حصاد العام 2018 في المنطقة العربية والشرق الأوسط (2-2)

Untitled-1
Untitled-1
ترجمة: علاء الدين أبو زينة مجموعة من الخبراء – (معهد الشرق الأوسط) 17/12/2018 أخبار مختلطة لمصر في العام 2018 ميريت ف. مبروك *زميلة رفيعة، ومديرة برنامج مصر في معهد الشرق الأوسط. على الرغم من محاولات المحللين المستمرة لوصف مصر بثنائيات متعارضة، إما بكيل المديح أو توجيه الاتهامات، فإن البلد يرفض أن يخضع للتقديرات التبسيطية. وكان العام المنصرم مزيجا من الأخبار المتضاربة، مع حدوث تطورات اقتصادية مشجعة وتحسن في الاستقرار والأمن، -وإنما التي جاءت بكلفة أيضاً. دفعت الحكومة بسلسلة من إجراءات التقشف خلال العام، كجزء من برنامج إصلاح اقتصادي أوسع، والذي شهد تخفيضات في الدعم على السلع الأساسية –المياه، والكهرباء، والنقل العام، والوقود، على سبيل المثال وليس الحصر- مما تطلب من المصريين إحداث ثقوب جديدة في أحزمتهم لشدها أكثر مما هي مشدودة أصلاً. ومع ذلك، قطع برنامج الإصلاح، المدعوم ببرنامج تسهيلات موسع بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، خطوات كبيرة في اتجاه تحسين آفاق الاقتصاد الكلي في مصر. وقد اجتذب البرنامج المدعوم من صندوق النقد الدولي مليارات الدولارات في شكل استثمار أجنبي مباشر، وهو ما أدى إلى تجديد الاحتياطيات الأجنبية المستنزفة في البلد. وقد باعت مصر ما بلغت قيمته أكثر من 13 مليار دولار من السندات المقومة بالعملات الأجنبية منذ العام 2016. وكان الطلب على سنداتها الأولى المقومة باليورو، والتي صدرت في نيسان (أبريل) من هذا العام، أعلى من المعروض. وقالت مصر أنها لن تطلب المزيد من القروض من صندوق النقد الدولي. ويتطلع المستثمرون الجدد إلى تأسيس مواطئ قدم، وخاصة الصين التي تهدف إلى استثمار 15 مليار دولار في العام المقبل. وبشكل عام، يبدو أن مصر تستخلص نفسها من حفرتها المالية. كما ناضلت الحكومة أيضاً لمحاولة تقديم الخدمات العامة الأساسية، ومن بينها توزيع أكثر من 1.1 مليار جنيه مصري (61 مليون دولار) في إطار برنامج التكافل والكرامة الذي تنفذه وزارة التضامن الاجتماعي، وهو خطة للتحويلات المالية، والمصمم لحماية ما يقدر عددهم بنحو 10 ملايين من أكثر المصريين ضعفا من تأثير برنامج الإصلاح الاقتصادي، مقرونا بحملة كثيفة وناجحة لاكتشاف ومعالجة التهاب الكبد الوبائي من الفئة (ج). مع ذلك، تزاحمت عناوين الأخبار الاقتصادية المشجعة على المكان مع الأخبار التي تتحدث عن تقلص الحريات المدنية المحلية. وقد اعتمد البرلمان الأوروبي قرارا يوم 13 كانون الأول (ديسمبر)، والذي يدين "القيود المستمرة على الحقوق الديمقراطية الأساسية" في مصر، وهناك شائعات عن تعديلات دستورية محتملة، والتي تهدف إلى زيادة مدة الفترات الرئاسية. * * * عام مضطرب آخر لتركيا جونول تول *مديرة برنامج تركيا في معهد الشرق الأوسط. كان 2018 عاماً مضطرباً وصاخباً آخر بالنسبة لتركيا. وكان أهم تطور في هذا العام هو أزمة العملة التركية. ففي الصيف، انخفضت قيمة الليرة التركية بحدة، وعلى نحو جعل منها العملة الرئيسية الأسوأ أداء في العالم. وجاءت هذه الأزمة في جزء كبير منها نتيجة لعام من سوء الإدارة الاقتصادية، لكن التوترات في العلاقات التركية-الأميركية أضافت إلى مفاقمة الأوضاع. وفرضت إدارة ترامب عقوبات على اثنين من المسؤولين الأتراك بعد أن فشلت أنقرة في إطلاق سراح رجل دين أميركي مسجون في تركيا بتهم بالإرهاب، ثم قامت بمضاعفة التعريفات