جهود عربية ودولية للتهدئة بالضفة

شرطة الاحتلال اثناء اقتحمها المسجد الاقصى واعتداءها على المصلين.-(وكالات)
شرطة الاحتلال اثناء اقتحمها المسجد الاقصى واعتداءها على المصلين.-(وكالات)
نادية سعد الدين عمان - حول الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى المبارك إلى ساحة حرب باستباحة المستوطنين المتطرفين لباحاته، والتهديد باستئناف تنظيم اقتحام جماعي لساحاته، اليوم، بحماية قوات الاحتلال، مقابل دعوات فلسطينية للاحتشاد الواسع بالأقصى للدفاع عنه، وسط جهود دولية حثيثة للتهدئة في الضفة الغربية، لم تتوصل إلى انفراجة حتى الآن. وأمام ما يبدو عدم اكتراث بردود الفعل العربية والإقليمية المنددة؛ فقد توعدت مجدداً ما يسمى "منظمات الهيكل"، المزعوم، والجماعات اليهودية المتطرفة، بفتح الباب واسعاً أمام اقتحام جماعي للمسجد الأقصى لإحياء ما يسمى "عيد الفصح" اليهودي، ومحاولة إتمام طقوسهم الدينية، وذلك بعدما تمكن المقدسيون من إحباط مخططهم "بذبح القرابين" داخل المسجد، أول من أمس، في مسعى منهم غير مسبوق. يأتي ذلك على وقع اتصالات عربية ودولية حثيثة جارية بتسارع مع قيادة حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية، من جانب، والكيان الإسرائيلي من جانب آخر، لمنع تصعيد الأوضاع في الضفة الغربية وتوسيعه إلى قطاع غزة بسبب عدوان الاحتلال ومستوطنينه ضد المسجد الأقصى. واشترطت "حماس"، والفصائل الوطنية، لوقف التصعيد؛ وقف الاحتلال لجرائمه وانتهاكاته وعملياته العسكرية في محافظة جنين، وبقية أنحاء الضفة الغربية، والسماح بحرية العبادة الكاملة للمسلمين بدخول المسجد الأٌقصى وعدم وضع العراقيل أمامهم خلال رمضان، وإطلاق سراح جميع المعتقلين الذين تم اعتقالهم مؤخراً، ووقف سياسة الاحتلال العدوانية في الضفة الغربية، لاسيما في مخيم جنين، ووقف الاستفزازات التي يقوم بها الاحتلال ضد أهالي الضفة الغربية. وأكدت حركة "حماس" أن قيادتها، بالتعاون مع الفصائل، تجري حواراً مع الوسطاء لنزع فتيل الأزمة التي فرضها الاحتلال بانتهاك حرمة المسجد الأقصى، ولكنها نفت الأنباء التي تتحدث حول التوصل إلى اتفاق تهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي. وبينت أن ما يتم تداوله يهدف للإضرار بالحالة المعنوية للشعب الفلسطيني الذي يخوض معركة ضارية دفاعاً عن مقدساته ويضحي فيها بأغلى ما يملك"، داعية جماعير الشعب الفلسطيني إلى مواصلة الاحتشاد والرباط في المسجد الأقصى. ونوهت "حماس" بأنها تواصل جهودها الميدانية واتصالاتها السياسية لوقف العدوان الصهيوني على الشعب والمقدسات، وخاصة المسجد الأقصى المبارك، بكل الوسائل الممكنة". وأفادت بأن هناك اتصالات أجراها رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، مع العديد من الجهات الدولية والعربية السياسية والأممية، لوقف جرائم الاحتلال، ومستوطنيه، ضد الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى اتصالات من العديد من الجهات برئاسة الحركة، على صعيد وسطاء أو الأمم المتحدة، حول ضرورة وقف الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى". بدوره أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، عزت الرشق، أن رسالة الحركة كانت واضحة لكل الوسطاء بأن القدس والمسجد الأقصى خط أحمر. وقال الرشق، في تصريح أمس، إنه جرى التواصل مع "حماس" من قبل عدد من دول المنطقة، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة خشية تصعيد الأوضاع في شهر رمضان بسبب انتهاكات الاحتلال وجرائمه المتواصلة في القدس والمسجد الأقصى. وأضاف أن رسالتنا واضحة لكل الوسطاء بأن القدس والأقصى خط أحمر، وأي استفزاز للشعب الفلسطيني في مقدساته سيقابل بالمواجهة، مع عدم السعي لحرب جديدة في غزة، لكن المقاومة في غزة تتابع كل التطورات، ويدها على الزناد، كشعب واحد، وإذا انتهكت المقدسات فإن الشعب الفلسطيني في كل مناطق تواجده سيقوم بواجب الدفاع عنها. وشدد الرشق على أن الشعب الفلسطيني لن يسمح للاحتلال بالاستفراد في جنين وأي منطقة فلسطينية، مشيدا بالعمليات الفلسطينية البطولية التي وجهت صفعة موجعة إلى الاحتلال. وقد دعت "حماس"، والفصائل الفلسطينية، للاحتشاد الواسع بالأقصى، لنصرته والدفاع عنه ضد اعتداءات المستوطنين المتطرفين لساحاته، وتصعيد نقاط المواجهة والاشتباك مع الاحتلال، فيما حذر خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري، من أن المعركة مع الاحتلال وجماعات المستوطنين ما تزال قائمة في المسجد، داعياً لشد الرحال إليه لنصرته والدفاع عنه. وبالمثل؛ أكدت حركة الجهاد الإسلامي، أن الفصائل الفلسطينية أبلغت جميع الأطراف المعنية أنه إذا لم يكف العدو الإسرائيلي عن المسجد الأقصى ولم يوقف عدوانه على الضفة الغربية، فإن المواجهة ستكون أقرب وأقصى مما يظن. وشددت على حق المقاومة الفلسطينية بالدفاع عن الأرض والمقدسات والشعب الفلسطيني، والتصدي لاقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى. من جانبها، اعتبرت منظمة التحرير أن المقدسيين أحبطوا في هبة جماهيرية عارمة مخططاً كان يتم الاعداد له من منظمات يهودية يمينية متطرفة بحماية حكومة الاحتلال، لتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف. وأضافت إن مساعي جماعات الهيكل، المزعوم، بذبح القرابين في ساحات المسجد الأقصى، لم تتوقف، إلا أن صمود المقدسيين والتصدي لاعتداءات الاحتلال ومستوطنينه، دفع الحكومة الإسرائيلية إلى مراجعة حساباتها. ويتقاطر آلاف الفلسطينيين من عموم فلسطين المحتلة لصد اقتحام المستوطنين المتطرفين وقوات الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك، وتنفيذ الجولات الاستفزازية داخل باحاته. وفي الأثناء؛ أكد عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح"، عزام الأحمد، أن "القيادة الفلسطينية ستجتمع اليوم، وإن قرارات المجلس المركزي ستكون موضوعة على الطاولة للتنفيذ"، في إشارة منه إلى قرار إنهاء الالتزامات والاتفاقيات الموقعة مع الكيان المحتل ووقف التنسيق الأمني معه الذي تم اتخاذه في وقت سابق ولم يتم تنفيذه حتى اليوم.

إقرأ المزيد : 

اضافة اعلان