جواسيس الكرملين يقلقون أوروبا.. وحملة مطاردة غربية ودعم لأوكرانيا

عواصم - حذر مسؤولو الأمن الأميركيون والأوروبيون، من أن روسيا تحتفظ بقدرات كبيرة في مجال التجسس، لكنهم أكدوا أن وكالات تابعة لها تعرضت لأضرار خلال العام الماضي أكثر من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب الباردة. وأوضح المسؤولون أن حجم الحملة يبدو وكأنه فاجأ روسيا على حين غرة، مما أضعف قدرتها على تنفيذ عمليات مؤثرة في أوروبا، أو البقاء على اتصال مع المخبرين أو تقديم رؤى إلى الكرملين بشأن القضايا الرئيسية. تدهور قدرات روسيا بدوره، قال أنتي بيلتاري، مدير جهاز الاستخبارات الفنلندي، إن عمليات الطرد والاعتقالات اللاحقة، إضافة إلى البيئة الأكثر عدائية في أوروبا، أدت إلى تدهور قدرات الروس بشكل كبير، بحسب صحيفة "واشنطن بوست". وأوضح بيلتاري ومسؤولون أوروبيون آخرون، أن روسيا سعت إلى تعويض خسائرها من خلال الاعتماد بشكل أكبر على التجسس الإلكتروني. فيما أشار مسؤولون إلى أن موسكو حاولت أيضاً الاستفادة من المعابر الحدودية وتدفق اللاجئين لنشر جواسيس جدد وتجديد صفوفها المنهوبة. لكنهم بينوا أن هؤلاء الوافدين الجدد سيكونون من دون حماية ومزايا العمل المقدمة من السفارات الروسية. وأضافو أنهم قد يفتقرون إلى الخبرة والمصادر والتدريب كأولئك الذين تم إعلانهم كأشخاص غير مرغوب فيهم. من عاصمة أوروبية إلى أخرى إلى ذلك، وفي إشارة محتملة إلى اليأس الروسي، كشف مسؤولون، أن موسكو حاولت إرسال الجواسيس الذين طردوا من عاصمة أوروبية إلى أخرى، للبحث عن نقاط ضعف بالتنسيق عبر مجموعة الأجهزة الأمنية في القارة. وأفاد مسؤول أمني غربي كبير تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، بأن الروس سيواصلون محاولة إعادة تشكيل شبكات في أوروبا. كما لفت إلى أن بلاده ودولا أخرى تشاركوا هويات أولئك الذين طردوا مع أعضاء آخرين في الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن من بين تلك المحاولات الروسية لإعادة إدخال الجواسيس، لم تكن أياً منها ناجحة. القبض على جاسوس في ألمانيا ومثال على تلك المحاولات كانت لمواطن ألماني قبض عليه مؤخراً، واتهم بالخيانة لمساعدة روسيا على تجنيد وإدارة جواسيس لمصلحة الكرملين في المراكز العليا من جهاز المخابرات الألماني، وفق الصحيفة. فيما أدت هذه القضية إلى زيادة القلق بشأن نقاط الضعف المستمرة في أوروبا، مما يدل على أنه حتى في خضم الحملة في أوكرانيا، كانت موسكو تحصل على دفق مستمر من الملفات السرية من داخل أحد أكبر أجهزة الاستخبارات في أوروبا وألمانيا. وقال مسؤولون أمنيون، إن برلين قللت من حجم الضرر، لكن الجاسوس المتهم كان بإمكانه الوصول إلى بيانات حساسة للغاية. اعتقالات واسعة إلا أن مسؤولين أوروبيين أكدوا أن وتيرة الاعتقالات في صفوف الجواسيس الروس كانت بسبب زيادة التعاون بين أجهزة الأمن الأوروبية. يذكر أن كين ماكالوم، مدير المكتب الخامس أو جهاز الأمن‏، المعروف عالميا باسم القسم الخامس في هيئة المخابرات العسكرية البريطانية (MI5)، أكد في خطاب ألقاه العام الماضي، أن الحكومة