"جميد إسمنتي" ابتكار جديد للسرطاوي في أسبوع عمان للتصميم

2
2

إسراء الردايدة

عمان- في سعي لخلق منتج فريد مصنع من هويتنا وتراثنا الأردني، يكمل المبتكر الأردني الخبير بفنون الطهي عمر سرطاوي مسيرته بتقديم أحدث ابتكاراته وهو جميد كونكريت "جميد اسمنتي"، تزامنا مع إطلاق فعاليات أسبوع عمّان للتصميم، في نسخته الثالثة تحت موضوع "الاحتمالات".اضافة اعلان
سرطاوي الذي أعد الجميد الاسمنتي خصيصا ليتم عرضه وتجربته، سبق وقدم "جميد شوكولاته"، والسر يكمن في إعادة ابتكار مواد غذائية ودمجها معا باختيار مواد مناسبة تصلح كخامة لتناولها وقادرة على تكوين مجسمات بنائية.
وبين سرطاوي، في حديثه لـ"الغد"، أن الغاية من هذا هي تقديم ابتكار من وحي تراثنا وهويتنا، والتي تكمن في الأردن بالجميد على وجه الخصوص، وهو قابل للأكل في الوقت ذاته.
ويملك سرطاوي خبرة في الطهي والهندسة والبناء والتصميم الى جانب دراسته لمادتي الفيزياء والكيمياء والتي تعرف بـ"موليكولير جاسترونومي" أو فن حسن الأكل (gastronomy Molecular) أو المطبخ الجزيئي.
وهذا العلم، وفقا لسرطاوي، يتيح تحقيق وابتكار الطعام ومكوناته، بالاعتماد على التحولات الفيزيائية والكيميائية بين المكونات التي تحدث عند الطبخ، وقد استغرقه الخروج بفكرة الجميد الإسمنتي ستة أشهر.
وقام بصنع تمثال "عين غزال" الشهير المتواجد في متحف اللوفر حاليا في أبو ظبي، ليعرضه في "أسبوع التصميم"، وهو التمثال الأقدم في تاريخ البشرية، فضلا عن توفر عينات ستتاح أمام الجمهور لتجربتها وتناولها.
ويذهب سرطاوي الى أن فن الابتكار باستخدام منتجات غذائية قائم بحد ذاته، ومن خلال الجميد تحديدا، وهي مادة فريدة، على حد قوله، يمكن الخروج بكثير من الأفكار والإبداعات، وله أكثر من استخدام، ومنها تحويله لمادة بناء يمكن استخدامها في التصميم والتشكيل الفني والهندسي، وفي الوقت ذاته مادة صالحة للأكل وللاستهلاك البشري، وبالطعم نفسه تقريبا، والغاية من هذا هي "استحداث الطعام في البناء والإبداع، ولكنها ذات كلفة عالية، ومع ذلك فهو مستمر في تطويرها". ويهدف "أسبوع عمان للتصميم" لترسيخ دور الأردن في هذا المجال في المنطقة والعالم؛ حيث يقدم أكثر من 100 فعالية في 55 مساحة مشاركة، تتوزع على ثلاث مناطق في المدينة، وهي: جبل عمّان، وجبل اللويبدة، ورأس العين. وتستعيد منطقة رأس العين حيويتها مرة أخرى مع معرض الهنجر 2019، والذي تنسقه هذا العام نورة السايح-هولتروب، والتي تشغل منصب رئيسة الشؤون الهندسية في هيئة البحرين للثقافة والآثار.
وتعرض في الهنجر مجموعة واسعة ومتنوعة من الأعمال التي أنجزها أكثر من 75 مصمما من الأردن والمنطقة ومن مختلف التخصصات، منها العمارة، وتصميم المنتجات، وتصميم الأزياء، والأثاث، والتصميم الجرافيكي.
كما تستضيف منطقة رأس العين معرض الطلاب، الذي يعرض فيه 33 طالباً من 14 مدرسة ثانوية وجامعة من أنحاء الأردن أعمالاً تتوج البرنامج الإرشادي الذي أشرف عليه، وعلى مدار 6 أشهر، مرشدون خبراء.
كما سيتم خلال الأسبوع إطلاق معرض جديد تحت اسم "غذاء المستقبل/ مدينة المستقبل"، والذي يركز على احتمالات تحويل المساحات العامة إلى مناطق آمنة للإنتاج الغذائي، إضافة إلى عقد جلسات نقاشية حول الزراعة الحضرية وتخضير المدن. إضافة إلى فعاليات حول الغذاء والثقافة، وفعاليات للعائلات، وورشات العمل، واللقاءات التي تعقد في ساحة مركز الحسين الثقافي. يذكر أن أسبوع عمّان للتصميم حدث يقام على مدار 9 أيام، ويتضمن برنامجاً من المعارض الفنية، وورشات العمل، واللقاءات، والجولات، والحفلات الموسيقية، والذي يتوقع أن يجذب ما يقارب 100 ألف زائر. يجمع الأسبوع أكثر من 250 مبدعاً ومصمماً ومصنّعاً وطالباً من المنطقة، ومن خلفيات متنوعة ينتمون إلى 13 دولة مختلفة.