جولة الملك الأوروبية حاسمة لإحياء الملف الفلسطيني

الملك عبدالله الثاني والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال المؤتمر الصحفي
الملك عبدالله الثاني والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال المؤتمر الصحفي
زايد الدخيل عمان - يعلق مراقبون سياسيون أهمية خاصة على جولة جلالة الملك عبدالله الثاني الحالية إلى أوروبا، خصوصا في ظل اجتياز المنطقة منعطفات حاسمة في قضايا مركزية، كالقضية الفلسطينية والأزمة السورية. ويركز جلالة الملك، في جولة العمل الأوروبية التي تشمل النمسا وبولندا وألمانيا والمملكة المتحدة، على تعزيز آليات التعاون مع هذه الدول، وتناول آخر المستجدات إقليميا ودوليا، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المركزية في المنطقة، الى جانب بحث إنهاء جمود عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين على اساس حل الدولتين. ورجح هؤلاء المراقبون لـ"الغد" ان تركز مباحثات جلالة الملك، ايضا، على تعزيز وترسيخ علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية بين الأردن وتلك الدول، في إطار دور المملكة المحوري في المنطقة، مشددين في الوقت نفسه على أن غياب الحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية، سبب رئيس ومباشر لغالبية النزاعات في المنطقة. وفي هذا الصدد، يقول الوزير الأسبق مأمون نور الدين إن المراقبين السياسيين يعلقون أهمية خاصة على الزيارة الملكية لأوروبا، سيما وأن زيارة جلالته تأتي في ظل اجتياز المنطقة منعطفا حاسما في قضايا وملفات، أبرزها القضية الفلسطينية، بالاضافة لمخرجات المؤتمرات الدولية والاقليمية بخصوص الأزمة السورية. ويشير نور الدين للمكانة التي يتمتع بها الأردن بين دول المنطقة في نظر الدول الأوروبية، ودور الأردن المركزي في إيجاد حلول لأزمات المنطقة، موضحا أن مباحثات جلالته ستمكن الجانبين من تبادل الرأي، فيما يتعلق بتحديد مواقفها وسياساتها تجاه قضايا المنطقة، بخاصة الصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية. وبين أن القضية الفلسطينية، تحتل أولوية رئيسة في لقاءات جلالته واتصالاته مع قيادات الدول الكبرى، مؤكدا أن أي محاولة لتجاوز الدور الاردني الاستراتيجي خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، لن تنجح بحكم الدور التاريخي وصلابة الجبهة الداخلية والتلاحم القوي بين الموقف الاردني والقيادة الفلسطينية، خاصة في مواجهة المخططات الاسرائيلية بتصدير أزماتها وتهربها من استحقاقات أي تسوية للملف الفلسطيني إلى خارج الوطن التاريخي للشعب الفلسطيني. ودعا إلى رص المواقف بين مختلف القوى السياسية والمجتمعية، لدعم موقف جلالة الملك في زيارته، وبالصورة التي تضمن تحقيق أفضل النتائج من هذه المباحثات. بدوره، يرى أستاذ العلوم السياسية الدكتور خالد الشنيكات، أن جولة الملك الخارجية التي تشمل مجموعة من الدول الأوروبية، بولندا والنمسا وألمانيا والمملكة المتحدة، بالإضافة لحضور مؤتمر المناخ في اسكتلندا، ستتناول ملفات متعددة، منها العلاقات الثنائية بين الأردن وهذه الدول، وكذلك ملفات المنطقة خصوصا الصراع العربي الاسرائيلي والترويج لحل الدولتين بوصفه الحل المثالي لتحقيق السلام، وموضوع ملف القدس والرعاية الهاشمية لهذه المدينة المقدسة وضرورة الحفاظ على الوضع الراهن، ومنع أي محاولات لتغييره، وبأن القدس هي مفتاح السلام والاستقرار في المنطقة. وتابع شنيكات: "من المتوقع ايضا ان تتناول المباحثات الملفات الثنائية كما أشرنا، مثل تطوير العلاقات السياحية والزراعية والتجارية، وزيادة التبادل التعليمي وغير ذلك من العلاقات، طبعا بما فيها تطوير العلاقات الأمنية، وقد تشمل توقيع اتفاقيات في هذه المجالات، تهدف إلى تعزيز القواسم والمواقف المشتركة حيال ملفات المنطقة، مثل التأكيد على الحل السياسي لأزماتها، كما الوضع في سورية والعراق واليمن، وبأن الحل الدائم لهذه الملفات يكون بجهد دولي، وكذلك التأكيد على مواقف الاردن في محاربة الارهاب وتجفيف منابعه، والالتزام التام بالسلام والاستقرار في المنطقة. وأشار إلى أن الجولة الملكية ستتناول كذلك الدور الاردني في المنطقة، خاصة في مجال تحمله تكلفة استقبال اللاجئين، وضرورة مشاركة المجتمع الدولي في هذه المسؤولية، بالإضافة إلى ملفات أخرى، مثل مناقشة التغير المناخي في قمة المناخ في أسكتلندا، وتعزيز السياسات المشتركة لمواجهة هذه التغيرات. من جهته، يقول مدير مركز شُرُفات لدراسات وبحوث العولمة والإرهاب سعود الشرفات، إن بحث العلاقات الثنائية وسبل توسيع التعاون مع هذه الدول، فضلا عن تناول آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، تتصدران جدول أعمال جولة الملك الأوروبية إلى النمسا وبولندا وألمانيا وبريطانيا وأسكتلندا. وأضاف شرفات: "أجرى الملك، خلال زيارته إلى النمسا التي بدأت الاثنين، مباحثات مع رئيسها ومستشارها، وتلتها زيارة لشرطة المهام الخاصة النمساوية (كوبرا) المتخصصة في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وفي بولندا، التقى جلالته مع الرئيس البولندي، وقام بزيارة نصب الجندي المجهول، والتقى رئيس الجالية الأردنية هناك في أجواء ودية. وأمس الأربعاء، أجرى مباحثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل". وتابع: "تبدأ زيارة جلالته إلى المملكة المتحدة وهي الأهم في الجولة بالنظر إلى أجندتها الحافلة بالنشاطات من الخميس إلى الاثنين المقبل، حيث يعقد اجتماعات مع رئيس الوزراء البريطاني وكبار المسؤولين، وأخرى مع رئيس مجلس العموم البريطاني ورؤساء وأعضاء لجان فيه، كما يعقد لقاء مع أعضاء مجموعة الأردن في البرلمان، ولقاء مع عدد من المسؤولين البريطانيين وشخصيات برلمانية وأكاديمية وفكرية في بريطانيا، ويلي ذلك المشاركة في مؤتمر قمة المناخ (26 COP) في غلاسكو، بأسكتلندا". وأضاف "ومن المقرر أن يجتمع ممثلو حوالي 200 دولة في اسكتلندا نهاية الشهر الجاري، لحضور مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ الذي يستمر أسبوعين، والذي قال منظموه إنه يمثل إحدى آخر الفرص لإعلان الالتزام بخفض الانبعاثات لإبقاء ارتفاع درجة الحرارة عالميا في نطاق يمكن التحكم فيه".اضافة اعلان