البريطانية رفضت لأسباب تتعلق بالأمن القومي أكثر من 100 طلب تأشيرة دبلوماسية روسية منذ العام 2018. وأضاف أن بريطانيا طردت 23 جاسوساً روسياً مشتبهاً، وذلك انتقاماً لتسميم منشق روسي في منطقة سالزبوري بإنجلترا. "لا مساومة" أما بالشأن الأوكراني، فقد شدد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على أن تأخير إرسال الأسلحة لبلاده خطأ كبير. وقال زيلينسكي، في مداخلة عبر الفيديو أمام مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا، أمس "نحن بحاجة إلى تسريع تسليم الأسلحة لأوكرانيا ولا بديل لذلك"، مضيفاً "أن أوكرانيا بحاجة إلى طائرات مقاتلة في أسرع وقت". كما أردف أن الكرملين جلب الدمار إلى أوروبا، مؤكداً أن أوكرانيا يجب أن تكون عضواً في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. كذلك تابع: "لا مساومة على تحرير كل أراضي أوكرانيا من الاحتلال الروسي"، بحسب تعبيره، لافتاً إلى أنه يثق في قدرة بلاده على "تحقيق النصر ضد (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ومؤيديه". "أوروبا موحدة" ومن جانبه، قال المستشار الألماني أولاف شولتس "إن بوتين لن ينجح وأوكرانيا ستنتصر"، مشدداً على أن "أوروبا موحدة الآن أكثر من أي وقت مضى". وأضاف شولتس أمام المؤتمر: "نقدم لأوكرانيا أحدث الأسلحة والذخائر ومستمرون في ذلك". كما تابع: "نسعى إلى تجنب وقوع حرب بين روسيا والناتو"، لافتاً: "سنعزز قوة الردع السريع لحلف الناتو والإنفاق الدفاعي". كذلك أردف: "سنقوم بتدريب الجنود الأوكرانيين في ألمانيا"، موضحاً أن ألمانيا لا تفضل المضي في إجراءات أحادية بشأن الحرب في أوكرانيا. "خسرت الرهان" بدوره، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن "الحرب في أوكرانيا كارثية ويجب أن نركز على سبل إنهائها". وقال ماكرون أمام المؤتمر: "روسيا انتهكت مواثيق الأمم المتحدة ومجلس الأمن بحربها ضد أوكرانيا"، مضيفاً "أن موسكو تتحمل مسؤولية التداعيات السلبية لحربها في أوكرانيا". كما تابع: "روسيا فشلت في إضفاء الشرعية على حربها ضد أوكرانيا، وخسرت الرهان على إخضاع أوكرانيا في مدة قصيرة". إلى ذلك، اعتبر "أن مجموعة فاغنر تحولت إلى قوات رسمية بعد فشل الجيش الروسي في تحقيق مكاسب". "ساعة الحوار لم تحن بعد" وأكد ماكرون أن "ساعة الحوار مع روسيا لم تحن بعد بسبب تمسك بوتين بخيار الحرب"، لافتاً إلى أن موسكو قابلت دعوات الحوار باستهداف البنية التحتية الأوكرانية. كما أضاف أن فرنسا تساعد على تقوية دفاعات الجناح الشرقي للناتو. "الوحدة والعزيمة" كذلك أوضح "أن الوحدة والعزيمة عاملان مهمان بالنسبة لأوروبا لهزيمة روسيا"، مشدداً على أنه "يجب دعم أوكرانيا لتنفيذ هجوم مضاد يكون داعماً لها في المفاوضات". وأعلن أيضاً أن أوروبا بحاجة لبرنامج دفاعي مشترك، قائلاً: "أدعم التوجه إلى دعم الدفاعات الجوية في أوروبا، مردفاً: "علينا تعزيز قوة الردع النووي في أوروبا". وقبل انطلاق المؤتمر، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أن الحرب في أوكرانيا تؤثر على أمن العالم لا القارة فقط.-(وكالات)اضافة اعلان