إبراهيم المبيضين- رغم ما يعانيه قطاع التصميم من استنزاف المواهب وصغر السوق المحلية وصعوبة الوصول إلى الأسواق الدولية، وقلة التمويل واقبال المستثمرين على الاستثمار في هذا القطاع، يؤسس شباب اردنيون، معتمدين على مهاراتهم الابداعية، شركاتهم الخاصة في قطاع "التصميم" أملا منهم في تحويلها إلى شركات قادرة على جذب الاستثمار والتوسع اقليما.
من هذه الشركات شركة "حبكا" التي أسسها المصمم والفنان الأردني الشاب ياسر العمري، لتقوم ببساطة على فكرة تحويل أي مشهد بصري نراه في حياتنا اليومية إلى تصميم (عبارة عن رسم بالخطوط) يطبق على منتج نستخدمه في حياتنا من أثاث وملابس وقطاع خزفية ومجوهرات وغيرها.
العمري، ابن الثلاثين عاما، والذي يمتلك مهارة فائقة بالرسم بطريقة الخطوط قال ان فكرة "حبكا" تقوم ببساطة على " تحويل أي مشهد بصري من نباتات وحيوانات برية أو طرز معمارية أو مواقع تراثية أو مشاهد من الشارع إلى تصميم يمكن تطبيقه على منتجات نستخدمها في حياتنا اليومية بأسلوب فني خاص مع مراعاة الاناقة والبساطة في التصميم".
وبين العمري، الحاصل على بكالوريوس في التصميم الجرافيكي من جامعة اليرموك، ان الشركة تحمل رسالة وأهدافا عدة منها: ربط الطبيعة المحيطة فينا بمنتجات نستخدمها في حياتنا اليومية ، ودمج مجموعة من الثقافات والبيئات المختلفة بالعالم بأسلوب فني واحد، وزيادة الوعي لدى المجتمع من خلال تسليط الضوء على قضايا وأماكن ومشاهد مختلفة بطريقة غبر مباشرة من خلال الرسم والمنتجات.
وعن بدايات ونشأة الفكرة قال العمري بان الفكرة انطلقت في نهاية عام 2016 وكانت وقتها عبارة عن كتاب رسم يحتوي على مشاهد بصرية مختلفه عن الأردن من توثيق المعماري عمار خماش، مشيرا إلى أن الفكرة تحولت في عام 2021 إلى شركة تصميم منتجات مستوحاة من البيئة المحيطة بنا ومن عدة بيئات وثقافات وطرز معمارية وحضارات مختلفة من العالم.
وأكد أهمية انضمامه في العام نفسه الى برنامج تسريع الأعمال لمسرعة " ابداع" التابعة لشركة المتكاملة لتنمية المشاريع الريادية " فينتشر اكس" والتي ساعدت شركة "حبكا" في تطوير الفكرة والشركة من كل النواحي أكثر لتصبح شركة جاهزة للمنافسة في الأسواق الاستثمارية وتم تطوير التصاميم وتطبيقها على منتجات مختلفة مثل المجوهرات والاقمشة والبلاط وغيرها، لافتا إلى انه تلقى العديد من الاستشارات والنصائح والتوجيهات في برنامج " إبداع" في مجال تأسيس الشركات وتطوير المنتجات وتسويقها وتحويل الفكرة إلى كيان يمكن ان يستقطب الاستثمار ويتوسع في أسواق جديدة.
وأشار العمري إلى أن فكرة "حبكا " لاقت من تأسيسها إستحسان العديد من الجهات الحكومية والخاصة، إلى جانب دعم الأهل والاصدقاء، ودعم فكري ومعنوي كبير من (الدوق) ممدوح بشارات وهو من الشخصيات البارزة في مدينة عمان وداعم للحفاظ على الارث المعماري والتراثي فيها على مدار عقود.
وعن اسم الشركة قال العمري انه مستوحى من اسم قريته " حبكا" الواقعة في إربد، لافتا إلى أن الاسم له عدة معاني متقاربة بعدة لغات مثل العربية والانجليزية والارامية وتعني العمل المتقن أو الشيء الرائع المميز.
وياسر العمري هو فنان ومصمم أردني امتلك أسلوبا فنيا خاصا به من الطفولة وبسبب هذا الأسلوب الفني الجديد شارك بعدة معارض فنية معاصرة كانت بدايتها في عام 2012 في ايطاليا ومن بعدها عدة دول مثل ومصر وهولندا وبلجيكا والصين وبريطانيا وغيرها ويمتلك مهارات مثل النحت والخزف والفسيفساء والحرف الفنية المختلفة.
وتحدث العمري عن إنجازات الشركة وقال بانه جرى الانتهاء من كتاب عن الأردن والذي يشمل عددا من المشاهد البصرية لمجموعة من النباتات البرية، الطرز المعمارية، والمشاهد من حياتنا اليومية بالإضافة لمجموعة من المواقع الأثرية التي لم يسلط عليها الضوء بالشكل الكافي، مشيرا الى انه وسيتم الخروج بآلاف التصاميم مستوحاة من هذه الرسومات والتي سيتم تطبيقها على العديد من المنتجات كالأثاث، والاقمشة والمجوهرات والمطبوعات وغيرها.
وأشار إلى أن انه جرى تنفيذ أول تجربة عملية من خلال إنتاج عدد من قطع مجوهرات مستوحاة من مجموعة من النباتات البرية.
وقال العمري إن من إنجازات الشركة انشاء فرن خزفي يهدف لإنتاج قطع ديكورية مثل البلاط والجداريات والأدوات المنزلية غيرها. وأكد بان العمل يجري على قدم وساق لتصميم وتطوير وإطلاق الموقع الإلكتروني الخاص بشركة "حبكا" لتسهيل عملية ترويج وبيع المنتجات عبر الإنترنت، متوقعا تدشين الموقع مع بداية 2023.
وقال العمري: "نطمح إلى أن تصبح شركة حبكا شركة أردنية منافسة في الأسواق العالمية لنتمكن من تطبيق المشروع على عدة ثقافات وبيئات مختلفة حول العالم بنفس الأسلوب الفني الخاص بنا".
وأكد العمري: "أنني أطمح بأن يكون هناك منتج من شركة حبكا موجود بكل منزل في العالم من خلال منتجاتنا المختلفة والمتميزة".
اضافة اعلان
