حضور مميز للفنان الأردني في "جرش" أربكه غياب التنسيق

الفنانة ليندا حجازي خلال تقديم وصلتها الغنائية بمغناة “هذا الحمى” بعد وقوعها واصابتها بكسر في القدم - (تصوير: محمد مغايضة)
الفنانة ليندا حجازي خلال تقديم وصلتها الغنائية بمغناة “هذا الحمى” بعد وقوعها واصابتها بكسر في القدم - (تصوير: محمد مغايضة)

سوسن مكحل

عمان- ضجّت وسائل الاعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي بعد ليلة افتتاح فعاليات جرش للثقافة والفنون بصور وأخبار تعرض الزملاء الفنانين الاردنيين المشاركين بفعالية “هذا الحمى” ووصفته بالتقصير بحق الفنان الأردني، خصوصا بعد وقوع الفنانة ليندا حجازي وتعرضها لكسر وتمزق بالاربطة جرّاء المشي على الحصى وهي ترتدي الملابس الخاصة بالحفل، اضافة الى حالة اغماء وارهاق وتعب شديد أصاب فريق العمل.
في حين قال مدير مهرجان جرش محمد أبو سماقة في تصريح لـ “الغد” أن ما تعرض له الزملاء لمواقف وحوادث جاءت بسبب الاكتظاظ من الجماهير والذي أدى الى التشديدات والاجراءات الامنية، وجعل الفنانين يمشون لمسافة قريبة الى الساحة.
وعقب نقيب الفنانين الاردنيين ساري الأسعد قائلا بأن “ما حدث لا يعد تقصيراً من قبل نقابة الفنانين بقدر ما هو خطأ قد يرتكب عند افتتاح أي مهرجان عربي ومحلي، داعيا إلى تكاتف الفنانين من اجل الفن والرسالة، وأن يعتبروا ما حدث أمرا قد يحدث بسبب التشديدات الامنية التي تعد لصالح الوطن والمواطن والمهرجان الوطني الذي مانزال نحتفل بعودته من جديد”.
- البداية
ليلة الافتتاح كانت مع تقديم أوبريت “هذا الحمى” على الساحة الرئيسية وبحضور رئيس الوزراء عبد الله النسور ومدير المهرجان محمد أبو سماقة ونقيب الفنانين الاردنيين الفنان ساري الأسعد وعدد من الشخصيات الدبلوماسية العربية والدولية.
وفي ظل التدابير الأمنية الشديدة افتتحت الاوبريت التي قام بإخراجها الفنان المسرحي فراس المصري بمشاركة وأداء مجموعة من الفنانين الأردنيين (ديانا كرزون، رامي شفيق، سليمان عبود، مصطفى شعشاعة، أسامة الجبور، غادة عباسي، هيفاء كمال وليندا حجازي، إضافة إلى فقرات إلقاء شعري بصوت هشام هنيدي وعبير عيسى)، ومن كلمات الشاعر محمد راشد الحنيطي.
وأجمع فريق من الفنانين الاردنيين المشاركين على أن الاجراءات التي سبقت يوم الافتتاح لفعالية “هذا الحمى” كانت سلسة وايجابية وتمضي بكل يسر وتجهيزات، الا أن ما حدث خلال ليلة الافتتاح كان غير منظم وحدثت أخطاء كثيرة وجه البعض منهم لوماً مباشراً لنقابة الفنانين وسوء التنسيق مع ادارة المهرجان.
- حادثة الوقوع
الفنانة الاردنية ليندا حجازي قالت لـ “الغد” إنها وقبل كل شيء سعيدة لمشاركتها في المهرجان الوطني العربي “جرش” باعتباره مهرجانا وطنيا يعني لها الكثير ولمسيرتها.
غير أن التشديدات الأمنية بالمسرح الجنوبي عند وصول حرس رئيس الوزراء وبسبب رفضهم ادخال الباص الخاص بالفنانين الاردنيين للوصول الى أقرب نقطة للساحة الرئيسية؛ اضطرها هي وزملاء آخرين بالسير على الأقدام وصولا إلى المسرح الجنوبي مقر الافتتاح.
وكان المشهد، وفق حجازي، بمنتهى الاحراج لصعوبة المشي والفنان يرتدي ملابس الصعود الى المسرح بعد كافة التجهيزات والمشي بمنطقة ترابية ووعرة، مشيرة الى أنها وقعت مرة تلو الأخرى لتصاب بتمزق بالاربطة وكسر في مشط القدم لم تستطع بعده اكمال سيرها الا بمساندة الفنانين الزملاء.
ومع ذلك أصرت حجازي على الوقوف على المسرح لاكمال رسالتها الفنية وتأدية الوصلة المخصصة لها في اوبريت “هذا الحمى” بمساعدة الفنانتين عبير عيسى وهيفاء كمال.
ولا تنكر حجازي أن عدم اسعافها الا بعد انهاء حفل الختام كان أمرا صعبا، خصوصا وانها بكت خلال تأدية الوصلة وتعاطف معها الزملاء والجمهور.
