حزب العمال البريطاني يتفكك والمحافظون يحضرون خليفة كاميرون

لندن - يقف حزب العمال البريطاني المعارض على حافة الانفجار في أحد التداعيات السياسية للاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في حين يستعد حزب المحافظين لبدء عملية استبدال رئيس الوزراء الحالي ديفيد كاميرون في رئاسة الحزب.اضافة اعلان
يواجه زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن الذي تراجع نفوذه إلى حد كبير، أمس مذكرة لحجب الثقة عنه بعد ان فقد دعم ثلثي المقربين منه.
ويتهمه المتمردون عليه بانه لم يدافع بما يكفي عن بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الاوروبي ويعتبرون ان وجوده على رأس حزب العمال لا يترك أي فرصة للحزب في العودة إلى الحكم.
لكن كوربن رفض الانصياع وأعلن انه سيترشح مجددا في حال تنظيم انتخابات لاختيار رئيس الحزب.
ويستمد كوربن اليساري قوته من دعم مناضلي الحزب الذين تظاهر نحو عشرة آلاف منهم تأييدا له أمام البرلمان مساء الاثنين الماضي والذين قد ينقذون منصبه في نهاية المطاف.
لكن هذه المذكرة تحتاج لاحقا الى مصادقة مجمل اعضاء الحزب حيث ما يزال كوربن يحظى بشعبية واسعة.
وخاطب "الرفيق كوربن" مؤيديه قائلا "لا تدعوا وسائل الاعلام ومن يريدون بنا سوءا يقسموننا".
وطلبت قيادة الحزب من كوربن "القيام ببادرة مشرفة" لانهاء اجواء مقيتة "كارثية"، بحسب النائب شوكا اومونا.
وشاهد صحافيون تجمعوا في طابور امام القاعة نوابا يغادرون متحدثين بتاثر عن "مجزرة" و"الم عميق" و"ماساة".
تكاد الفوضى في حزب العمال تنسي الجميع ان حزب المحافظين غارق في احدى اكبر الازمات في تاريخه.
فقد اعلن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون استقالته كما اعلن وزير المالية جورج اوزبورن الثلاثاء كما كان متوقعا انه لن يترشح لخلافته. وقال "لست الافضل لمنح حزبي الوحدة التي يحتاجها".
وكان كاميرون واوزبرن ابرز المدافعين عن بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي واعتبرا انه يتعين ان يتولى شخص آخر التفاوض مع بروكسل على مغادرة بريطانيا.
وسيتم تنصيب الزعيم الجديد للمحافظين بحلول الثاني من ايلول (سبتمبر) كابعد تقدير، بحسب ما أعلن الحزب.
وتتجه الانظار كلها الى بوريس جونسون الذي قاد معسكر مؤيدي الخروج من الاتحاد.
لكن صحيفة تايمز اشارت الى وزيرة الداخلية تيريزا ماي كمرشحة تملك حظوظا ايضا لتولي المنصب، بحسب استطلاع.
وتيريزا ماي (59 عاما) المعروفة بمعارضتها للفكرة الاوروبية، كانت احدثت مفاجاة حين اعلنت انضمامها لانصار البقاء في الاتحاد الأوروبي. لكنها لم تقم بحملة قوية.
وبحسب الكثير من المحافظين فهي تمثل تسوية ممتازة للمصالحة داخل الحزب المقسم بين انصار الاتحاد الأوروبي ومعارضيه. ويغلق باب الترشحات لرئاسة حزب المحافظين الخميس. ويمنح بعد ذلك نواب الحزب ثلاثة اسابيع لاختيار مرشحين اثنين يصوت لانتخاب احدهما اعضاء الحزب الـ 125 ألفا صيف 2016.
وقال وزير الصحة جيريمي هانت المؤيد للاتحاد الأوروبي إنه يفكر جديا في الترشح. كما دعا إلى تنظيم استفتاء ثان بعد التوصل إلى اتفاق جديد بين المملكة والاتحاد.
ولم تعلق الملكة اليزابيث الثانية التي "تملك ولا تحكم" رسميا حتى الآن على نتيجة استفتاء الخميس.
لكنها قالت ممازحة حين صافحها نائب رئيس وزراء ايرلندا الشمالية مارتن ماغينيس أمام عدسات الكاميرات قائلا لها "صباح الخير، كيف الحال؟"، "في كل الأحوال، ما ازال على قيد الحياة!". واضافت الملكة التي احتفلت في نيسان(ابريل) بعيد ميلادها التسعين "نحن منشغلون جدا، لقد حصلت عدة أمور". - (ا ف ب)