جماهير "الأخضر": موسم لا يشبه الوحدات

Untitled-1
Untitled-1
مصطفى بالو عمان- موسم لا يشبه الوحدات، موسم للنسيان، ولاعبون يجلبون الأحزان، وغيرها من العبارات التي بقيت لسان حال جماهير الوحدات، منذ إطلاق الحكم الكوري هين كيم صافرة النهاية، لمباراة فريقها "الأخضر" أمام العهد اللبناني بالتعادل السلبي، في إياب نصف نهائي منطقة غرب آسيا بكأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، معلنة تأهل اللبناني بمجموع مباراتي الذهاب والإياب بعد فوزه في عمان بنتيجة 1-0، لتتواصل "عقدة" الوحدات الآسيوية للمرة 11 في تاريخ مشاركاته بالبطولة القارية. موسم حزين كان الوحدات يمر في واحد من أسوأ مواسمه الكروية، رغم أن بدايته كانت بالفوز بلقب كأس الكؤوس على الجزيرة، إلا أنه ترنح بنتائجه في دوري المحترفين، الذي أنهاه ثالثا على سلم ترتيب الدوري برصيد 43 نقطة، وأوجعت نتائجه وعروضه قلوب عشاقه، وتبدلت أسماء المدربين على قيادته الفنية، فكانت البداية بالمدرب الوطني جمال محمود، الذي قاد الفريق للقبي الدوري ودرع اتحاد الكرة في الموسم قبل الماضي، ثم أنيطت المهمة لمباراة واحدة بالمدير الفني لفريق الفئات العمرية السوري محمد جمعة برفقة المدرب عامر ذيب، وبعدها كان التعاقد مع التونسي قيس اليعقوبي بمساعدة عامر ذيب، إلا أن اليعقوبي عصفت به رياح المنافسة، وأنهى الدوري ثالثا مع الوحدات، وودع مع المدرب المؤقت بسام الخطيب دور الأربعة لمسابقة كأس الأردن أمام الرمثا، ليتم الاستنجاد بابن النادي عبدالله أبوزمع لإتمام المهمة الآسيوية. الجماهير بقيت وفية لأخضرها، وحاولت شد أزره كلما سقط، ظنا منها أن يعود أقوى، إلا أن لاعبي الفريق خذلوها، حينما تناست قهر الدوري والكأس، لتلتف حوله في نصف نهائي الكأس الآسيوية في عمان، إلا أنها خرجت حزينة على خسارته على أرضه وجماهيره بنتيجة 0-1، وبقي عشق الوحدات غذاءها الروحي، والتفت حوله من جديد لتعينه على النهوض أقوى، عندما احتشدت حوله في تدريبه الأخير قبل السفر الى بيروت، وارتحلت خلفه الى ملعب المدينة الرياضية بالعاصمة اللبنانية، إلا أن لاعبي الفريق خذلوها من جديد، ورسموا الأحزان بدلا من الفرح على محيا جماهيرهم، وهم يودعون الحلم الآسيوي الذي طال انتظاره، ويفوتون فرصة مواتية لإنقاذ الموسم الحزين على عشاق الوحدات الوفية. "لماذا..؟" في كوامن لاعبي الوحدات تكمن العديد من الإجابات التي استقرت في قناعة جماهير الوحدات، والتي راحت تنادي: "لقد أسمعت لو ناديت حيا"، بمعنى أن المواهب الفردية النوعية الحقيقية، خلت من قائمة الأسماء الوحداتية في المسابقات المحلية والقارية، والتي يمكن أن تنصهر في قالب الأداء الجماعي، وتصنع الفارق الذي يريده جماهير الوحدات. ولعل ذلك يفسره، امتلاك فريق الوحدات السيطرة المطلقة، على مجمل أحداث مباراتي الذهاب والإياب أمام العهد اللبناني، ووصل الى المنطقة المحرمة للمنافس، في عديد المشاهد والكرات، والتي كانت تحتاج الى قدرات فردية نوعية، لدى لاعبي الوحدات لترجمتها إلى أهداف، وهنا عانى الوحدات من التحضير المطول، وهي التي سهلت مهمة العهد اللبناني عندما ارتمى لاعبو الوحدات في أحضانه الدفاعية قسرا، ولعل هذا الكلام جاء ضمنيا في كلمات المدير الفني للوحدات عبد الله أبوزمع في المؤتمر الصحفي عقب المباراة، حين قال: "العهد اللبناني حسم المباراة من فرص قليلة، فيما الوحدات سيطر في المباراتين، وسنحت للاعبيه العديد من الفرص، ولم ينجح في ترجمتها". إذن.. "سراب يحسبه الظمآن ماء"، ذلك الأداء الوحداتي والسيطرة على أغلب مجريات المباراة، أمام فريق يعرف قدرات منافسه، واحتفظ بالأسلوب ذاته ذهابا وإيابا، إيمانا منه أن الوحدات لا يملك تلك الأوراق المهارية، القادرة على هز شباكه رغم شلال الأفضلية، والوصول المتكرر الى صندوقه المحرم، ليضاف اليها الهداف القناص، وغياب صانع الألعاب الماكر والمهارات الفردية النوعية، رغم الأفضلية الجماعية للفريق، والوصول المتكرر للثلث الأخير من ملعب العهد، إلا أنها لم تترجم إلى أهداف، وفي الأداء يدور في دائرة الأفضلية الوهمية، وسراب لم يرو ظمأ جماهيره العطشى للانتصار والإنجاز القاري العنيد، حلم تبخر من جديد أمام أنصار الأخضر.اضافة اعلان