الجمركية على الواردات الأميركية من منتجات الصلب والألمنيوم التركية. وأرسلت الإجراءات الأميركية كلا من العملة التركية والعلاقات الثنائية إلى أدنى مستويات لهما في أكثر من عقد. لكن شيئاً جيداً خرج من متاعب البلد الاقتصادية والتوترات في علاقته مع واشطن؛ فقد أجبرت تركيا على إطلاق سراح القسيس أندرو برونسون بعد بضعة أشهر لاحقاً، وكذلك على إصلاح علاقاتها المتضررة بشدة مع حلفائها الأوروبيين. وبعد عام سيئ في 2017، قررت تركيا وألمانيا إصلاح علاقتهما في العام 2018. وأشاد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، اليائس بشدة للحصول على شريان حياة اقتصادي، بالمستشارة الألمانية وبعلاقات تركيا مع أوروبا أثناء زيارة رسمية قام بها إلى ألمانيا. وكانت المستشارة أنجيلا ميركل سخية بنفس المقدار، فألمحت إلى أن ألمانيا يمكن أن تقدم المساعدة المالية عند الضرورة عندما كانت تركيا في خضم أزمة العملة. وفي جهد لتطبيع العلاقات، تبادلت هولندا وتركيا السفراء الذين كان قد تم سحبهم سابقاً بعد أن منع الهولنديون المسؤولين الأتراك من القيام بحملات انتخابية في أوساط الشتات التركي في هولندا في فترة التحضير لعقد الاستفتاء التركي على الدستور في نيسان (إبريل) 2017. أدت مشكلات تركيا مع الولايات المتحدة ومتاعبها المالية إلى إجبار البلد على السعي إلى العثور على أصدقاء جدد وإلى تعزيز علاقاته مع القدامى. وشهدت علاقات تركيا الاقتصادية مع الصين صعودا سريعا، وتأمل أنقرة في استثمار علاقات تجارية أوثق في إطار مبادرة الحزام والطريق الصينية. كما ظلت علاقاتها مع روسيا وثيقة أيضا. ووقع الطرفان اتفاقا لمنع هجوم يشنه النظام السوري على محافظة إدلب في شمال غرب سورية، ولإقامة منطقة منزوعة السلاح هناك، وتعميق تعاونهما في مجال الطاقة من خلال إنشاء "تركستريم"، وهو خط أنابيب سوف ينقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى تركيا عبر البحر الأسود. ولكن، لم تكن الولايات المتحدة فقط هي التي تورطت تركيا في المشاكل معها في العام 2018. فقد وتر مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول علاقات تركيا مع الرياض، التي كانت تشهد تعقيدات مسبقاً بسبب دعم أنقرة لجماعة الإخوان المسلمين وقطر بعد الحصار الذي فُرض على قطر بقيادة السعودية. * * * جمود عنيف في أفغانستان أحمد مجيدار *زميل رفيع في المعهد ومدير مشروع إيران الجديد. كان هذا عاماً آخر عنيفاً ومضطرباً في أفغانستان، حيث أثبتت إمكانية تحقيق السلام كونها بعيد المنال. وفي حين ظلت الحرب متوقفة على المستوى الاستراتيجي، قامت حركة طالبان بتصعيد العنف وحافظت على زخمها في ساحة المعركة. وحقق المتمردون مكاسب إقليمية في المناطق الريفية، وقاموا باغتيال كبار المسؤولين الأفغان، ونفذوا هجمات كبيرة في كابول وغيرها من المدن الأفغانية الكبرى. لكن المتشددين واجهوا نكسات أيضاً في هذا العام: لم يتمكنوا من الاستيلاء على أي مراكز سكانية مهمة أو السيطرة عليها؛ واستمروا في تكبد أعداد متزايدة من الخسائر نتيجة للزيادة في الضربات الجوية الأميركية. وفي ضربة قوية تلقتها طالبان، فشلت جهودهم الرامية إلى تعطيل الانتخابات البرلمانية إلى حد كبير، مع تحدّي الشعب الأفغاني لتهديداتهم وإعادة تأكيد التزامهم بالديمقراطية والنظام السياسي الحاكم. وشهدت الاستطلاعات البرلمانية هذا العام رقما قياسيا في عدد المرشحين من النساء والشباب الذين يتنافسون على عضوية البرلمان. بعد