم ذلك، فإن شيئا لن ينتهي إلى أن ينتهي. لأنه حتى بدون التكليف، اليوم، غدا، بعد أسبوع، وإلى أن لا تقوم حكومة التغيير – يبقى نتنياهو قادرا على أن يحاول امتشاق أرانب جديدة. إذ إنه حتى الاتفاقات المبدئية بين لبيد وبينيت تحتاج لأن تجتاز إقرارا من طيف واسع يكاد يكون متعذرا، لرؤساء أحزاب ونواب. وفي اللحظة الأخيرة أيضا يحتمل أن ينجح نتنياهو في أن يتسبب بفرار اثنين أو ثلاثة نواب من أحزاب اليمين. كل شيء يبقى قابلا لأن يحصل. ليس فقط في القيادة السياسية بالعموم، وفي اليمين بالخصوص، رش نتنياهو دما فاسدا، بل وفي الشارع الاسرائيلي ايضا. إذ ان ليبرمان، بينيت وساعر يرفضون عقد الصفقات معه. وعن حق. كل عرض له يبدو في نظرهم كتلاعب آخر. المشكلة هي ان الدم الفاسد تسلل الى الأسفل. لا يوجد حتى الآن عنف شاذ في الشوارع. ولكن الأجواء مفعمة بأبخرة وقود سامة. ليس لنتنياهو في هذه اللحظة قوة سياسية. ولكن لا تزال لديه عدة أعواد ثقاب. حتى اليوم أثبتت الديمقراطية الإسرائيلية بأنها قوة ومنيعة أكثر حتى حيال نتنياهو. في الأيام القريبة والحساسة القادمة يتعين على الديمقراطية أن تجتاز عائقا عاليا آخر. ينبغي الأمل، الصلاة في أن تجتازه بنجاح.اضافة اعلان