"حظر الجمعة".. امتعاض عمّاني زرقاوي.. والعضايلة يؤكد أنه بتوصية من جابر

figuur-i
figuur-i

موفق كمال

عمان - فيما أبدى عمانيون وزرقاويون امتعاضهم من قرار الحظر الشامل، الذي يُفرض على محافظتيهما للأسبوع الثاني على التوالي، كشف وزير الدولة لشؤون الإعلام، أمجد العضايلة، عن أن فرض حظر شامل على المحافظتين "تأتي بتوصية من وزير الصحة، سعد جابر".اضافة اعلان
وقال العضايلة، في تصريح صحفي لـ"الغد"، "إن توصية جابر تعرض على اللجنة الوزارية لإدامة العمل، حيث تخضع لنقاش مطول، ولكن بالمحصلة يُؤخذ بتوصية وزير الصحة".
وأوضح "أن الوزير جابر أكد أن كل ساعة تتوقف فيها المخالطة، تعمل على تحسين وضع الحالة الوبائية، التي تتعرض له المملكة جراء فيروس كورونا المستجد"، مشيرًا إلى "أن معايير الحظر تأتي وفق جابر من خلال رصد انتشار الحالة الوبائية".
وأكد العضايلة أن محافظتي العاصمة والزرقاء "هما الأكثر انتشارًا"، مضيفًا أن اختيار يوم الجمعة للحظر الشامل، يأتي بسبب التجمعات واللقاءات والتنقلات، الذي يشهده هذا اليوم.
وقال "نحن ندرك تمامًا الأثر الاقتصادي على مختلف القطاعات بسبب الحظر الشامل. نحن متعاطفون مع المتضررين"، لافتًا إلى "احتمالية تشديد الإجراءات خلال الأسابيع المقبلة لمنع المخالطة".
وتعقيبًا على مغادرة عمانيين وزرقاويين لمناطق محافظتيهما هربًا من الحظر الشامل، أوضح العضايلة أن "سكان هاتين المحافظتين يشكلون نصف عدد سكان المملكة، ومهما حاول بعضهم المغادرة، فإنه لن يتجاوز عدد هؤلاء 50 ألف شخص، وفي المقابل هناك أكثر من 5 ملايين شخص سيتوقفون عن الاختلاط".
الناطق الرسمي للجنة الوطنية للأوبئة، الدكتور نذير عبيدات، برر الحظر الشامل على عمان والزرقاء، بالقول إن "ذلك يهدف إلى التقليل من الازدحامات واللقاءات العائلية التي يشهدها يوم الجمعة، فضلًا عن تسهيل مهمة فرق الرصد وتقصي الوباء".
وأضاف، "اختيار عمان والزرقاء، كونهما الأكثر بعدد حالات الإصابة، وبالتالي يكون عدد المخالطين أكثر"، مبينًا "أنه كلما تم التشدد بإجراءات الحظر كان الوضع الوبائي أفضل".
بدوره قال أستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي، إن لـ"الحظر" آثارا اجتماعية واقتصادية ونفسية، مطالبًا الجهات الرسمية بتبرير أسباب الحظر "طبيًا"، التي يجب أن تمتاز بشفافية ووضوح.
وأشار إلى "دراسات تقول ان 50 % من الأردنيين غير مقتنعين بوباء كورونا أصلًا، كما أن الحظر الذي جرى يوم الجمعة الماضي، لم يخفف أعداد الإصابات، الأمر الذي يعزز شكوك البعض حول إيجابية الإجراءات".
وفيما يتعلق بالآثار الاقتصادية للحظر، أوضح الخزاعي أن هناك قطاعات تعتمد في عملها على يوم الجمعة، كي تعوض الخسائر التي لحقت بها خلال باقي أيام الأسبوع، خصوصًا أن 68 % من الأسر في الأردن تضررت بسبب فرض الحظر، الذي أدى إلى فقدان الكثير من فرص العمل وتدني الدخول، ما سبب إرباكًا للكثير من المواطنين وأثر سلبًا في حياتهم المعيشية.
ومن الناحية النفسية، قال الخزاعي إن مثل هذا الإجراء سـ"يؤدي إلى الهلع والخوف والذعر من هذا المرض، بدلًا من العمل على جعل الأردنيين يتعايشون مع هذا المرض".
من الناحية الاجتماعية، أوضح الخزاعي أن الحظر سـ"يؤدي إلى خلق ممارسات لكسر الحظر، وخاصة بين السكان في نفس المواقع، كما أن عملية التزاور بين الأقرباء والأصدقاء، أساسية، خاصة أن كثيرا من قاطني عمان هم من محافظات الشمال أو الجنوب، وبالتالي فإن الحظر سيعمل على قطع الصلات بكبار السن، وذوي القربى.
وأكد الخزاعي أن الحظر بشكل عام "غير ناجح"، وليس له أي آثار إيجابية، فهو عبارة عن "مضيعة للوقت والجهد والمال".
وقال "كان الأجدر بالحكومة أن تسلط الضوء على الموجة الحارة التي تتعرض لها المملكة، وتقوم بتوعية المواطنين من ضربات الشمس، والالتزام ببيوتهم، وعدم الخروج إلا للضروة.. فـضربات الشمس أخطر وأشد فتكًا من كورونا".