جيش النهب الإسرائيلي

جنود وآليات للجيش الإسرائيلي الذي تضاعفت ميزانيته-(أرشيفية)
جنود وآليات للجيش الإسرائيلي الذي تضاعفت ميزانيته-(أرشيفية)
هآرتس بقلم: أوري مسغاف 5/8/2021 عندما تجندت لجيش الدفاع الإسرائيلي كانت إسرائيل في وضع قتالي أمام جيوش نظامية عربية، والدولة كانت لديها قوات كبيرة وضعت في جنوب لبنان، وقد كانت تدافع عن المستوطنات من بيئة فلسطينية معادية في الضفة وغزة. وبعد بضع سنوات على الانتفاضة الأولى لعقت جراحها من حرب الخليج، التي فيها هوجمت بالصواريخ من العراق؛ وخصصت موارد للساحة الإيرانية. في فرقة الجنوب التي خدمت فيها كضابط في الجيش النظامي وفي الاحتياط، تم التدريب على خطط حربية لإعادة احتلال شبه جزيرة سيناء، إذا لا سمح الله انهار السلام البارد مع مصر. وعندما تسرحت من الجيش كانت ميزانية الدفاع السنوية 33 مليار شيكل. في هذا الأسبوع تمت المصادقة على ميزانية بمبلغ 58 مليار شيكل. مرت 25 سنة وتمت إضافة 25 مليار للميزانية، زيادة مليار شيكل في السنة. خلال هذه السنوات، تم التوقيع على اتفاق أوسلو وتم تشكيل السلطة الفلسطينية ونقلت إليها صلاحيات أمنية كثيرة وتم التوصل الى سلام ثابت مع الأردن وإسرائيل انسحبت من لبنان واستعدت للدفاع عن الدولة من الحدود الدولية. غوش قطيف ومستوطنات شمال القطاع أخليت وإسرائيل انفصلت عن غزة. السلام مع مصر بقي على قيد الحياة حتى في عهد ولاية الإخوان المسلمين، العراق تفكك، سورية غرقت في حرب أهلية. باختصار، باستثناء العدو الإيراني وفروعه، التهديدات خبت والأعداء ضعفوا أو تبخروا، وميزانية الدفاع فقط ازدادت ونمت. إضافة الى ذلك، الجيش الإسرائيلي هو بالفعل جيش لأيام السلام. عندما تندلع جولة قتال موسمية في قطاع غزة فإن الجيش يقدم في نهايتها الحساب للمستوى السياسي. الشيك على العملية الأخيرة كان بمبلغ 3 مليارات شيكل. أيضا ميزانية الدفاع التي تمت المصادقة عليها ليست في الحقيقة هي 58 مليار شيكل. فإذا أضفنا اليها المساعدات الإميركية التي تستخدم للتسلح بمنظومات سلاح ووسائل أخرى يتم إنتاجها في الولايات المتحدة فنحن نتحدث عن 70 مليار شيكل. لكن الأمر لا ينتهي هنا. صديقي آفي بار-ايلي، المحارب المخضرم ضد طواحين الهواء في "ذي ماركر"، كتب في هذا الأسبوع بأنه في غداة مصادقة الحكومة على الميزانية قدم الجيش طلبا آخر وهو منحة مخصصات التقاعد التجسيرية التي ستكلف الدولة 15 مليار شيكل إضافية. أنا فقط أندهش من بار-ايلي الذي سمى قادة الجيش بأنهم "مقطوعون"، وتساءل هل هم "يعيشون على كوكب آخر؟". هم غير مقطوعين، بل هم أكثر ارتباطا بالوضع القائم. هم لا يعيشون على كوكب آخر، بل في إسرائيل. هم يعرفون أنهم يتعاملون مع أغبياء، كل طلباتهم ونزواتهم ستتم الاستجابة لها. وإن أي كوة ضيقة ستغلق أمامهم سيتم الرد عليها باختراق الحائط أو عملية "الطرق على الباب". وإنه لا توجد أي حكومة ستتجرأ على المجازفة بالإضرار بصورتها عندما "تمس بالأمن". ولا يوجد أي معسكر سياسي سيهب لخوض معركة دفاع، أو على الأقل معركة احتواء، ضد هذا الجنون المستعر. منذ تعيين رئيس الأركان، أفيف كوخافي، يقولون لنا إنه يطمح الى "جيش قاتل". وإنه يدمج في رؤيته رسائل فلسفية وإن كل جهوده مكرسة لتحسين وتعزيز الجيش (الخطة متعددة السنوات "تنوفاه"). الحقيقة هي أن كوخافي يعمل قبل أي شيء آخر كرئيس للجنة العمال القوي والأكثر ضراوة في الاقتصاد. على الأقل من وجهة النظر هذه هو يحقق الهدف: هذا كارتل مميت. أكثر من نصف ميزانيته موجهة للرواتب ومخصصات التقاعد. رجاله يتسرحون في منتصف عمر الأربعين مع رزمة مخصصات تقاعد متوسطة تبلغ 8 ملايين شيكل. كل تحسين في الشروط يسري بشكل تلقائي على الشباك والموساد أيضا (ميزانية الدفاع الحقيقية التي لم يتم إبلاغ الجمهور عنها، بما في ذلك الميزانيات التي تمت مضاعفتها خلال عقد وهي الآن تقترب من 10 ملايين شيكل). على الفور بعد ذلك يأتي رجال الشرطة والسجانون ويطالبون، بحق، بتحسين وضعهم النسبي. بينيت، ليبرمان وغانتس، تنازلوا في هذه المرة للجيش، حتى عن البنود الشكلية للتقليص وزيادة النجاعة ووافقوا على طلباته بالكامل. يوسي فيرتر كتب في "هآرتس" في 30/7 بأن الثلاثة اتفقوا على ذلك بسعادة وهم يجلسون حول زجاجة نبيذ أحمر. أنا هنا أذوب من كثرة الرومانسية، في الوقت نفسه رفعوا رسوم الصحة والمواصلات العامة والكهرباء. لذلك، نحن نحاول توفير بعض ساعات التكييف.اضافة اعلان