حرائق ذات خسائر نوعية في صيف هذا العام

طلال غنيمات

عمان- فيما يسجل الصيف الحالي تزايدا لافتا في معدلات الحرائق سواء في الغابات أو المساحات العشبية الجافة أو المصانع والمحال التجارية في مناطق مختلفة من المملكة إلى درجة باتت تشكل قلقا في أوساط المعنيين وأصحاب المصلحة، يذهب مختصون بالشأن البيئي إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يساهم في اشتعال الحرائق وخاصة حرائق الغابات وامتدادها إلى ما يجاورها من المناطق.اضافة اعلان
وتشير الأرقام الرسمية للدفاع المدني إلى أن عدد حوادث الحرائق التي تم التعامل معها خلال العام الحالي وحتى نهاية أيار (مايو) الماضي، بلغت 87 حريقا، طالت زهاء 450 دونما، منها 60 دونما مزروعة بمحاصل الشعير، فيما أتت النيران على حوالي 140 شجرة مثمرة و200 شجرة حرجية.
ويسود اعتقاد شبه يقيني ان الحرائق التي تشدها الغابات ومساحات الاعشاب الجافة في المملكة تكون بـ "فعل فاعل" سواء بقصد أو غير قصد نتيجة الإهمال، وهذا ما يذهب إليه الناطق الرسمي لوزارة الزراعة لورنس المجالي في تصريحات صحفية بأن "30 % من حرائق الغابات سببها الإهمال".
وبحسب تصريحات صحفية للناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني المقدم اياد العمرو فإن "حرائق الغابات والاعشاب الجافة تشكل اكثر الحوادث نسبة إلى المجموع الكلي للحوادث التي يتعامل معها الجهاز في فصل الصيف، حيث يشكل ارتفاع درجات الحرارة وجفاف الأعشاب ظرفا ملائما لنشوب الحرائق في ظل غياب او عدم التقيد بمتطلبات السلامة العامة".
وسجل شهر تموز (يوليو) الحالي ذروة حوادث الحريق وأكثرها خطورة وحساسية عدا عن الخسائر البشرية والمادية، فبالأمس التهم حريق في سوق مجمع الروضة التجاري بعمان 11 محلا بخسائر مادية تقدر بنحو مليون دينار، وقبله بأيام معدودة شهدت منطقة وسط البلد في العاصمة حادثا مأساويا آخر نتيجة انفجار اسطوانات غاز في أحد المطاعم أدى إلى وفاة شخصين عدا عن الخسائر المادية.
ولم يكن القطاع الصناعي هو الآخر بمنأى عن حرائق هذا الصيف؛ فقد تعاملت كوادر الدفاع المدني والأجهزة المعنية مع العديد منها مثل حريق في مصنع متخصص بتصنيع مواد الدهان في منطقة زيزيا، نتج عنه إصابة ثمانية من افراد الدفاع المدني الذين شاركوا في إخماده.
كما شب حريق آخر في مدينة الملك عبدالله الثاني الصناعية بسحاب بمصنع كرتون يتكون من ثلاثة هناجر يحتوي على ماكينات ورقية وخطوط إنتاج ومواد خام قدرت مساحته بـ 7000 م2.
وفي محافظة إربد شبَّ حريق بمساحة 5000 م2 في مصنع للإسفنج، فيما شهدت المدينة نفسها في أيار (مايو) الماضي فاجعة وفاة 6 أطفال من عائلة واحدة نتيجة حريق بمنزل.
ويشير مختصون الى أن هذه الامثلة تستدعي إعادة النظر والتدقيق والاهتمام في انظمة الحرائق والتأكد المستمر من جاهزيتها وفعاليتها خاصة في المصانع والمحلات التجارية للحد من الخسائر.