حان وقت الأفعال

شاب فلسطيني يرفع شارتي النصر وخلفه العلم الفلسطيني بعد مواجهات مع الاحتلال في الضفة الغربية أمس. -(ا ف ب)
شاب فلسطيني يرفع شارتي النصر وخلفه العلم الفلسطيني بعد مواجهات مع الاحتلال في الضفة الغربية أمس. -(ا ف ب)

يديعوت أحرونوت
جدعون ساعر  24/11/2015

شهر ونصف في الانتفاضة الثالثة – حان وقت اليقظة. استنفدنا الانجرار العادي ذاك النمط من العمل الذي شهدناه في اثناء الخمسين يوما الطويلة من الجرف الصامد. حان الوقت للكف عن الايمان بانه يمكن "احتواء" الاحداث حتى تخبو من خلال ردود فعل محدودة. فنقيصة كل مبادرة ملموسة حقا مثل نقيصة الاستراتيجية او الخطة. ينبغي البدء بالمبادرة من أجل الانتصار.اضافة اعلان
ليس صحيحا أنه لا يمكن الانتصار في هذه المعركة. كان هناك من قال هذا في اثناء الانتفاضة الثانية ايضا. وقد اخطأوا. إسرائيل هزمت في حينه الانتحاريين.
حتى لو كانت مزايا الانتفاضة الحالية مختلفة – فانه يمكن هزيمتها ايضا. فالنظر الى الاحداث كسلسلة اعمال "ارهاب الافراد" هو خطأ. هذا صراع وطني. الامر المهم هو خلق ميزان خاسر للطرف الذي اختار انتهاج العنف. وخلف موجة العنف الحالية تقف كل الفصائل الفلسطينية، التي تشجع العنف وتدفع نحو تصعيده، وهي تتوقع المكاسب من الخطوة العنيفة التي يفترض بنظرها ان تسرق الاوراق.
مثلما في الجرف الصامد – يفضل قادة المعركة اتخاذ "المزيد من ذات الشيء" وصد كل فكرة اخرى.
واضح تماما ان الحكومة توجد في تخلف واضح عن الاحداث. فهي تتخذ بتأخر شديد خطوات قد تكون واجبة الاتخاذ منذ البداية حين كانت نجاعتها متدنية.
هكذا اشتعلت القدس بقوى متدنية على مدى سنة. وكانت القيادة السياسية تعرف بانه كان ينبغي غمر العاصمة بقوات حفظ النظام والأمن بحجوم ذات مغزى، ولكن الامر لم ينفذ. وعندما صحت، كان العنف قد انتقل من القدس إلى إسرائيل برمتها.
ان فكرة انه لا يجب "اغلاق المنطقة" كي لا تتسع دائرة الهياج تجاهلت التطورات في الخليل وفي محيطها. ومعالجة هامة لظاهرة الماكثين غير القانونيين غابت.
ينبغي النظر بجدية في العودة الى اداة رادعة وناجعة اتخذت في الماضي واهملت: الابعاد. ولا سيما حين يدور الحديث عن المحرضين، الذين هم، كما يعترف الناطقون بلسان الحكومة ايضا، محرك العنف الحالي.
يتمتع نتنياهو بظروف استراتيجية مريحة نسبيا: سوريا وحزب الله غارقان حتى الرقبة في الحرب الداخلية في سورية. العالم العربي منشغل اساس بذلك. أوروبا خائفة من الارهاب.
حان الوقت للانتقال من الاقوال إلى الافعال. من الارتجال إلى السياسة. لقد قال رئيس المخابرات السابق، النائب آفي ديختر مؤخرا إن الفرق بين موجة الإرهاب والانتفاضة هو فقدان السيطرة. هذه النقطة تجاوزناها. والآن يجب العودة إلى السيطرة. إعادة الأمن إلى إسرائيل ومواطنيها.