"حقي وحقك وين؟":البحث عن حلول لقضايا مجتمعية

مشاهد من مسرحية "حقي وحقك"- (من المصدر)
مشاهد من مسرحية "حقي وحقك"- (من المصدر)

سوسن مكحل

عمان- من حكاية "أم السعيد" للطفلة "رجاء" التي تزوجت مبكرا، "ومعتز" الميكانيكي وقصص الاستغلال والاتجار بالبشر، قدمت مسرحية "حقي وحقك" عرضها التفاعلي في مبنى عمادة شؤون الطلبة بالجامعة الأدرنية مساء أول من أمس.اضافة اعلان
وبثت المسرحية التي حضرتها الفنانة الأردنية والتي تخرجت من أروقة الجامعة الأردنية ريم سعادة، مناقشة توعوية حيال الظواهر المجتمعية عبر عرض أربع قصص من أرض الواقع ومناقشة كل عرض على حدة.
القصص التي تلت كل "اسكتش" خلال العرض التفاعلي المسرحي الذي قدمته الفنانة أسماء مصطفى بمشاركة محمد كيمو وخالد صباح؛ استطاع أن يوسع دائرة الحكايات ويفتح آفاقا أوسع على قصص واقعية أخرى حقيقية عايشها البعض من الحضور.
مسرحية "حقي وحقك" تأليف محمد المعايطة، وتعرض بالتعاون مع مشروع "الحماية والأمان"، الذي تقيمه جمعية ومعهد "تضامن النساء الأردني" سبقتها مناقشة قدمتها المحاضرة لبني العلوين؛ حيث شاركت الحضور وعيهم حيال الاتجار بالبشر وعرفتهم بالنسب والإحصاءات المتعلقة بها حول العالم، إضافة إلى استعراض أنواعه وكيفية إيجاد الحلول المجتمعية.
وأكدت العلوين أن المشروع يتناول محاور العنف المبني على النوع الاجتماعي، والزواج المبكر، وعمالة الأطفال والاتجار بالبشر. وتقدم العروض في المناطق المهمشة والأقل حظا، وتحديدا بالمدارس والجمعيات النسائية.
وشارك طلبة الجامعة الأردنية بالعرض التفاعلي من قصص ومناقشات ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة للقضايا المجتمعية، فيما راح البعض يروي تجربته الشخصية في الاستغلال الذي تعرض له والأسباب التي دفعته للسكوت عن العنف غير المبرر والتحرشات.
أكثر ما ميّز العرض المسرحي التفاعلي "حقي وحقك" الذي يجوب مناطق عدة بالمملكة، أنه يروي للجمهور حكايات مجتمعية درامية تتطرق إلى التعنيف والاستغلال، بالوقت الذي يختتم فيه "الاسكيتش" والمشهد على عبارة سؤال الجمهور "شو أعمل احكولي؟".
السؤال الذي يجيء قاصدا إشراك الحضور في بعض المشاهد من خلال تغيير مسرى القضية وإيجاد حلول للموضوع المطروح؛ فجر في كل مرة مشهدا قصصيا وحكايات وأوجاعا مر بها البعض وشاهدوها وأحيانا صمت عنها وقرر خلال المسرحية الحديث عنها.
ولكون العرض جاء لطلبة جامعيين لديهم نسبة وعي كافية، أخذ النقاش التوعوي منحى يصب في خانة الخلاص من العنف وعمالة الأطفال واستغلال طاقات البشر تحت بند "التجارة بالبشر" إلى جانب تأكيد أهمية منع الزواج المبكر.
أما الفنانة ريم سعادة فاعتبرت أن دور المسرح "التفاعلي" ومسرحية "حقي وحقك" هو الدور الحقيقي للفنان والفن في التفاعل مع الجمهور والناس. وأضافت سعادة أن الفنانة مصطفى نزلت من "العلبة المسرحية" (الخشبة) إلى الحراك الاجتماعي والناس خلال عرض قضايا تمسهم وتقريب وجهات النظر من خلال المناقشة ومحاولة إيجاد الحلول بعد كل "مشهد".
وبينت سعادة أن الفن والمسرح التفاعلي والقرب من الجمهور هو ما يجب أن يكون، ليظل المسرح قريبا من هموم الأفراد ويسمع منهم ويقدم النتيجة المرجوة مباشرة.
في حين ذهبت مصطفى، في تصريح إلى "الغد"، أن "المسرح التفاعلي" الذي تشارك فيه منذ سنوات ويتم حاليا بالتعاون مع جمعية تضامن، هو مسرح من الناس وإلى الناس، لأنه لا يعتمد على وجود خشبة مسرح أو تقنيات صوتية أو سينوغرافيا، وركيزته الأساسية الممثل وأداؤه وتفاعله مع الحضور.
وهو خطاب السهل الممتنع، كما تبين، والذي لا يحتاج إلى تعقيد اللغة أو ترميزها، لأن العمل يعتمد على فئات مهمشة لديها مشاكل في المجتمع، ولأن طبيعة العمل تعتمد على الارتجال مع الجمهور ومشاركته في اللعبة المسرحية، بحيث يكون متلقيا إيجابيا لا سلبيا.
وأضافت مصطفى "إن الممثل في مثل هذه المشاريع يعمل على الجانب الإنساني، ويهدف إلى التنمية المستدامة التي لها أثر إيجابي بشراكة مجتمعية مع المؤسسات التي تنفذ برامجها في تلك المناطق".
ويكون مسرح التفاعل، وفق مصطفى، أقرب إلى (السايكو دراما)، وهو "نوع من أنواع العلاج النفسي الذي يجمع بين الدراما كنوع من أنواع الفنون وعلم النفس، وتكمن فعاليتها في مساعدة الشخص على تفريغ مشاعره وانفعالاته من خلال أداء أدوار تمثيلية لها علاقة بالمواقف التي يعايشها حاضراً أو عايشها في الماضي".
لذا يجد الجمهور نفسه متورطا في اللعبة المسرحية بدون أن يشعر، بحسب مصطفى، وتكسر لديه حاجز الصمت أو الخوف أو الخجل من طرح قضيته أمام الملأ فيشترك بالقضية لإيجاد الحلول معا. وتشتغل مصطفى على المسرح التفاعلي متناولة قضايا متعددة تتعلق بالجانب الاجتماعي، ومنها ضعف القراءة لدى الأطفال، كما تناولت قضايا حقوق الطفل مثل حقه في التعليم، إلى جانب تناول قضية الانتماء والمواطنة، كما تعد مبادرة "بساط الحكايا" تطبيقا للمسرح التفاعلي بالتعاون مع مديرية الثقافة بأمانة عمان.
ويشار إلى أن مصطفى درست تصميم أزياء وتصاميم داخلية العام 1994، واحترفت التمثيل وقدمت العديد من الأدوار المميزة ونالت عنها جوائز أهمها؛ التحكيم الخاصة كأفضل ممثلة دور ثان في مهرجان المسرح الأردني 1996 عن مسرحية "كإنك يا بو زيد". وأفضل ممثلة في مهرجان الرقة الأول 2006 عن مسرحية "يا مسافر وحدك"، وأفضل ممثلة في مهرجان المسرح الأردني 2009 عن مسرحية "صباح ومسا".

[email protected]

smoukhall @