"حتى السور لم يوفر حماية مطلقة"

قوات الاحتلال خلال انتشار لها بعد عملية فدائية في أحد شوارع تل أبيب - (وكالات)
قوات الاحتلال خلال انتشار لها بعد عملية فدائية في أحد شوارع تل أبيب - (وكالات)
إسرائيل هيوم يوآف ليمور 13/4/2022 قائد لواء (جنين) مصمم. "نحن نعمل هنا على مدار الساعة، بلا قيود"، أعلن العقيد أريك موئيل، الذي من جبهته خرج المهاجمان اللذان نفذا العمليتين الأخيرتين، في بني براك وفي تل أبيب "نحن لا نخاف أحدا وسنصل الى كل من ينبغي أن نصل اليه. ولكن لنا أيضا لا توجد مصلحة لإشعال المنطقة. واجبنا أن نفكر أيضا باليوم التالي". في مقابلة خاصة مع ملحق "إسرائيل اليوم"، يقول موئيل إنه في بداية شباط (فبراير) تقرر في الجيش الإسرائيلي تغيير الميل. حتى ذلك الحين كادت لم تنفذ أعمال هجومية في داخل مدينة جنين، مع التشديد على مخيم اللاجئين فيها. في محاولة للسماح لأجهزة الأمن الفلسطينية أن تستعيد لنفسها السيطرة في الجبهة. ولما كان هذا لم يحصل، فقد بدأوا في الجيش الإسرائيلي يضغطون على الدواسة. "قررنا تنظيف المنطقة في أقرب وقت قبل رمضان. نفذنا منذئذ أكثر من 150 عملية إحباط، اعتقالات، حواجز مفاجئة، تمشيطات للعثور على الأسلحة. اقتحامات للقرى والأماكن التي حتى ذلك الحين تجولنا فيها قليلا، بما في ذلك مخيم اللاجئين". لقد أصبح مخيم اللاجئين في جنين مؤخرا رمز المقاومة الفلسطينية. فقد كان هكذا في الانتفاضة الثانية، وفي الأشهر الأخيرة ازداد فيه العنف على خلفية فقدان سيطرة السلطة الفلسطينية وضخ مكثف للأسلحة والمال من جانب منظمات، وعلى رأسها الجهاد الإسلامي الذي يعد تقليديا التنظيم الأقوى في شمال السامرة. "لقد خلق مخيم اللاجئين لنفسه رواية تقضي بأنه يختلف عن كل الضفة. إنه غزة الصغرى. وهذا بالطبع ليس كذلك. في نهاية الأمر هذه عصبة بناديق اغترت وعلينا الآن أن نعطيها ضربة على الأنف لننهي هذا". عشرة فقط يجتازون في اليوم. يرد موئيل النقد -الذي جاء أيضا من العقيد احتياط اورن زيني، الذي كان في الماضي قائد الضفة، في مقال نشر هنا أمس- في أن الجيش الإسرائيلي أخطأ حين امتنع عن العمل في مخيم اللاجئين على مدى بضعة أشهر. "لم يعد هناك مناطق أ. هذا اصطلاح غير ذي صلة"، يقول موئيل. "قبل السور الواقي لم نعمل داخل جنين. أما اليوم فليس لدي مشكلة. أنا أعمل حيث أريد، كيف أريد ومتى أريد. أحيانا علنا وأحيانا مستعرب. نحن يمكننا أن نقتل مطلوبين في كل ساعة، ولكن لا مصلحة لها في قتل عشرات الأشخاص في كل حملة وإشعال كل المنطقة. نحن نحاول أن نعمل بمنطق وبعقل وأن نكون دقيقين ومهنيين". "في الفترة التي لم نعمل فيها علنا أيضا في مخيم اللاجئين قمنا بأعمال أخرى، بطرق أخرى. لكن كان لهذا سبب: نحن نعم نريد لأجهزة الأمن الفلسطينية أن تكون هناك كي يكون لنا شريك. توجد لنا مصلحة في أن تسيطر أجهزة الأمن الفلسطينية في المنطقة إذ سيتعين علينا أن نعمل معها في المستقبل أيضا. أولم يكن من الصواب القيام بهذه الحملة من قبل، قبل موجة الإرهاب، وربما النجاح في منع هذه العمليات؟". "هذه حكمة في نظرة الى الوراء، ولا سيما من السابقين. لقد أدير هذا بشكل معين كان له منطق، وعندما وصلت معلومات عن مطلوبين عالجناهم بطرق أخرى. صحيح أن عمليتين نجحتا، لكننا منعنا عشرات العمليات قبل ذلك. بما في ذلك خلايا. حياة مئات الإسرائيليين أنقذت بفضل إحباطنا لهذه العمليات". المهمة التي أضيفت الآن هي حماية مجال التماس، الذي اخترق تماما في السنوات الأخيرة. "حتى موجة العنف كان يمر هنا بالمتوسط 7 آلاف شخص في اليوم عبر الثغرات في الجدار"، يقول قائد اللواء. "يوم الأحد من هذا الأسبوع أنهينا مع عشرة مجتازين فقط. من جهة هذا إنجاز رقمي، من جهة أخرى هذا تحد مجنون، إذ إن كل واحد منهم يمكنه أن ينفذ عملية، بما في ذلك ضد قواتنا". يقول موئيل إن التخوف الأساس هو أنه رغم الجهد الهجومي والردع الواسع ستخرج عملية أخرى من جبهته. "متوقع مني أن أفي بهذه المهمة. أنا لا أوهم نفسي بأننا يمكننا أن نحقق مائة في المائة نجاحا، لكن هذا هو الهدف -صد الموجة"، يقول. "حتى حين يكون هنا سور، لن تكون لنا حماية مطلقة. دوما سيطلقون النار في طولكرم، وستسقط الرصاصات في بات حيفر. هذا جزء من الواقع هنا. لا أريد أن أحافظ على الجدار، ولكن هذه هي المهمة. كنت أفضل أن أكرس هذه القوات للإحباط، لكن الآن ليس لنا بديل". المستقبل يكمن في الاقتصاد هو ابن 41، متزوج وأب لثمانية، يسكن في تفوح. ترى في الناحل ووصل الى جنين في الصيف الأخير. المستقبل، برأيه يكمن في الاقتصاد. باستثناء مخيم اللاجئين، جنين تتفتح. في كل سبت يدخل اليها أكثر من 3 آلاف سيارة لعرب إسرائيليين، يتركون فيها ملايين الشواكل. "معظم السكان هنا يكرهون مخيم اللاجئين لأنه دمر لهم حياتهم. وهم يريدون أن نعالج هذا المكان ونهدئه". كما أن منع العبور عبر الجدار مس جدا باقتصاد المدينة. هذه صناعة كاملة. يوجد مسفرون الى الجدار ومسفرون من الجدار. يوجد حتى من أقاموا محلات ويجبون من كل سيارة فلسطينية 10 شيكل لأجل حمايتها في أثناء اليوم، الى أن يعود الماكث غير القانوني الى بيته. تقف هناك 400 سيارة في اليوم وهذه مبالغ طائلة بمقاييس فلسطينية. الكثير جدا من العمال ممن لهم تصاريح فضلوا الخروج عبر الثغرات في الجدار توفيرا للوقت والتفتيش. والآن آمل بأن نرتب هذا الأمر وننهيه.اضافة اعلان