جنود متقهقرون

اسرائيل هيوم

دان مرغليت      

11/12/2012

هناك شأنان الصلة بينهما خفية في اللاوعي وغير مفهومة بحد ذاتها وهما مبادرة اعضاء الكنيست من اليمين إلى رفض ترشح حنين الزعبي للكنيست التاسعة عشرة ومعها الاحزاب العربية ايضا، وأفلام قصيرة لجنود الجيش الإسرائيلي في منطقتين في يهودا والسامرة يفرون من رُماة حجارة فلسطينيين.اضافة اعلان
ان الزعبي تتعاون مع النشاط الموجه على إسرائيل، ولا يهمها ان تُقذف بذلك بل قد تستمتع بذلك. ومع ذلك نقترح على لجنة الانتخابات المركزية ان ترفض طلب رفضها وان توفر على قضاة المحكمة العليا بت قرار في هذا الشأن، ولهذا الامر سببان. الاول انه لا داعي بالنسبة إلى أكثر مواطني إسرائيل إلى تشويه المرأة لأن الواقع الذي تعكسه هو ان جزءا ما أو كبيرا من عرب إسرائيل يريدون في الكنيست ممثلة قريبة من الارهاب، ولا داعي للسلوك مثل النعامة ودفن الرأس في الرمل وعدم الاعتراف بالواقع الأعوج بانكاره وتجاهله. والثاني وهو الحاسم ان اجراء رفض الزعبي والقوائم العربية هذا سيصيب إسرائيل بضرر بصورتها لم يسبق له مثيل في الغرب في نقطة شديدة الحساسية. لأن أعداءها يحاولون ضعضعة حقيقة أنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط. وسيستعملون هذه الخطوة برهانا في ظاهر الامر. إلى أين يسعى المبادرون إلى رفض الزعبي والاحزاب العربية، والى كنيست نظيفة من العرب؟.
إنني أقترح بهذا على اعضاء الكنيست ان يغيروا قوانين الحصانة التي حازوها لأنفسهم لمصلحتهم لا من اجل الجمهور خاصة. ينبغي تقليص قوانين الحصانة المفرطة لاعضاء الكنيست التي لا يوجد مثيل لها في الغرب الديمقراطي، وبذلك لا يتمتع بالحصانة من يتصل المنظمات الفلسطينية أو آخرون يشاغبون في وسط بلدة عربية فيُحاكمون ويُدانون ويعاقبون في المحاكم. هذا ديمقراطي وسيتقبله العالم بتفهم وسيكون من المساواة – فهو موجه على مؤيدي المنظمات الفلسطينية وعلى من يعرضون للخطر سلامة الجمهور في البلدات اليهودية والعربية سواءاً.
ان المحاكمة والعقوبة في المحاكم وعدم قدرة اعضاء الكنيست على الترشح للكنيست التالية اذا أدينوا بعار أفضل من اجراء اداري يرفض فيه ساسةٌ ساسة. وفي حال تهرب المستشار القضائي من العمل على مخالفي القانون فان الجدل العام – الدستوري سيعالج ذلك وهذا هو الاجراء المناسب.
وفي المقابل ينبغي ان يُمنع رئيس هيئة الاركان من السماح للجنود بالتقهقر من رُماة حجارة. صحيح ان صورة الجنود الذين يطلقون قنابل دخان على فلسطينيين يرمونهم بالحجارة مُضرة بالدعاية الإسرائيلية في العالم لكن رؤية جنود الجيش الإسرائيلي يفشلون ويتقهقرون أكثر ضررا منها.
تستطيع الحكومة ان تأمر الجيش بألا يرسل جنودا إلى كفار قدوم أو إلى الخليل حيث تم تصويرهم وهم يفرون. لكنه اذا أرسلهم فعليه ان يهتم بأن ينفذوا المهمة كما ينبغي كاملة. هذا مع افتراض أنهم قادرون على تنفيذها بالوسائل القانونية التي يملكونها وإن لم يُصوروا بصورة جيدة وإلا فانه ينبغي الغاء المهمة. ومهما يكن الامر فإنه ينبغي منع شيء واحد حتى لو رمى الفلسطينيون الحجارة وهو ان يتقهقر الجنود، ونقول باختصار ينبغي ألا يكون هذا بعد.