مرور عام الآن، أصبح من الواضح أيضاً أن استراتيجية إدارة ترامب في جنوب شرق آسيا لم تسفر عن أي نتائج ملموسة. فقد فشل تكثيف الحملة العسكرية الأميركية في إضعاف حركة طالبان واجبارها على التفاوض على تسوية سياسية لإنهاء الحرب. كما أن دبلوماسية واشنطن القسرية لم تجبر باكستان على التخلي عن دعمه للمقاتلين الأفغان. وكانت لعمليات مكافحة الإرهاب ضد الجماعات الإرهابية الأجنبية العاملة في أفغانستان نتائج متباينة. وقد تمكن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من تقويض زخم "داعش"، ولكن، يبدو أن تنظيم القاعدة يحاول العودة إلى الظهور في المناطق الجنوبية والشرقية. خلال العام، عزز عزم جديد في المحادثات مع طالبان الآمال في التوصل إلى نهاية متفاوض عليها للنزاع، مع عقد ممثلي طالبان وكبار المسؤولين الأميركيين عدة جولات من المحادثات في قطر. لكن هذه المحادثات لم تسفر بعد عن خريطة طريق للسلام، حيث يرفض المتمردون التفاوض بشكل مباشر على تسوية مع الحكومة الأفغانية. * * * سنة غير عادية أخرى لباكستان مارفين جي وينباوم *مدير برنامج أفغانستان وباكستان. لا يكاد يمر عام في باكستان من دون وصفه بأنه غير عادي. ولم يكن العام 2018 استثناء. وكان الحدث الأبرز الذي سلط الضوء على هذه السنة هو عقد الانتخابات البرلمانية التي جلبت إلى السلطة حكومة ذات توجه إصلاحي برئاسة عمران خان. كما شهدت الانتخابات أيضاً جهداً أكثر تناسقاً من جانب الأحزاب الإسلامية، بما في ذلك العديد من الجماعات المتطرفة، لمحاولة دخول معترك السياسة العامة. وكانت المشاغل القانونية المتعلقة برئيس الوزراء السابق نواز شريف والعديد من معاوني حزبه قد حازت على انتباه البلاد في معظم أيام السنة، وكذلك فعلت الأزمة الاقتصادية العميقة التي استقبلت الحكومة الجديدة. وأصبحت التوترات بين باكستان والولايات المتحدة حول أفغانستان أكثر مرارة وشفافية، وانجذب الانتباه المحلي والعالمي إلى قضية آسيا بيبي -المرأة المسيحية التي اتُهمت بالتجديف وحُكم عليها بالإعدام. أدى فوز عمران خان إلى كسر احتكار حزبين للسلطة، والذي ساد لعقود من الزمن، وتحوّلت مقاليد الحكم إلى شخص شعبي يتمتع بشخصية كاريزمية، والذي هدد بتقويض السياسة التقليدية بشن حملة قوية ضد الفساد. وحُكم على نواز شريف، الذي حظرت عليه المحاكم مسبقاً تولي أي مناصب سياسية، بالسجن، وكذلك كان حال أفراد من أسرته، بما في ذلك شقيقه الأصغر شهباز شريف، كبير وزراء إقليم البنجاب السابق. وعلى الرغم من إطلاق سراح نواز شريف في وقت لاحق، إلا أنه ظل في خطر قانوني. وشهدت انتخابات العام 2018 سعيا إلى محاولة كسب الشرعية السياسية من حزب يرأسه حافظ سعيد، المدرج على قوائم الإرهابيين لدى الأمم المتحدة والولايات المتحدة، وكذلك فعل تحالف واسع من الأحزاب الدينية التي سعت إلى الحصول على المنصب. ما تزال باكستان غارقة عميقا في الديون، مع احتياطيات صرف أجنبي ضعيفة وعملة منخفضة القيمة، مما دفع رئيس الوزراء خان إلى السعي الحثيث للحصول على مساعدات مالية أجنبية. لكن الرئيس "ترامب" -المحبط من فشل باكستان في "بذل المزيد" من الجهود لجلب طالبان الأفغانية إلى طاولة المفاوضات من أجل السلام- ضرب باكستان بشدة من خلال التغريدات المهينة، وتعليق مبلغ 1.66 مليار دولار من المساعدات الأميركية الأمنية للبلد. وأسفر تحرير آسيا بيبي عن قيام مظاهرات عنيفة قادها حزب "تحريك ال-لبيك" اليميني المتشدد، والتي العديد من المدن