جمان مجلي: إن أردت مكانا للعزلة سيكون في أحراج دبين النابضة بالحياة

الاعلامية جمان مجلي - (ارشيفية)
الاعلامية جمان مجلي - (ارشيفية)

عزيزة علي

عمان- تنسج الإعلامية جمان مجلي من أحراج دبين النابضة بالخصب بيتا يتنفس أملا وتفاؤلا، بعبق التاريخ والماضي والحاضر تعيد قراءة سيرة الدكتور محمد صبحي أبو غنيمة. وعلى وتر الرحابنة وصوت فيروز تردد “أعطني الناي وغني”.
• أي الأمكنة التي تجتاحك رائحتها الآن، وترغبين في أن تقضي عزلة مؤقتة فيها؟
العزلة حالة قاسية، لا يرغب إنسان في معايشتها إلا إذا كانت مؤقتة، وقد تكون ضرورية في بعض الحالات لمراجعة النفس وتقييم ما مر على الإنسان، ولوضع تصور للآتي من الأيام، وإذا أردتُ أن أختار مكاناً للعزلة فلن يكون خارج الوطن، قد يكون في أحراج دبين، فالحياة هناك نابضة بالخصب والتجدد واخضرار الطبيعة، مما يدعو للتفاؤل ويعيد للنفس صفاءها وتوازنها وينثر في الذاكرة أصالة الجذور وعمق التاريخ.
• في تلك العزلة ثمة كتاب تحنين إلى قراءته بهدوء، أي الكتب تودين مرافقتك إلى هناك؟
في العزلة المؤقتة سيكون القرآن الكريم رفيقي ومؤنس وحدتي أولاً ودائماً، وأيضاً هناك الكثير من الكتب التي أرغب أن ترافقني، كنت قد قرأتها وأود إعادة قراءتها، لدي رغبة في أن أصحب معي مجلديْ “سيرة منفية” من أوراق د. محمد صبحي أبو غنيمة، هذه الأوراق التي قامت بجمعها وإعدادها ابنته الكاتبة والأديبة هدى أبو غنيمة، لا أدري ما الذي دفعني لهذا الاختيار، هل هي صلة القرابة فهم أخوالي؟ أم هي قصة إنسان تربى في بيت علمٍ ونشأ وكبر في مدينة إربد على قيم رفيعة وشعور وطني يتسع ليضم العالم العربي بأسره في قلبه وعقله؟ أعتقد أن صلة القرابة وشخصية أبو غنيمة وسيرته الزاخرة بالعلم والنضال والإيمان بالقومية العربية، بالإضافة إلى الظروف الحالية التي تعيشها أمتنا والمحن التي تمر بها، كلها تدفعني لإعادة قراءة هذه، فنحن بحاجة إلى استرجاع ذاكرة تحِنّ إلى ما تمثله هذه الشخصية من نبض وطني وصوت حر غير مرهون لمصالح شخصية.
“سيرة منفية” من ذاكرة الكثيرين ولكنها باقية في هذين المجلدين، حارسةٌ للذاكرة الوطنية والعلمية، تعزف على أوتار التاريخ مقالات وكتباً وقصصاً فيها الكثير من الحقيقة والعلم والطرافة، فمن “نظرة في أعماق الإنسان” إلى القصة القصيرة “الله محبة” إلى القصة الطويلة وهي شبه رواية بعنوان “العواطف” إلى المئات من المقالات الصحفية والمحاضرات والرسائل المتبادلة بين جلالة الملك عبدالله الأول والدكتور أبو غنيمة، رسائل عرار “مصطفى وهبي التل” إلى الدكتور، ورسائل وكتب من شخصيات رسمية وحزبية ومناصرين، رسائل بين شخصيات مختلفة تتحدث عن الدكتور أبي غنيمة، وبعض القصائد الشعرية التي نظمها والتي كان يرددها.
• في العزلة تحتاجين إلى صفاء تام، يقال إن الموسيقى تأخذنا إليه، فأي الموسيقى تهدهد روحك هناك؟
أما الموسيقى فعندي ولع بموسيقى الرحابنة وصوت فيروز ينشد “أعطني الناي وغني فالغنى سر الوجود”، و”نسم علينا الهوى”، “وطني”، “قمره يا قمره”، وكل ما غنت فيروز من ألحان الرحابنة أو غيرهم.
• ما هي أجمل الصور التي تحبين رؤيتها في عزلتك؟
لن أختار ليكون قريباً من عزلتي إلا رفيق دربي وصديقي عدنان الزعبي، رفيق الحياة والعمل ووالد أغلى الغوالي أبنائنا عنود وناصر وعزة، لنتبادل الرأي والحديث في أمور السياسة والإعلام والحياة العامة والأبناء والأحفاد، ونلتقط من الأيام أحلى ذكريات العمل والسفر والصداقات المقيمة في الذاكرة والراسخة في الوجدان، فلعدنان مخزون من الذكريات من الطفولة إلى الجامعة إلى العمل الإعلامي مليئة بالأحداث المهمة المؤرِّخة للكثير من الأحداث. وفي النهاية أقول، الإعلامي لا يستطيع أن يتوقف عن التحاور مع الأحداث حتى لو كان بعيداً عن العمل الإعلامي، فالإعلام يجري في العقل والنفس كجريان الدم في الشرايين.

* جمان مجلي الخريشة إعلامية أردنية من أبرز برامجها في الإذاعة الأردنية برنامج “البث المباشر”، الذي انطلق في 1974، وهي مؤسسة برنامج “يسعد صباحك”، الذي يبثه تلفزيون الأردن وهي أول إعلامية أردنية تطل على الجمهور من خلال هذا البرنامج، وهي أمينة لسر جمعية “نساء من أجل القدس”، وعضو في المجلس الأعلى في تجمع لجان المرأة الأردنية، وعضو في مؤتمر “نساء من أجل السلام” الذي عقد في نيويورك، وعضو مشارك في المؤتمر العربي الأول لصحة الأسرة والسكان.

اضافة اعلان

[email protected]