حسرة على الأسرى.. وللصهاينة بلفور وترامب

مرت قبل يومين الذكرى السنوية الثانية بعد المائة لوعد وزير الخارجية البريطاني أرثر بلفور لليهود بإقامة كيان ووطن قومي لهم في فلسطين، وبالتزامن مع سنوية هذا الوعد الباطل الذي جاء ممن لا يملك لمن لا يستحق، يواصل هذا الكيان الصهيوني أسر الأردنية هبة اللبدي التي يدخل إضرابها عن الطعام يومه الأربعين، وكذلك عبدالرحمن مرعي والعشرات من الأسرى الأردنيين، إضافة لآلاف الأسرى الفلسطينيين، كما يواصل القتل والتنكيل واستعمار الأرض بالقوة، فضلا عن انتهاك المقدسات بشكل يومي.اضافة اعلان
العصابة الصهيونية اعتقلوا هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي إداريا دون وجه حق، وقد تم اعتقال كليهما فور دخولهما الأراضي الفلسطينية المستعمرة من قبل نازيين جدد، ضربوا عرض الحائط بكل المواعيد والمواثيق والشرائع الدولية، واتخذوا لأنفسهم دون الآخرين حق ممارسة ما يحلو لهم من عدوان وفاشية قل نظيرها، وحتى اليوم تواصل الحكومة الاردنية ممثلة بوزارة الخارجية بذل مختلف الجهود بأمل الافراج عن اللبدي ومرعي دون ان تحقق تلك الجهود نتائج تذكر.
لا وقت للعتب أو اللوم، ولكن هناك دوما وقت طويل لأخذ العبر ومعرفة الطريقة التي يفكر بها أولئك الفاشيون الجدد، واكتشاف مدى خرقهم للمواثيق والعهود، فهم مارسوا بحق الأسيرين وغيرهما أفعال لصوص وقطاع طرق، وإلا ماذا يمكن أن نسمي قيامهم باعتقال مواطنين عزل قبل دخولهم لفلسطين المحتلة.
الأصعب أن العالم يغض النظر عن سياسات وأفعال هذا الكيان الاستعماري، ويشيح الوجه عن ممارساته التي فاقت في وحشيتها أفعال إرهابيين مروا عبر التاريخ القديم والحديث، وتخطوا بإرهابهم المحرقة المزعومة التي كانت مدخلهم على العالم لاستدرار العطف، وهو الأمر الذي بتنا نراه يوميا.
ليس أدل على بشاعة ما يقوم به الكيان الصهيوني أن نعرف ويعرف العالم أن عصابات الصهاينة وفق مركز "أسرى فلسطين" للدراسات قامت باعتقال 410 أسرى خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي فقط، في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، وأفاد المركز الحقوقي في بيان له أول من أمس بأن قوات الاحتلال اعتقلت 65 طفلًا و16 سيدة؛ بينهن النائب في البرلمان الفلسطيني المناضلة خالدة جرّار، وفتاة بعد إطلاق النار عليها، وأشار المركز إلى أن 11 حالة اعتقال كانت بحق فلسطينيين من قطاع غزة.
ممارسات هذا الكيان الاستعماري المحتل لا تختلف عن ممارسات القراصنة وقطاع الطرق ولم يعد مفيدا أن يبقى العالم الغربي وبعض دول العرب التي اعترفت بوعد بلفور وآمنت به تواصل إيمانها بهذا الوعد الباطل، فتمسك القاطنين غرب النهر بأرضهم لا حد له، وتمسك أولئك المتواجدين في الناصرة والقدس وحيفا وعكا وبئر السبع لا يتضعضع، فهم الذين يحق لهم القول صامدون هنا قرب هذا الدمار العظيم، وفِي يدنا يلمع الرعب، في القلب غصن الوفاء النضير.. صامدون هنا .. صامدون هنا باتجاه الجدار الأخير.
حقيقة التاريخ لا يصنعها بلفور، ولن يصنعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب المنحاز للكيان الصهيوني، فَلَو اعترف ترامب مليون مرة بالقدس عاصمة للكيان فإن ذاك لن يغير التاريخ ولا الحقيقة ولن يجعل أصحاب الأرض يتهاونون في الدفاع عن حقهم.
باختصار من حقنا أن نطالب باللبدي ومرعي ومن حقنا في ظل مواصلة الكيان سياسته التحرشية بنا أن نطالب بإلغاء وادي عربة وطرد سفير الكيان من رابية عمان وقطع العلاقات معه، ومن حقنا أن نحاكم المتسلل الصهيوني لأرضنا في محكمة أمن الدولة، فهناك فرق بين من يتسلل ومن يعتقل على المعابر الحدودية الشرعية، وعلينا أن نقرن القول بالفعل لا نقبل أن يبقى أولادنا أسرى لدى هذا الكيان.