جمعية أدلاء السياح تعتزم إطلاق حملة لحماية حقول "الدولمنز"

أحد أنصاب الدولمنز - (الغد)
أحد أنصاب الدولمنز - (الغد)

هبة العيساوي

عمان- تعتزم جمعية أدلاء السياح إطلاق حملة وطنية لحماية حقول الأنصاب الحجرية التاريخية (الدولمنز) في خطوة تهدف لوقف الخطر المحدق بهذه الأنصاب من عمليات التعدين التي تجرى في مناطق تواجدها أو بسبب الإهمال.اضافة اعلان
وقالت الجمعية في بيان صادر عنها إن "حقل ليفياس في وادي الأردن أكبر حقول بلدان حوض المتوسط من ناحية احتوائه على الأنصاب الأثرية وهو ما يدعو لتوفير حمايته  بأقصى سرعة ممكنة".
وبينت الجمعية في البيان الذي اطلعت عليه "الغد" أن الهدف الرئيسي من الحملة يتمثل في حماية حقول الأنصاب الحجرية الأثرية المتواجدة في منطقة وادي الأردن وخاصة المتواجدة قرب بلدة الروضة في لواء الشونة الجنوبية ضمن بلدة الكفرين.
والدولمنز كلمة أثرية قديمة تطلق على الطاولة الحجرية التي تتألف من أربع كتل حجرية منصوبة بشكل عامودي تغطيها من الأعلى كتلة حجرية ضخمة وأحيانا توجد في هذا الشكل الأثري الصخري فتحة ضيقة عند أحد طرفيه للولوج من خلالها لداخل نصب الدولمنز.
وقالت إنها تهدف الى إشراك القطاع الخاص من بنوك وشركات ومؤسسات وأفراد في دعم الجهود الرامية للحفاظ على المنتج السياحي الأردني المتمثل في حماية حقول الأنصاب الحجرية الممتدة على مساحات شاسعة من أرض المملكة.
وأضافت أنها ترغب بإشراك الجامعات الأردنية وخاصة كليات وأقسام السياحة والآثار والتراث لتطوير المواقع وتكثيف النشر العلمي وإفادة المجتمعات المحلية المتواجدة قرب هذه الحقول بالإضافة إلى تنمية المجتمعات المحلية من خلال أعمال التطوير السياحي وخاصة السياحة الأثرية والسياحة البيئية والسياحة الدينية باعتبار هذه الأنواع متمثلة في حقول الأنصاب الحجرية في الأردن.
وتسعى الجمعية في حملتها إلى ربط هذه الحقول مع مثيلاتها في المملكة المتواجدة في المحافظات وخاصة محافظة البلقاء/حقل دامية ومحافظة مادبا/حقل جديد ومحافظة الزرقاء/حقل خريسان ومحافظة المفرق وجرش وإربد وغيرها بالإضافة إلى إيجاد خدمات سياحية في حقل ليفياس مثل؛ مواقف للحافلات وخدمات أولية رسم مسار سياحي داخل الحقل.
وتهدف الحملة أيضا بحسب الجمعية إلى إيجاد فرص عمل جديدة في قطاع السياحة والآثار والتراث لخريجي الجامعات والكليات والمعاهد المتخصصة في هذا المجال بحيث يتم ربط مخرجات التعليم العالي مع المشاريع الميدانية الهادفة لاستيعاب الكفاءات الجديدة وتدريبها لخدمة القطاع السياحي بالشكل الأمثل.
وأضافت أنها تريد إيجاد بيئة مناسبة لتدريب الطلبة من الجامعات الحكومية والخاصة في حقول الأنصاب الحجرية، بحيث تسهم أعمال التدريب في إعادة ترميم وصيانة هذه الحقول بشكل دوري يسهم في ديمومتها للأجيال المقبلة.
وحول منهجية العمل قالت الجمعية "لا بد من تحديد مساحة حقل ليفياس بشكل دقيق من خلال سجلات دائرة الأراضي والمساحة وتخصيص قطع الأراضي التي تتواجد فيها حقول الأنصاب الحجرية لصالح الخزينة/آثار وسياحة إذ تقدر المساحة الأولية لحقل ليفياس حوالي 2000 دونم".