وتقول حجازي “بعد انتهاء حفل الافتتاح ومعرفة ادارة المهرجان ورئيس الوزراء بإصابتي تم اسعافي وتقديم كافة الخدمات اللازمة لي”.
- حالة اغماء واجهاد
الفنان سليمان عبود الذي تعرض لحالة اغماء جراء الجهد المتواصل، قال” وصلنا عند الساعة الثالثة ظهرا للاستعداد لحفل الافتتاح، وبسبب زخم الحضور والاجراءات الأمنية الشديدة وسقوط الفنانة ليندا حجازي واجهاد الفنانين الاخرين تعرضت لضغط نفسي ادى لتعرضي لحالة اغماء افقت منها بمساعدة الزملاء”.
ويؤكد عبود أن ترتيب استقبال الفنانين الاردنيين كان غائبا، اذ مشوا على ارض وعرة وترابية في ظل جاهزيتهم للصعود الى المسرح، في حين كان من الممكن تلافي الأمر بتوصيل الفنانين لأقرب نقطة بالتنسيق مع الجهات الامنية وادارة المهرجان.
وبين أن التمييز من قبيل ادارة المهرجان بين الفنان الاردني وغير الاردني من النجوم كان واضحا من خلال الاهتمام والتسهيل على الفنان للوصول الى منصة المسرح بدون عقبات.
ولا ينفي عبود أن ادارة المهرجان بالتنسيق مع النقابة وبعد معرفتها بما حدث قامت بتقديم دعوة خاصة للفنانين المشاركين على العشاء بعد الجهد والتعب الذي تعرض له الزملاء والذي كان بالامكان تلافيه بتنظيم أكبر.
- تصاريح دخول وعتب
على الرغم من أن الفنانة الاردنية رولا جرادات تحمل تصريحاً للدخول الى مواقع الحفلة المخصصة لتأدية وصلتها، تؤكد هي الأخرى تعرضها لتشديد أمني أشبه بالتعجيز بالوقت الذي شاهدت فيه دخول النجوم الآخرين من العرب بكل سلاسة، قائلة “عتبي على نقابتنا” خصوصا بعد ما تعرض له الزملاء في اوبريت “هذا الحمى”.
- الاكتظاظ هو السبب!
مدير مهرجان جرش محمد أبو سماقة؛ قال في تصريح مقتضب لـ “الغد” بسبب انشغاله بفعاليات المهرجان، إن ليلة الافتتاح كانت مميزة ومضت بكل خير وفرح، وما حدث لا يمكن تجييشه ضد المهرجان وادارته بدون وجه حق.
واضاف أبو سماقة أن ما حدث من تعرض الزملاء لمواقف وحوادث جاءت بسبب الاكتظاظ من الجماهير والذي أدى الى التشديدات والاجراءات الامنية الكثيفة، وجعل الفنانين يمشون لمسافة قريبة الى الساحة الرئيسية لعدم وجود وسيلة نقل وموقف “للباص” داخل المدينة الأثرية وصولا الى الساحة الرئيسية.
- نقابة الفنانين: الأخطاء ليست تقصيراً
في حين ردّ نقيب الفنانين الاردنيين الفنان ساري الأسعد على الحادثة في اوبريت “هذا الحمى” بأن ما حدث لا يعد تقصيراً من قبل نقابة الفنانين بقدر ما هو خطأ قد يرتكب بسبب افتتاح أي مهرجان عربي ومحلي.
وأضاف الأسعد “على الفنانين أن يتكاتفوا من اجل الفن والرسالة وأن يعتبروا ما حدث أمرا قد يحدث بسبب التشديدات الامنية التي تعد لصالح الوطن والمواطن والمهرجان الوطني الذي مانزال نحتفل بعودته من جديد”.
واوضح أن الاخطاء قد تحدث ونعترف بها، الا أن التقصير من قبل النقابة لم يكن موجودأ أو مباشرأ، لأن النقابة دوما تسعى لأن يكون الفنان الاردني أيقونة المهرجانات الفنية الاردنية والعربية والدولية.
-التشديدات الامنية لضمان الامن
في حين صرّح الناطق الاعلامي باسم مديرية الامن العام الرائد عامر السرطاوي في تصريح للغد عن عدم تسجيل أية شكوى امنية لغاية اليوم خلال فعاليات مهرجان جرش.
واضاف ان الاجراءات الأمنية ضرورية ولازمة، خصوصا عند البوابات الرئيسية للدخول للمهرجان لاجل تنظيم وتسهيل دخول وخروج رواد المهرجان وضمان الامن وجعل الرواد يقضون اوقاتهم بكل سلاسة وأريحية.
وأكد ان التغطية الأمنية والاجراءات ليست شديدة وهي لضمان السلامة والامن لرواد المهرجان من الشعب الاردني والضيوف العرب ومن مختلف دول العالم.

اضافة اعلان

[email protected]