حتى لا يقال لم نقرع الجرس

حسنا، أطلقت الحكومة حزمة تشجيعية جديدة، وهذا يعني ان جائحة كورونا لا تقترب من نهايتها في الوقت الراهن، وان الامور لدينا وفي العالم لم يسيطر عليها حتى اليوم، والسيطرة بات جليا انها لا تتم الا من خلال المطاعيم فقط.اضافة اعلان
وفقا لما نراه بات لزاما علينا اعادة التموضع من جديد، اذ كنا نعتقد ان الجائحة ستبدأ بكتابة آخر أسطرها في بدايات الصيف، وما نراه يقول ان الوباء سيستمر حتى نهايات العام على اقل تقدير، وهذا كله يدعونا للتفكير بحلول خارج الصندوق الذي كنا نخرج منه حلولنا دائما وهي المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي، فمواصلة التفكير بالاتكاء على المؤسسة سيضعها ويجعلها تحت الخطر ان لم يكن خطرا آنيا فإنني أتحدث عن خطر قادم مستقبلي.
وأيضا فإن ذلك وإطالة امد الجائحة يدفعنا للمطالبة بالتفكير بطريقة مناسبة لإعادة الطلبة لمقاعد درسهم وعدم الاستمرار في سياسة التعليم عن بعد تلك، والتي اثبتت عدم جدواها، فمن يعتقد بخلاف ذلك عليه ان يعلم انه كمن يدفن رأسه بالرمال فالطلبة في بيوتهم يعتمدون على الاهل بنسب تصل الى 95 % ويزيد، وهذا من شأنه رفع التجهيل وانعدام الوعي والقيادة عند جيل من الطلبة كنا نراهم وقود الغد وعدته وعداده، ولهذا وان كنا نطمح لغير ذلك عيلنا التفكير بتحصين المعلمين بالمطعوم اولا.
قد أتفق ان جائحة كورونا لم تكن بالحسبان، وان فترات الاغلاق والابتعاد عن التعليم لم تكن بيد احد بحكم الجائحة، ولكن وبعد ان استمر الامر لأكثر من عام فإنه من المعيب ان تبقى كل خياراتنا المتاحة هو التعليم عن بعد فقط!، وهنا لا بد من مصارحة القائمين على التعليم في البلاد ان فكرة التعليم عن بعد كانت بديلة ومؤقتة، ولا يوجد في كل انظمة التعليم العالمية مثلها، فهي اقرب الى التجهيل والتلقين منها الى التربية والتعليم، فالطالب عن بعد سيفقد حيويته وقيادته وتركيزه وتشغيل مخيلته وعقله والكثير من الامور التي وجب علينا جميعا الانتباه لها، وبالتالي فإن الاستمرار في هذا يعني ضرب عرض الحائط بكل التخوفات، ويضع مليون علامة سؤال حول سبب الاصرار على التعليم عن بعد دون وضع حلول بديلة، فهل انعدم لدى رجالات التربية والتعليم لدينا كل الافكار التي يمكن اخذها تحت يافطة (لا يموت الذيب ولا تفنى الغنم)، وهي دعوة للتفكير بطرق وآليات جادة، والاستماع لكل وجهات النظر وعدم التعامل مع كل فكرة مختلفة وكأنها شيطان، ورجمها ومقاومة قائلها.
في السياق ايضا، فإن من واجبنا القول ان وضعنا الصحي ليس كما يجب، وكفانا بيع (جوز فارغ) لأنفسنا، فنحن في حقيقة الامر نعاني من قلة المطاعيم وتدني عدد الاسرة في المستشفيات، واحيانا من وجود فوضى هنا وهناك، ولا يمكن انتظار وقوع كوارث صحية جديدة على غرار كارثة مستشفى السلط لكي نعلق الجرس، ألا نذكر جميعا كم عدد المرات التي زار فيها جلالة الملك مستشفيات حكومية وأبدى ملاحظات، اذا علينا ان نصل لمرحلة نقتنع فيها ان سيرورتنا الصحية تسير بشكل سليم دون تعثر او عثرات، واننا نضع كل الاحتمالات امام اعيننا، وفي هذا السياق لا بد من التأني في التغيير وكأننا نجرب، اذ لا يعقل وخلال عام من الجائحة ان نغير اربعة وزراء صحة (سعد جابر، نذير عبيدات، مازن الفراية، فراس الهواري)، أيعقل هذا؟
الفترة المقبلة بحاجة لحلول حقيقية لا حلول ترقيعية، حلول لا تعتمد على تلبيس الطواقي بقدر اعتمادها على الذات والتفكير بطرق جديدة وحقيقية وواضحة يمكن من خلالها الاتكاء عليها حتى نستطيع ان نصمد اكثر، وحتى لا تتوسع قاعدة الفقر والبطالة، وتتوسع معها أعداد الجرائم وتعاطي المخدرات وغيرها من آفات باتت تؤثر على المجتمع وتجعلنا نقلق.