حان وقت الاعتراف: التعلم عن بُعد فاشل

هيلين أولين* - (الواشنطن بوست) 2/12/2020

ترجمة: علاء الدين أبو زينة

اضافة اعلان

كلما أعرب أحد عن مخاوفه بشأن جودة التعليم عن بُعد في الأيام الأولى من
"كوفيد - 19"، فإنه كان يُدفع إلى الصمت مصحوباً بالخجل. كلا، لم تكن الأمور في الربيع تسير على ما يرام، لكن هذا الأمر كله تم بسرعة، من دون تحضير تقريباً. كلا، إنه ليس حلاً مثاليًا، لكنَّ البقاء مع التعليم الوجاهي أمر غير وارد. وقيل لنا إن هناك منحنى تعليمياً، وسوف نصلح هذا الشيء مع مرور الوقت.
ولكن، إليك كيف تكشفت الأمور: في هيوستن، يتزايد عدد الطلاب الذين يحصلون على علامات راسبة بشكل كبير. في سانت بول، مينيسوتا، من المحتمل أن يكون طالب المدرسة الثانوية على المسار الصحيح نحو الفشل في الفصل بنفس احتمالية أن يكون ماضياً نحو اجتيازه. وفي المدارس الإعدادية والثانوية في مقاطعة فيرفاكس -وهي واحدة من أغنى المقاطعات في الولايات المتحدة- رسب طالب واحد من بين كل 10 طلاب في مادتين على الأقل، وكان العدد مضاعفاً تقريبًا بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة. ويتراجع الالتحاق بالمدارس في المناطق ذات المدارس المغلقة من الساحل إلى الساحل، وفي العديد من النقاط بينهما. ويخرج بعض الأولاد إلى المدارس الخاصة، أو ينضمون إلى مجموعات الطلاب الخاصة الذين يدرسون معاً في المنزل. وثمة آخرون، ببساطة "في عداد المفقودين".
في الغالبية العظمى من الحالات، يشكل التعلم عن بعد بديلاً ضعيفًا للتعليم الوجاهي -بغض النظر عن الجهود المبذولة، وبغض النظر عن عدد دورات التدريب التي تُقدم للمعلمين.
ولا يتعلق الأمر ببساطة بأن إمكانية الوصول إلى الإنترنت أو إلى جهاز حاسوب هي دون المستوى أو غير موجودة، وهو أمر يؤثر على الطلاب من أكثر من 4 ملايين أسرة. إن الأطفال الصغار، كما اتضح، لن يجلسوا أمام الحاسوب للاستماع إلى المعلم أو حل واجب دراسي من دون إشراف. وهذا يعني أنه تم تجنيد ملايين الآباء والأمهات -في أغلب الأحيان، الأمهات- كمساعدين للمعلمين من دون أجر. وعلى الرغم من أن الأولاد الأكبر سنًا لا يحتاجون إلى وجود أحد الوالدين بجانبهم من أجل القيام بعملهم، فإنهم غالبًا ما لا يفعلون بغض النظر.
إضافة إلى ذلك، يتلقى الأولاد دعمًا عاطفيًا في المدرسة، سواء من المعلمين أو من خلال التواصل الاجتماعي مع أقرانهم. ومن دون ذلك، أبلغ الآباء أن أطفالهم في سن المدرسة يعانون من تقلبات مزاجية متزايدة، وصعوبات في تنظيم سلوكهم وانتباههم.
بطبيعة الحال، بالطريقة التي تعمل بها الأمور دائمًا في الولايات المتحدة، يشعر الطلاب من الأقليات وذوي الدخل المنخفض بالتأثير الأكبر، على الرغم من أن نتائجهم التعليمية كانت مسبقاً في خطر.
كل هذا كان يمكن أن يكون، وكان ينبغي أن يكون معروفًا من البداية. على الرغم من تصريحات وادي السيليكون بأن التكنولوجيا ستحدث ثورة في التعليم وتحسّنه، إلا أن الواقع المعاكس كان واضحًا منذ أعوام. وقد حددت دراسة أجريت في العام 2015 للمدارس المستقلة عبر الإنترنت، والتي أجراها مركز الأبحاث حول نتائج التعليم، أن أداء الطلاب يكون أفضل في الرياضيات والقراءة عند الالتحاق بالمدارس التي تقدم التعليم الوجاهي، وخلصت إلى أن "الفوائد الأكاديمية من المدارس المستقلة عبر الإنترنت هي حاليًا الاستثناء وليس القاعدة". وقال أحد مؤلفي الدراسة، في حديث مع الصحفيين، أن نتائج الرياضيات كانت كئيبة للغاية بحيث بدا الأمر كما لو أن "الطالب لم يذهب إلى المدرسة أبداً طوال العام".
هذا يجعل من الضروري إعادة جميع الأطفال إلى المدارس عاجلاً وليس آجلاً. لكن الأخبار هنا ليست جيدة. على الرغم من حقيقة أن عمدة نيويورك، بيل دي بلاسيو، تمكن من إعادة بعض أولاد المدارس الابتدائية إلى الفصول الدراسية، إلا أن الأبواب ما تزال مغلقة بإحكام أمام من هم في الصف السادس وما فوق. وما تزال المناطق الحضرية الرئيسية الأخرى مثل لوس أنجيلوس ولاس فيغاس تعمل بطريقة التعلم عن بعد فقط. وفي كاليفورنيا، قام حاكم الولاية، جافين نيوسوم، الذي أرسل أولاده الأربعة إلى مدرسة خاصة مفتوحة للتعلم الهجين، بالسماح مؤخرًا للمدارس العامة المفتوحة بأن تبقى مفتوحة، لكنه جعل من المستحيل إعادة فتح أي مدارس إضافية إلى أن تهبط أعداد الإصابات
بـ"كوفيد- 19" بشكل كبير. (هذا يحدث في واحدة من الولايات القليلة التي يكون فيها التعلم في الهواء الطلق على مدار العام ممكنًا حقاً)!
غضب الآباء يزداد باطراد. في مدينة نيويورك، كانت احتجاجات أولياء الأمور مفيدة في إعادة فتح المدارس. وفي ولاية كاليفورنيا، تم رفع دعوى قضائية ضد الولاية الأسبوع الماضي، والتي تتهم بأن أبناء الأقليات من المرجح أن يلتحقوا بالمدارس البعيدة في الأطراف، وبذلك يكونون محرومين على الأرجح من حقهم الدستوري في الحصول على تعليم متساوٍ.
لا يمكن لكارثة التعلم عن بعد هذه أن تستمر -سوف تكون التكاليف مرتفعة للغاية. إن المدارس خدمة أساسية، والمعلمين عاملون أساسيون. وإذا واصلنا التصرف بخلاف ذلك، فمن المرجح أن تطاردنا عواقب المباني المدرسية المغلقة لعقود.

*كاتبة رأي تركز على السياسة والاقتصاد والحياة الأميركية.
*نشر هذا المقال تحت عنوان: It’s time to admit it: Remote education is a failure