"حرب بطولات"

ثمة مشكلة قد ترتقي إلى وصف "حرب" في المستقبل، بين عمالقة الأندية في أوروبا من جهة، والاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم من جهة أخرى، سببها رغبة تلك الأندية بإنشاء بطولة جديدة تحت مسمى "الدوري السوبر الأوروبي"، قد تضم نحو 20 ناديا، 6 منها من إنجلترا مثل مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وليفربول بالإضافة إلى ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ وباريس سان جرمان وأندية إيطالية وفرنسية أخرى.اضافة اعلان
البطولة كما يتردد، ستحظى بتمويل يقارب 6 مليارات يورو، وسيحصل كل ناد مشارك على نحو 800 مليون يورو، والأندية ترى في هذه البطولة "طوق النجاة" الذي سيخلصها من تراكم الديون والخسائر الذي تسببت به جائحة كورونا، ويكفي القول أن التقديرات تشير إلى خسارة برشلونة 500 مليون يورو وخسارة ريال مدريد 400 مليون يورو مع نهاية الموسم الحالي، نتيجة غياب الجماهير وتراجع عائدات كثيرة.
في الوقت ذاته يخشى "ويفا" أن تطيح البطولة الجديدة بمسابقة دوري أبطال أوروبا، التي تدر ذهبا على الاتحاد الأوروبي، فيما اتخذ "فيفا" موقفا مساندا لـ "ويفا"، وأكد أنه لن يعترف بالبطولة وهدد بحرمان اللاعبين المشاركين فيها، من المشاركة مع منتخبات بلادهم في كأس العالم.
الأندية الأوروبية لم تجد مفرا من التخلي عن بعض نجومها لصالح أخرى قادرة على الدفع، وتخفيض رواتب لاعبيها، وهو الأمر الذي قبل به بعضهم ورفضه بعضهم الآخر، مثل نجم ريال مدريد سيرخيو راموس الذي يرفض تجديد عقده براتب مخفض، ولم تجد بعض الأندية الكبيرة نفسها قادرة على تمويل صفقات احتراف، فالريال ولفترة القيد الثانية على التوالي عجز عن تمويل صفقة انتقال واحدة، فيما لم يكن في مقدور برشلونة استقطاب لاعب بكلفة 3 ملايين يورو، كما ذكرت وكالات الأنباء، ما يكشف عن حقيقة المصاعب المالية التي تعيشها الأندية.
الأرقام الكثيرة الصادرة عن الشركات والمكاتب المتخصصة، تشير إلى أن ديون برشلونة تبلغ مليار دولار، فكيف سيتمكن من تحصيل إيرادات تغطي تلك النفقات، بعد أن تسرب رقم قيمة مستحقات ميسي خلال أربعة مواسم والتي بلغت 555 مليون يورو؟، ومن هو النادي الذي يمكنه أن يستقطب لاعبين بهذه القيمة السوقية العالية وفي ظل جائحة لا أحد يعرف متى تنتهي؟
الأندية الأوروبية راغبة في فرض كلمتها على الاتحادين الدولي والأوروبي، وقيمة التمويل الهائلة تسيل لعاب الأندية الراغبة في تجاوز خسائرها شيئا فشيئا، ومن سوء حظ الاتحادين الدولي والأوروبي أن تلك الأندية الكبيرة اتفقت على البطولة الجديدة لأنها ستكون تنافسية ومع أندية قوية شعارها البقاء للأقوى، وهي سائرة بخطواتها لكن ذلك كله ينذر بـ "حرب بطولات" تقع ضحيتها الأندية الضعيفة فنيا وماليا.