حالوتس يدافع عن نتائج حرب لبنان

معاريف – أمير بوحبوط

بعد ثلاث سنوات من حرب لبنان قرر رئيس أركان الحرب دان حالوتس الا يتجمد بعد اليوم امام مهاجميه وفي خطاب حاد اطلق سهامه الى عنوان ليس مشكوكا فيه.

اضافة اعلان

وقد بدأ هذا بلهجة رسمية بعض الشيء وسرعان ما انتقل الى خطوط شخصية. وقال حالوتس: "في السنوات الثلاث الاخيرة يسود هدوء مطلق في الحدود الشمالية، لا يذكر لها مثيل منذ السبعينيات. لقد تحققت نتائج الحرب بثمن كبير هو حياة مواطنين وجنود، وبآلام الجرحى والقتلى. قلبي معهم".

من هنا انتقل حالوتس للرد على تصريحات وزير الحرب ايهود باراك الذي قال الاسبوع الماضي ان بطولة المقاتلين غطت على الاخطاء التي ارتكبها القادة الكبار. وقال حالوتس "بودي أن ابدي هنا ملاحظة شخصية عن الاستغلال المخزي للموت. بطولة المقاتلين تقف وحدها بحد ذاتها، وربطها بالخلل في المستويات العليا هو أمر لا ينبغي فعله ولم يجرِ فعله ابدا. بطولة مقاتلي الجيش الاسرائيلي كانت تقف بحد ذاتها منذ الازل. كل من قاد جنودنا من شأنه أن يتعرض لمثل هذا النقد، بمن فيهم من قال ذلك".

وكان حالوتس القى كلمة في معهد بحوث الامن القومي في اطار يوم دراسي عن حرب لبنان الثانية. وعلى مدى خطابه ربط بين الايام التي تلت الانسحاب من جنوب لبنان في العام 2000، والذي تم بأمر من رئيس الوزراء في حينه ايهود باراك، وبين حرب لبنان الثانية وادعى بان الانسحاب كان صحيحا ولكن "سياسة عدم الفعل التي تم تبنيها بعده كانت مترددة. بحيث واصل حزب الله السير على الحافة، في ظل نجاحه في انامتنا في عملية بطيئة ومنهجية".

"لا افر من النقد"

وفاجأ حالوتس حين كشف النقاب عن أن طريقة العمل في الحرب تمت بلورتها على مدى فترة طويلة وانها لم يخطط لها في يوم الاختطاف، كما يعتقد منتقدوه. واوضح قائلا: "اليوم ايضا كنت سأعود لاوصي بذات نمط العمل. عمل واسع بالنار، يأخذ بالحسبان ايضا خطوة برية. قرار الحكومة في العام 2006 كان صحيحا ومحقا". وعن طبيعة العملية ضد حزب الله قال : "هذا مفهوم علينا أن نستخدمه احيانا وكأن رب البيت جن جنونه. وقد صادقت حكومة اسرائيل على ذلك، وفي نفس الوقت كان فيها ثلاثة وزراء حرب سابقون".

وروى حالوتس انه طلب التعامل مع لبنان كرزمة واحدة، ولكن القيادة السياسية قررت التمييز بين الاهداف. وبرأيه، تمثلت الاخطاء في الحرب في عدم التجنيد في الموعد المناسب لخلق تهديد بعملية برية، ووجود نقاط خلل في الخطاب بين مستويات القيادة، واهمال متواصل لمستوى أهلية المستوى المقاتل، وجاهزية الجبهة الداخلية المدنية ومستوى التوقعات العالي.

واشار حالوتس الى أن الاهداف التي تحققت هي: تعميق الردع، ووقف الارهاب من لبنان الى داخل اسرائيل، وفرض السيطرة الأمنية في جنوب لبنان من قبل الحكومة اللبنانية، وممارسة الضغط على حزب الله لاعادة المخطوفين والابقا ءعلى سورية خارج القتال.

واعترف حالوتس "انا لا استخدم كلمة نصر كي لا افر من الانتقاد الذي يبدو محقا"، وأضاف: "مع كل الاحترام لاولئك الذين جلسوا في منصة المتفرجين، ليس كل ما قيل كان على أساس مهني. كانت هناك ايضا اسباب اخرى". وحسب اقواله، كانت هناك توقعات غير واقعية، مثل أن تقاتل حكومة لبنان ضد حزب الله. وقال: "اهداف سياسية غير واقعية، لا ينبغي العجب في عدم القدرة على تحقيقها". واشار الى أن نمط عمل الجيش الاسرائيلي خلق ردعا حيال سورية، "فهم يفهمون نموذج العمل الذي رأوه امامهم. سورية تبحث عن التقرب الى العالم الغربي".