برهوم جرايسي
الناصرة- أعلن جيش الاحتلال الليلة قبل الماضية، عن تعيين الحاخام العنصري المتطرف إيال كاريم، حاخاما أكبر لجيش الاحتلال، رغم الفتاوى الإرهابية التي أطلقها في الماضي القريب، وأبرز أنه يجوز للجنود الإسرائيليين، اغتصاب "نساء العدو" طالما هن من غير اليهوديات.
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن الحاخام كاريم، معروفة بمواقفه المتشددة، ففي السنوات القليلة الماضية، كان يقدم أجوبة دينية على أسئلة وجهت له عبر أحد المواقع الدينية. "وبعض الاجوبة كفيلة بان تبعث بوضوح عدم راحة لدى القراء. وضمن امور اخرى سئل الحاخام: "ما هي المشاكل لتجنيد البنات للجيش". وشرح كريم في جوابه يقول: "في وضع من قبيل ذاك الذي ساد في حرب التحرير (النكبة)، وتبين فيه خطر ملموس لشعب اسرائيل، ووصف الواقع بانه فداء حقيقي للنفس، شاركت النساء ايضا في الدفاع عن الشعب والبلاد، رغم أن الواقع لم يكن محتشما جدا. أما في ايامنا فنحن لا نوجد في وضع فداء نفس حقيقي".
وأنهى كريم بقول قاطع: "لما كان الضرر في الاحتشام الذي قد يلحق بالبنت والأمة حاسما، فقد أفتى عظماء الجيل والحاخامية الرئيسة بان تجنيد البنات للجيش الاسرائيلي محظور بشكل مطلق".
قول أكثر حدة قدمه كاريم في ذات الموقع، حين سئل عن الاذن للجنود باغتصاب النساء خلال الحرب. فأجاب الحاخام بانه كجزء من الحفاظ على الاهلية القتالية للجيش وعلى معنويات الجنود، يمكن "تحطيم" أسيجة الحشمة و"ارضاء نزعة الشر من خلال المضاجعة مع غريبات حسنات المنظر خلافا لإرادتهن، انطلاقا من المراعاة لمصاعب المقاتلين ومن أجل نجاح العموم".
في 2011 قضى الحاخام كاريم في فتوى فقهية بأنه ليس مناسبا ان تقدم المغنيات العروض في المراسيم العسكرية. وكتب في الوثيقة انه "يجدر خلق طابع من المراسيم التي تحترم افكار عموم الحاضرين فيها، ولهذا الغرض جلب مغن وليس مغنية. وعندما لا يكون الامر متاحا لأسباب مختلفة، فيجب اعفاء اولئك الذين يمس الامر بمشاعرهم من حضور المراسيم".
بعد الاعلان عن التعيين المقرر، دعت امس عضوات كنيست ومنظمات نسائية الى الغائه فورا. فقد قالت النائبة عايدة توما سليمان، رئيسة لجنة تقدم مكانة المرأة البرلمانية، ان "فتوى العقيد كريم بشأن السماح باغتصاب النساء غير اليهوديات لا تشبه الا "فتوى" منظمة قتلة ليست بعيدة جدا عن حدود اسرائيل. سأتوجه الى المستشار القانوني وسأحتج على التعيين وأدعو النائبات والنواب الانضمام الى توجهي".
وقال مكتب المتحدث باسم الجيش الذي أصدر بيانا امس باسم كريم إنه يريد توضيح أن كتاباته عام 2002 جاءت ردا على سؤال نظري ولا تتعلق "بالقانون اليهودي العملي".
وأضاف البيان "الحاخام كريم لم يكتب أو يقل أو حتى يفكر في أنه من المسموح لجندي إسرائيلي أن يعتدي جنسيا على امرأة أثناء الحرب وأي شخص يفسر كلماته بغير ذلك مخطئ تماما."
وناشدت زهافا جالون زعيمة حزب ميرتس اليساري رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على حسابها على فيسبوك التدخل في قرار التعيين. ووصفت كريم (59 عاما) بأنه غير مناسب أخلاقيا لمنصب كبير الحاخامين في الجيش الذي تخدم فيه ألوف النساء.-(وكالات)
