"حادثة بيروت".. خبراء يعزونها لانفجار مواد خام ويستبعدون عملا عسكريا

لبناني بين ركام التفجير الذي وقع في مرفأ بيروت أول من أمس - (أ ف ب)
لبناني بين ركام التفجير الذي وقع في مرفأ بيروت أول من أمس - (أ ف ب)
زايد الدخيل عمان - في الوقت الذي لم تتضح فيه بعد أسباب انفجار مرفأ بيروت، الذي وقع أول من أمس، رجح محللون عسكريون "أنه ناتج عن انفجار مواد خام بمخزن للمتفجرات في المرفأ"، قائلين "يبدو بأن الانفجار لم يكن نتيجة لضربة عسكرية، ولا يوجد أي دليل حتى اللحظة، على أن الانفجار نجم عن هجوم مدبر ومخطط له". ورأى هولاء، في أحاديث منفصلة لـ"الغد"، ان المسؤولين اللبنانيين حددوا سبب الانفجار، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة أكثر من 4 آلاف، "أنه عبارة عن نترات الامونيوم التي تقدر بنحو 2750 طنا موجودة منذ 6 أعوام في مستودع من دون إجراءات وقائية"، مطالبين بدعم عربي للبنان لتجاوز هذه الأزمة التي ستكون تبعاتها صعبة على المدى الطويل. إلى ذلك، قال اللواء طيار المتقاعد مأمون أبو نوار، "إن الانفجار قريب من تفجير نووي، وانه يحتاج من 50 إلى 100 طن من المتفجرات لإصدار الموجات الصوتية التي أحدثها، إضافة الى الغيمة المشرومية التي تعطي اشارة الى انه بمثابة انفجار نووي شديد". وربط قوة الانفجار بتقرير مرصد الزلازل الأردني الذي قال إن حجم الانفجار يعادل زلزال بقوة 4.5 على مقياس ريختر، مشيرا إلى أن مدى تأثير موجات التفجير امتدت الى مسافة 20 إلى 30 كيلو مترا، وان البحر امتص بعض الموجات، والا كان تأثير الانفجار أكثر شدة وعدد القتلى والجرحى أكبر. وأضاف أبو نوار ان حجم ونوعية الكرة النارية التي احدثها الانفجار، من الممكن ان تؤدي لمعرفة حجمه ونوعية المواد التي أدت إلى الانفجار سواء كانت نترات الامونيوم أو الصوديوم أو البوتاسيوم. ونترات الامونيوم، مادة كيميائية شائعة الاستخدام في الاسمدة الزراعية، وهي عبارة عن مركب خطر، يمكن أن يكون شديد الانفجار، بحسب أبو نوار، الذي أشار إلى أن التحليلات والتكهنات حول هذه اسباب الحادثة كثيرة، منها الاهمال أو العبث أو التخريب، مرجحا احتمالية ان تكون إسرائيل وراء الانفجار ولكن بدرجة قليلة وضعيفة. ودعا ابو نوار، العالم العربي إلى دعم لبنان، محذرا من إندلاع حرب في المنطقة حال ثبوت أن انفجار بيروت كان جراء هجوم من قبل إسرائيل على لبنان ومحور الممانعة. كما حذر من انهيار الدولة اللبنانية وتحويلها الى يمن جديد تحكمها مليشيات تصعب السيطرة عليها لاحقاً. وحول طبيعة الانفجار، قال العميد المتقاعد حافظ الخصاونة، من جهته، انه حصل فوق الأرض أو ضمن مستودع يحتوي على مواد شديدة الانفجار من مواد "C-4"، أو "تي إن تي"، مرجحاً سبب الانفجار إلى اشتعال مجاور أو إهمال أو ظروف الطقس في مخزن أو مستودع يحتوي على مواد شديدة التفجير. واستبعد الخصاونة أن يكون سبب الانفجار قصفا لمخازن أسلحة لحزب الله اللبناني كما أشيع في الإعلام، لأنه لا أمر ثابتا من هذا النحو، داعيا الى الوقوف مع لبنان الدولة ومنع انهيار المؤسسات في البلاد وتقديم كل اشكال الدعم لتجاوز هذه الازمة التي ستكون تبعاتها صعبة على المدى الطويل. وكان المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، اعتبر في تصريحات صحفية، أن الكلام عن مفرقعات مثير للسخرية، فلا مفرقعات، إنما مواد شديدة الانفجار، ولا أستطيع استباق التحقيقات. فيما قال وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي، "يجب انتظار التحقيقات لمعرفة سبب الانفجار، لكن المعلومات الأولية تشير إلى مواد شديدة الانفجار تمت مصادرتها منذ أعوام انفجرت في العنبر رقم 12". وفي حين لم يتم بعد تحديد سبب الانفجار، الا ان اللواء المتقاعد فارس كريشان، رأى ان التقييمات الاولية لاسباب الانفجار تشير الى انها عرضية، مضيفا "يبدو حاليا ان الانفجار لم يكن نتيجة لضربة عسكرية، لكن التوترات المستمرة توضح ان الانفجارات في المستقبل قد تكون نتيجة لشيء أكثر تعمدا". وتابع "لا يوجد اي دليل حتى اللحظة، على ان الانفجار نجم عن هجوم مدبر ومخطط له"، مستبعدا "تورط إسرائيل بالانفجار رغم ما شهدته الفترة الماضية من تهديدات صدرت عن مسؤولين إسرائيليين إضافة الى انه جرى تسجيل تحليق للطيران الإسرائيلي قبيل الانفجار". وكانت إذاعة "مكان" الإسرائيلية، نقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله "لا علاقة لإسرائيل بالانفجارات في بيروت". وياتي الانفجار في وقت تترقب فيه الأوساط اللبنانية والعربية والدولية صدور حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، غدا الجمعة ، في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، عبر تفجير ضخم استهدف موكبه، وسط بيروت، في 14 شباط (فبراير) 2005.اضافة اعلان