جوليا حداد من مريضة سرطان إلى عداءة ماراثون

جوليا حداد
جوليا حداد
بهمة عالية، وعزيمة قوية، وإرادة جبارة، كسرت جوليا حداد جميع القيود التي ما انفكت تكبل مصابي مرضى السرطان؛ لتكون أول أردنية تحارب هذا المرض الخبيث بالركض، قاطعة مسافة 42 كيلومترا خلال مشاركتها في ماراثون أثينا، الذي أقيم بـ 13 الأحد الماضي. جوليا، التي اكتشف إصابتها بسرطان الثدي عام 2021، لم يلن جانبها للمرض لحظة، وتحدته بكامل طاقتها رافعة شعار "إما النصر، أو النصر"، حملت في الماراثون بين ذراعيها لافتة ضمت أسماء مرضى تعرفتْ عليهم خلال فترة علاجها بمركز الحسين للسرطان. وركضت جوليا في الماراثون الذي يعد من أصعب السباقات على مستوى العالم، بعد 3 أشهر فقط من إتمامها آخر جلسة من العلاج، قاطعة المسافة كاملة محققة زمن 4 ساعات و 23 دقيقة. وبدأت رحلتها مع الركض قبل تشخيصها بالمرض بثلاث سنوات؛ عندما شُخِّص عزيزٌ عليها بالسرطان، وانضمت إلى مبادرة "اركض وأنقذ حياة" التي أطلقتها مؤسسة الحسين للسرطان، لدعم مرضى السرطان. ولم تصمد أكثر من 60 ثانية في أول عهدها بالركض، بعدها قررت أن تخوض معركتها معه، ما لبثت أن قهرت الصعاب التي اعترضتها، رافعة اسم الأردن في ماراثون أثينا، الذي شارك فيه حوالي 15 ألف عداء وعداءة من مختلف أقطار العالم، راكضين بأهدافهم ورسائلهم. وفي كل خطوة تركضها ترسم أملا جديدا، وتفتح آفاقا أوسع، لمرضى يئسوا أو كادوا، استسلموا أو أوشكوا، ولا سيما وأن الصدمة هي أول ما يسيطر عليهم فور تشخيصهم بالمرض، يدخلون بعدها في جو محبط منغلقين على أنفسهم، وموصدين الأبواب أمام أي ومضة أمل أو بريق تفاؤل. لا تنسى جوليا، ردها عندما أخبرها طبيبها أنها مصابة بمرض السرطان "يعني ما رح أركض بعد اليوم؟"، صمت الطبيب لحظات ثم أجابها: "بل، أنتِ الآن دخلتِ سباق مسافات طويلة مع حواجز"، محققة بذلك مثالا حيا على أن مريض السرطان قادر على الإبداع والإنجاز مثله كمثل أي مريض آخر. وبعد مرور سنة على بداية علاجها، الذي اشتمل على عملية جراحية، 8 جلسات علاج كيماوي، 15 جلسة إشعاعي، وسنة كاملة علاج بيولوجي، وحاليا تخضع لعلاج هرموني. تعتبر جوليا، كل تجربة صعبة سابقة واجهتها بحياتها كانت تهيئة لشيء قادم، وأن صعوبة تلك المراحل جعلت تجربة السرطان عليها سهلة. حقا، نجحت جوليا، ابنة الـ 35 ربيعا، في إيصال رسالتها السامية؛ بأن المريض قادر على أن يتحكم إلى حد كبير بأعراض جانبية من الممكن أن تصاحب المرض أو العلاج، أو كليهما، فهي ركضت بعد ساعات من عملية استئصال الورم، لتبرهن اليوم لنفسها وللعالم أجمع، أنه لا شيء يستطيع هزيمة الإنسان، سوى فقدانه الأمل والشغف، وأن حب الحياة لا يضاهيه حب على البسيطة. (بترا) سلوى صالحاضافة اعلان