ونهبت الممتلكات العامة. وبعد الإذعان لهذه الحركة الإسلامية في البداية، غيرت الحكومة التكتيكات بحلول نهاية العام، واعتقلت قادتها والعديد من نشطائها. * * * إسرائيل: عام تحطُّم القوالب عيران عتصيون *باحث في معهد الشرق الأوسط. شهد العام 2018 تطورين رئيسيين: انسحاب الولايات المتحدة أحادي الجانب من الاتفاق النووي الإيراني، والتقارب بشكل أكثر علنية بين إسرائيل وبعض الدول العربية. ومعا، ارتقى التطوران إلى مستوى تحطيم رئيسي لقالب قديم. تقليدياً، سعت الإدارات الأميركية المتعاقبة إلى تشكيل بنية أمنية إقليمية حول تحالف عربي، وعزل إيران ووصل إسرائيل، على أساس اتفاق سلام شامل يُعقد بين إسرائيل والفلسطينيين وبين إسرائيل والعرب. لكن التحالف بين ترامب ونتنياهو وبعض العرب حطم فعليا ذلك القالب. وتسعى استراتيجيتهم إلى تحقيق بعض من الأهداف نفسها –بشكل خاص عزل إيران ووصل إسرائيل بالعالم العربي، وإنما من دون المكون الفلسطيني. ويعني القالب الجديد تحقيق تطبيع إسرائيلي-عربي وتحالف إقليمي مناهض لإيران برعاية أميركية، من دون إبرام أي اتفاق سلام. وإذا كان اليمين الأميركي والإسرائيلي قد اتهما أوباما بـ"إلقاء إسرائيل تحت الحافلة"، فقد قام ترامب –وبما أسعدهم كثيراً- بقلب الحافلة التي يتحدثون عنها رأساً على عقب لتدوس الفلسطينيين. وفي الوقت نفسه، ظلت ما تدعى "صفقة القرن" –قصداً أو عرَضاً- معلقة أمام أعين الأطراف. وحتى إذا تحققت فعلاً، فيغلب أنها لن تلعب دوراً بناء، وإنما ستعمل بدلا من ذلك كأداة أخرى لتبادل الاتهامات بين الإسرائيليين والسلطة الفلسطينية. ومع قبول إسرائيل باتفاق آخر مع حماس في غزة، فإن المرحلة أصبحت مهيئة لإطلاق رصاصة الرحمة على اتفاقيات أوسلو. على الجبهة الشمالية لإسرائيل، وضعت روسيا أقدامها الثقيلة لتملي بشكل أساسي شروط المرحلة النهائية من الحرب الأهلية السورية، لصالح إيران وحزب الله وضد مصالح إسرائيل. وبذلك، يكون موضع تركيز إسرائيل المركزي، افتراضياً، هو تحويل الانتباه بالتدريج نحو لبنان. وسوف يكون 2019 عام انتخابات ساخن في إسرائيل، بينما يسحب نتنياهو آخر أنفاسه السياسية قبل صفقة التماس قضائية حول عدد من التهم الجنائية. وبذلك، ربما تتحطم المزيد من القوالب في معركته –وترامب- من أجل البقاء السياسي. * * * طريق مسدود في لبنان بول سالم *رئيس معهد الشرق الأوسط. تعافى لبنان من مشكلة اختفاء رئيس وزرائه مؤقتا في أواخر العام 2017 ومضى قدماً إلى إقامة انتخاباته البرلمانية التي طال انتظارها في أيار (مايو). وشهدت الانتخابات تطبيق قانون جديد للتمثيل النسبي، وأفضت إلى تحقيق أغلبية للحركة الوطنية الحرة التي يتزعمها الرئيس ميشال عون، وحزب الله، وحلفائهما، وإلى انخفاض ملحوظ في مقاعد حركة المستقبل التي يتزعمها سعد الحريري. وأعقب ذلك عقد اجتماع للمانحين الدوليين في باريس، والذي تعهد بتقديم 11 مليار دولار كمساعدات. لكن الحريري، الذي تم تعيينه مرة أخرى رئيساً للوزراء بعد الانتخابات، ظل عاجزاً عن تشكيل حكومة بعد ثمانية أشهر من ذلك بينما كان العام يقترب من نهايته. وعنى ذلك أن يظل تنفيذ التعهدات بتقديم المساعدات مؤجلاً، وأن يظل الوضع الاقتصادي والسياسي في تدهور مستمر. كانت عملية تشكيل الحكومة في لبنان عالقة على ثلاثة محاور: تمثيل المسيحيين بين تيار عون الوطني و"القوات اللبنانية" التي يتزعمها سمير جعجع؛ وتمثيل حزب الله، الذي يطالب بوزارات رئيسية، وهي خطوة ستستدرج ردود فعل سلبية