"جنوبي" رواية جديدة لرمضان الرواشدة مضمخة بالنوستالجيا والمراجعات

الغلاف - (بترا)
الغلاف - (بترا)
عمان- يذهب الروائي الزميل رمضان الرواشدة، في روايته "جنوبي"، الى حالة من رومانسية "النوستالجيا" المفعمة بالندبات التي ما تزال آلام بعضها حاضرة، ومراجعات مضمخة بما يشي بأسئلة المثقف الوجودية في استحضار تجارب الماضي وتقلبات الحال. الرواية الصادرة حديثا عن دار الشروق للنشر والتوزيع في عمان، والتي جاءت في 96 صفحة من القطع الصغير، جاءت بأسلوبية "المونوفون" الذي يتمثل بالصوت الواحد في الرواية الحديثة حيث تكون العهدة كلها على الراوي، وجاءت لغته الساردة قوية وثرية بالمفردات الشعبية والتنقل بالأمكنة في الجغرافيا الأردنية والمحيطة في سورية ولبنان، علاوة على بعدها الانثروبولوجي الذي سلط بعضا من الضوء على عدد من العادات والسلوكيات والممارسات الاجتماعية، وخريطة توزعها في عمان وإربد لمكونات من المجتمع الأردني في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. العنوان في الرواية "جنوبي" حمل في ثناياه عددا من المفاتيح والدلالات للرواية، فتارة يتناص أيدولوجيا مع قصيدة الشاعر المصري اليساري أمل دنقل "الجنوبي" وتارة يستحضر همّ الجنوب في معظم الأقطار العربية والمُحمل بأعباء غياب التنمية والنهوض، وتارة ثالثة لا يبتعد عن الحنين الى ما كان وما أصبح. كما استحضرت الرواية ضمنيا في أحد أبوابها الكاتب والصحفي محمد طمليه من خلال عنوانه "المثقفون الأوغاد" بإحالة الى قصة طمليه "المتحمسون الأوغاد"، لا سيما أن المضمون بين العنوانين يقترب الى درجة التطابق. وتقوم الرواية على بنية ذاكرة المؤلف/ الراوي/ البطل وتقنية الذاكرة المضغوطة والتي تفتحت بعيدا عن التسلية والإمتاع، يتنقل فيها الى فضاءات "زمكانية" بالموازاة مع أحداث حقيقية عايشها الراوي/ المؤلف، فهي تغدو كسيرة ذاتية بأسلوب روائي أدبي وبتصاعد عمودي لا يخلو من التداخل الزمني أحيانا على شكل ومضات "الفلاش باك". وحملت الرواية التي جاءت بلغة شفيفة وبسيطة معبرة، في ثناياها بعدين؛ الأول ماضوي في استحضار الذاكرة وسيرورة مرحلة من عمر الراوي/ المؤلف بما حفلت من أحداث، فيما البعد الثاني جاء بوصفه الحاضر المحمل بأسئلة ومقاربات عن تجارب وأحداث وشخوص الماضي. يشار الى أن الرواشدة شغل مواقع عديدة في الإعلام، ومنها رئيس لمجلس إدارة المؤسسة الصحفية الأردنية، ومدير عام لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون، ومدير عام لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، وصدر له العديد من الروايات والمجموعات القصصية منها؛ "أغنية الرعاة" 1998 و"الحمراوي" التي نال عنها جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية العام 1994 ونفذت مسلسلا إذاعيا فاز بجائزة أفضل نص وإخراج في مهرجان الإذاعات العربية في تونس العام 2005.-(بترا)اضافة اعلان