حتى أنت يا رونالدو

يحكى أن يوليوس قيصر تعرض لمؤامرة من قبل المحيطين به من أعداء وأصدقاء، طمعا في السلطة والثروة، واتفق المتآمرون على قتله، على أن يقوم باغتياله عدد من المقاتلين، ويقوم كل واحد منهم بطعنه طعنة واحدة فيتفرق دمه، وشاءت الأقدار أن يتلقى قيصر آخر الطعنات من صديقه “بروتس”.. أحب الناس إليه ومن كان يعتبره ابنا له ومنحه عدة أوسمة ومناصب، وحين تلقى قيصر الطعنة القاتلة من بروتس نظر إليه وقال: “حتى أنت يا بروتس”.اضافة اعلان
وإذا جازت المقارنة نسبيا، فإن المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو نظر أول من أمس في عيون “ابن بلده” و”الفتى المدلل” كريستيانو رونالدو وخاطبه قائلا “حتى أنت يا رونالدو”، ذلك أن فريق ريال مدريد الإسباني خسر من مضيفه المتواضع غرناطة بهدف جاء من “نيران صديقة” وجهها رونالدو بالخطأ برأسه نحو شباك الحارس الجديد دييغو لوبيز بديل إيكر كاسياس المصاب، وأسقط فريقه على “أسوار غرناطة”.
بالطبع، فإن ما قدمه رونالدو لريال مدريد لا يمكن وصفه، فهو بحق “فريق في لاعب” وليس “لاعبا في فريق”، و”غلطة الشاطر” عادة ما تحسب بعشر، وآخر ما كان يتوقعه أن يتسبب رونالدو بالخسارة الخامسة للمدريدي.
حال فريق ريال مدريد في الموسم الاسباني الحالي ليست على ما يرام بل هي الأسوأ على الإطلاق، رغم أن المدريدي استهل الموسم بلقب كأس السوبر الاسبانية على حساب الغريم التقليدي برشلونة، وظهر واضحا أن علاقة المدرب مورينيو مع بعض لاعبيه تحولت من حميمية إلى متوترة، وتعالت أصوات وتحذيرات بأن ما يجري لا يجوز السكوت عليه من قبل إدارة النادي، فمصلحة النادي فوق كل اعتبار.
قيل إن خلافات مورينيو تكررت مع المدافع راموس والحارس كاسياس، فالمدرب يتمتع بشخصية قوية وانفعالية وبالعامية “ما عنده كبير”، وحتى يثبت حضوره كصاحب الرأي الفني الأول والأخير، أجلس الثنائي المتمرد على مقاعد الاحتياط مرارا.
قبل مباراة ذهاب كأس ملك إسبانيا، أشفق الكثيرون على مورينيو، وربما قال البعض في سره “يا شماتة كاسياس وراموس بك يا مورينيو”، فقائمة الغيابات في المدريدي كبيرة ومقابل ذلك كان برشلونة جاهزا تماما للإجهاز على المضيف، بيد أن مورينيو استخدم دهاءه ومنح لاعبين مغمورين “فرصة العمر” لإثبات وجودهم فكان الفرنسي الشاب فاران على وجه التحديد عند حسن الظن به، فخرج مورينيو مرفوع الرأس بين الشامتين والمنافسين.
الأهداف التي تسجل بالخطأ ربما يعتبرها الكثيرون معيبة بحق اللاعبين النجوم، مع أنها تحدث مع أي لاعب، ومن المؤسف أنها تسببت ذات يوم في مقتل المدافع الكولومبي اندرياس اسكوبار، بعد أن سجل بالخطأ هدفا في مرمى منتخب بلاده، الذي خرج بذلك من الدور الأول لمونديال أميركا في العام 1994، ووجهت آنذاك أصابع الاتهام إلى تجار المخدرات والمقامرين.
عدد من لاعبي أنديتنا سجل بالخطأ في مرمى فريقه في الدوري الحالي، وربما “خفف مصابهم” ما بدر من رونالدو بالخطأ في مرمى فريقه.

[email protected]