وأضافت أنه يجب تشكيل فريق عمل ميداني متخصص من الجهات ذات العلاقة على أن يتنبى المبادرة جهة أكاديمية علمية ثم القطاعات الأخرى العاملة في مجال السياحة مثل؛ جمعية وكلاء السياحة والسفر وجمعية السياحة الوافدة وجمعية أدلاء السياح الأردنية وشركات النقل السياحي وخاصة شركة جت والبنوك والأفراد.
وأشارت إلى فتح حساب للتبرعات والمنح والهبات ليصار إلى استخدام المخصصات للأعمال الميدانية حسب الأصول والقوانين الناظمة بالإضافة إلى وضع منهجية لأعمال الصيانة والترميم بشكل دوري مستمر وإشراك المجتمع المحلي في عملية التطوير السياحي.
وبينت الجمعية ضرورة اعتماد مسار سياحي مناسب لربط حقل ليفياس مع المواقع السياحية الكبرى في المحيط المجاور مثل: تل الحمام، موقع عماد السيد المسيح، الزارة، محمية الموجب وغيرها.
وأكدت على التنسيق مع الجهات المعنية بصفتها المسؤول المباشر عن الأراضي والآثار والسياحة وهي جمعية أدلاء السياح الأردنية /المشرف الجامعة الهاشمية/معهد الملكة رانيا للسياحة والتراث/المنشار العلمي، وزارة السياحة والآثار، دائرة الآثار العامة، دائرة الأراضي والمساحة، بلدية الكفرين، والشرطة السياحية.
وفي النهاية ستقوم الجمعية برفع الإجراءات اللازمة والتوصيات إلى وزير السياحة والآثار ومدير عام الآثار للسير في الإجراءات حسب الأصول لإعلان حقل ليفياس محمية وطنية أثرية تكون الجهات المساهمة في تطويرها أعضاء في مجلس المحمية.
ومن جانب آخر تنتظر دائرة الآثار قرار مجلس الوزراء بالموافقة على مطالبها بسحب رخص التعدين من الشركات في حقل داميا وتخصيص الموقع لدائرة الآثار لتكون هي المسؤولة الوحيدة عنه.
ويقع حقل "داميا" في الغور الأوسط على بعد أربعة كيلومترات تقريبا جنوب مثلث العارضة، ويضم ثروة طبيعية وأثرية تشمل أوسع مساحة تنتشر فيها النصب الحجرية المعروفة باسم الدولمنز والمبنية من الحجارة الضخمة، كما يضم الحقل صخر الترافرتين المميز بجمال ألوانه الصحراوية وصلابته وقابليته للصقل والتشكيل والمرغوب للبناء عند كثير من الشركات.
يشار إلى أن نحو 185 نصبا من نصب "الدولمنز" الأثرية المتبقية من أصل 312 عنصرا أثريا تعرضت للتخريب في حقل "داميا" في الأغوار الوسطى، معرضة لأخطار تهدد بقاءها.
وكانت دائرة الآثار رفعت لمجلس الوزراء دراسة تتضمن حلولا لإنقاذ أنصاب الدولمنز الأثرية من حملة أعمال التعدين في حقل داميا في الأغوار الوسطى.
وكان الباحث من دائرة الآثار العامة يزيد عليان وهو المكلف بوضع تصور شامل وتقييم عملي لإمكانية نقل التماثيل الأثرية المهددة بالتدمير ومدى توافقها مع المعايير العلمية والفنية المتوفرة لهذه الغاية قال إن "الحلول المقترحة هي إما نقل هذه النصب الأثرية من المنطقة الجنوبية الى الشمالية، أو دفع تكاليف التصاريح لشركات التعدين ووقف أعمالها أو إعطاؤهم أرضا أخرى بعيدة عن الآثار".
وبدأت أعمال التعدين الأولى في الموقع في ثمانينيات القرن الماضي ولكن النشاط الكثيف بدأ مع الترخيص لإحدى شركات التعدين في العام 2000، والتي فازت بحق التعدين في أكثر من 620 دونما من مساحة الحقل المقدرة بحوالي ألف دونم، وثم توالت شركات ومؤسسات عديدة وأفراد للعمل في الموقع بترخيص وبدون ترخيص، ما أثر على النصب وعلى البيئة التي تنتشر فيها تأثيرا كبيرا.

[email protected]