من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية؛ وتمثيل السنة –حيث يدفع نظام الأسد من أجل أن يتقاسم بعض حلفائه من السنة المقاعد في الحكومة إلى جانب الحريري. واجه الاقتصاد اللبناني في العام المنصرم تباطؤاً وتهديدات بعدم الاستقرار المالي. وخفض مؤشر مؤسسة مودي مؤخراً توقعات البلد لتتحول من مستقر إلى سلبي، ويحذر محافظ البنك المركزي من أنه ما لم يتم تشكيل حكومة قريباً، فإن البلد ربما يواجه المزيد من التداعيات الخطيرة. وعلى المستوى الأمني، ظلت التوترات بين إسرائيل وحزب الله عالية بشكل خطير. وهددت الغارات الكبيرة والاشتباكات الجوية بين إسرائيل والمواقع الإيرانية في سورية بأن تتسرب الأزمة إلى لبنان. كما ادعت إسرائيل أيضاً بأن إيران تقوم بتزويد حزب الله بأجزاء من الصواريخ الموجهة بدقة والمزودة بأنظمة تحديد الموقع، وهددت مراراً باتخاذ إجراء مباشر، لكن الردع المتبادل على طول الحدود اللبنانية-الإسرائيلية صمد حتى الآن. * * * سياسة أميركية متعثرة تجاه إسرائيل/ فلسطين ناثان ستوك *باحث في المعهد. في أيار (مايو) 2018، قامت إدارة ترامب بافتتاح السفارة الأميركية الجديدة في القدس. وظلت سياسة الإدارة الأميركية بخصوص المسألة الإسرائيلية/ الفلسطينية متعثرة طوال العام بسبب اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقد واصلت القيادة الفلسطينية تجميدها للاتصالات مع البيت الأبيض، وقامت إدارة ترامب بإغلاق مكتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن. كما أجَّلت الإدارة الأميركية إعلان خطة السلام المنتظرة منذ وقت طويل بشكل متكرر، بينما انهار دعم الدول العربية للاقتراح، وافتقرت إدارة ترامب إلى الاتصال مع أحد أطراف الصراع. كما عنى تحييد الإدارة الإميركية من دبلوماسية إسرائيل/ فلسطين أيضاً أنها كانت عاجزة عن التأثير في مسرح الصراع الأكثر اضطراباً وأهمية في العام 2018: قطاع غزة. ومنذ نهاية آذار (مارس)، نظم ناشطو المجتمع المدني الفلسطينيون، بدعم من حماس، تظاهرات أسبوعية على طول الحدود مع إسرائيل. وقد أسفرت الاحتجاجات عن مقتل نحو 200 فلسطيني على يد قوات الأمن الإسرائيلية، في حين قام الفلسطينيون بإطلاق الطائرات الورقية المشتعلة من غزة، والتي تسببت في إلحاق أضرار كبيرة بالأراضي الزراعية في إسرائيل. جاءت هذه الاحتجاجات رداً على الظروف المتدهورة في قطاع غزة. وكانت الإغلاقات الإسرائيلية والمصرية للقطاع والعقوبات الاقتصادية التي فرضتها السلطة الفلسطينية عليه قد أدت إلى ارتفاع معدل البطالة في القطاع ليصل إلى 53 في المائة، بينما انخفض إمداد التيار الكهربائي إلى أربع ساعات في اليوم. وفي مواجهة احتمال انفجار العنف بين إسرائيل وغزة، توسطت مصر وقطر في إبرام اتفاق سمح بدخول الأموال إلى غزة لدفع رواتب موظفي الخدمة المدنية وشراء الوقود لمحطة الطاقة في القطاع. وقد حسنت هذه التدابير الظروف على الأرض وقللت من احتمال نشوب الحرب في القطاع، في الوقت الراهن. *نشر هذا التقرير تحت عنوان: 2018 year in review: Conflicts, Khashoggi, and “maximum pressure” [caption id="attachment_597135" align="alignnone" width="300"] ملصقات دعائية للانتخابات اللبنانية في حي باب التبانة في طرابلس - (أرشيفية)[/caption] [caption id="attachment_597136" align="alignnone" width="300"] صراف يعد أوراقاً من العملة التركية التي شهدت قيمتها انخفاضاً حاداً مؤخراً - (أرشيفية)[/caption]اضافة اعلان