جود قدورة: موهبة أردنية تجود بفنها لمساندة عمّال المياومة في مواجهة "كورونا"

جانب من المعرض الذي نظمته جود- (من المصدر)
جانب من المعرض الذي نظمته جود- (من المصدر)
ابراهيم المبيضين عمّان– تؤمن الشابة الأردنية، جود ماهر قدورة بمقولة الملاكم العالمي الراحل محمد علي كلاي: "حلّق كالفراشة، والسع كالنحلة"، فهي ترى أن كل هذه المقولة تحمل وصفتين للنجاح في أي عمل نقوم به في الحياة: الحلم أولا حيث إن كل انسان يستطيع أن يحلم ويطير كما تطير الفراشة في مواجهة القيود" مثل القيود التي فرضتها جائحة كورونا مثلا"، والوصفة الثانية في اقتناص الفرص والسعي لتحقيق الهدف، فاذا ما امتلك ذلك الحلم عليه أن يقتنص الفرص المناسبة ويسعى لتحقيق الحلم والاهداف بسرعة "كما تلسع النحلة". وجعلت قدورة (التي تمتلك موهبة الرسم) من هذه المقولة للأسطورة محمد علي كلاي مرشدا لها في "مبادرة فردية" تبنتها قبل أشهر قليلة خلال فترة ازمة كورونا، ونفذتها لتتبرع بإيراداتها الى حساب الخير الذي أطلقته الحكومة في أزمة كورونا، لتلقي التبرعات النقدية الموجهة لقطاع الحماية الاجتماعية ومساعدة شرائح المجتمع الاكثر تضررا من الجائحة مثل عمال المياومة. وتقول قدورة (ابنة الـ25 سنة) إن المبادرة هي "فنية اجتماعية خيرية"، طوّعت فيها موهبتها في الفن والتصميم والتلوين لتساعد بها الاخرين، موضحة أن المبادرة تقوم على طباعة وتلوين وتشكيل لوحات فنية "تحمل صورا مميزة للملاكم العالمي محمد علي كلاي"، قامت بعرضها وتسويقها عبر سوشيال ميديا في البداية ومن ثم عرضها في احد المحال في عمان، لتجني في ظرف شهور قليلة نحو 4 آلاف دينار تبرعت بها لحساب الخير. وتوضح قدورة قائلة: "أن بداية الفكرة جاءت في خضم أزمة الكورونا، التي أتاحت لنا جميعا وقتا كبيرا للتفكير بحياتنا ومراجعة انفسنا، عندما طلب مني والدي – الناشط الاجتماعي ماهر قدورة- قبل اكثر من شهرين صورة مميزة للملاكم العالمي محمد علي كلاي لأنه من الشخصيات المميزة والملهمة له ولي انا شخصيا ايضا، فبادرت بصناعة هذه اللوحة حيث قمت بوضع الصورة المطبوعة على لوحة ولونتها باسلوب جذاب ومميز بالوان الرش واقلام ( الاكريليك)، لتصبح لوحة مميزة حتى انها اعجبت والدي الذي وضعها في مكتبه". وتضيف قدورة (التي تحمل شهادة في الفن والتصميم من بريطانيا، وشهادة في فن الطهي) أنها فكرت بعد ذلك بالمبادرة وسارعت الخطى لتصنع المزيد من اللوحات للملاكم العالمي (كلاي) بهذه الطريقة وعرضها للبيع والتبرع بالإيرادات لحساب الخير ولمساعدة عمال المياومة على وجه الخصوص. وتقول إنها فكرت بعد ذلك بصناعة أربع لوحات بهذه الطريقة للملاكم العالمي (كلاي)، وعرضتها للبيع أمام متابعيها على صفحاتها الشخصية على شبكات التواصل الاجتماعي الفيسبوك والانستغرام، وصفحات مشروع آخر خاص بها انشأته قبل سنوات لتسويق "الحلويات الصحية" ويحمل اسم "سكابا"، لتطلق على مبادرتها اسم "سكابا ارت". وتابعت قائلة بأنها تفاجآت بأن هذه اللوحات الأربعة بيعت في أول ساعة من عرضها، وهو ما حفزّها للعمل أكثر على لوحات جديدة وتوسيع نطاق عرض اللوحات أمام الجمهور، ولجمع أكبر مبلغ يمكن أن تساعد به عمال المياومة. وتبين قدورة بانها انجزت منذ شهر تموز الماضي 11 لوحة جديدة للملاكم العالمي بالطريقة والالوان التي اعتمدت عليها وعرضتها امام الجمهور في محل تجاري في عمان، لتباع معظم هذه اللوحات ايضا، مشيرة الى انها تمكنت من جمع حوالي 4 آلاف دينار منذ بداية المبادرة كلها ذهبت الى "حساب الخير". وتقول قدورة إن علينا جميعا في كل مواقعنا واجبا برد الجميل الى بلدنا، ومجتمعنا الذي عشنا فيه وقدم لنا الكثير، وبأن أي انسان يستطيع تقديم حتى لو القليل الى الناس الآخرين المحتاجين وغير المقتدرين، لأن هذا القليل قد يصنع فرقا كبيرا في حياتهم، مؤكدة بأنها ستواصل العمل على مباردتها هذه، وعرض لوحاتها في أكثر من محل ومنصة لتتمكن من مساعدة أناس آخرين ضمن "حساب الخير". وتشير الى شخصية الملاكم العالمي محمد علي كلاي هي من الشخصيات المؤثرة والملهمة لكثير من الناس حول العالم، وهو ما ساعد في نجاح مبادرتها التي لم تتوقع ان تنجح بهذه الطريقة، فأزمة كورونا وموهبتها في الرسم والتلوين والتصميم والاصرار على عمل الخير مهما كان بسيطا كلها عوامل اسهمت في نجاح هذه المبادرة الفردية البسيطة. ومحمد علي كلاي الذي رحل عن عالمنا في العام 2016 حصد لقب بطولة العالم للملاكمة 3 مرات في سنوات 1964 و1974 و1978، وهو يعدّ رمزا عالميا في الرياضة وناشطا بارزا عُرِف بدفاعه عن القضايا النبيلة في مختلف أنحاء العالم. وتؤكد جود قدورة أنها متأثرة ايضا بشخصية والدها – الناشط الاجتماعي ومؤسس مؤسسة الجود للرعاية العلمية ماهر قدورة وهي المؤسسة التي نفذت على مدار السنوات الماضية العديد من النشاطات والفعاليات والمشاريع الريادية والاجتماعية في الأردن، مشيرة الى ان شخصية والدها وعمله ترك وأسهم في تشكيل فكرها ودفعها لمثل هذه المبادرة، فضلا عن دعم كبير من والدتها التي تتابعها وتشجعها في كل ما تقوم به. وتقول قدورة بأنها تطمح الى الاستمرار في تطوير مشروعها الخاص بصناعة الحلويات الصحية، كما أنها ترى بأن علينا تحويل كل ظروفنا والصعوبات التي نواجهها في الحياة الى أشياء ومبادرات ايجابية، خصوصا اذا ما امتلكنا مواهب مميزة في أي مجال كان. وتؤكد جود أن الجميع لديه مواهب في أي مجال، ولكن علينا جميعا ايقاظ هذه المواهب وتحفيزها، مشيرة الى أن اشياء بسيطة نستطيع فعلها في كثير من الأحيان يمكن أن تحدث تاثيرا ايجابيا في حياة الكثير من الناساضافة اعلان