حكم صيام مرضى السكري في جميع فئاتهم

مسجد الملك عبد الله الأول بمنطقة العبدلي - (تصوير: محمد مغايضة
مسجد الملك عبد الله الأول بمنطقة العبدلي - (تصوير: محمد مغايضة

عمان- تم تصنيف مرضى السكري طبياً إلى أربع فئات على النحو الآتي:
الفئة الأولى: المرضى ذوو الاحتمالات الكبيرة جداً للمضاعفات الخطيرة بصورة مؤكدة طبياً وتتميز أوضاعهم بحالة أو أكثر مما يأتي:اضافة اعلان
• حدوث هبوط السكر الشديد خلال الأشهر الثلاثة التي تسبق شهر رمضان.
• المرضى الذين يتكرر لديهم هبوط وارتفاع السكر بالدم.
• المرضى المصابون بحالة (فقدان الإحساس بهبوط السكر)، وهي حالة تصيب بعض مرضى السكري، وخصوصا من النوع الأول الذين تتكرر لديهم حالات هبوط السكر الشديد ولمدّة طويلة.
• المرضى المعروفون بصعوبة السيطرة على السكري لمدّة طويلة.
• حدوث مضاعفة (الحماض السكري الكيتوني) أو مضاعفة (الغيبوبة السكرية) خلال الشهور الثلاثة التي تسبق شهر رمضان.
• السكري من النوع الأول.
• الأمراض الحادة الأخرى المرافقة للسكري.
• مرضى السكري الذين يمارسون مضطرين أعمالاً بدنية شاقة.
• مرضى السكري الذين يجري لهم غسيل كلى.
• المرأة المصابة بالسكري أثناء الحمل.
الفئة الثانية: المرضى ذوو الاحتمالات الكبيرة نسبيا للمضاعفات نتيجة الصيام والتي يغلب على ظن الأطباء وقوعها، وتتمثل أوضاعهم المرضية بحالة أو أكثر مما يأتي:
• الذين يعانون من ارتفاع السكر في الدم كأن يكون المعدل (180-300) مغم/دسل، (10ملم-16.5ملم) ونسبة الهيموغلوبين المتراكم (المتسكر) التي تجاوز 10 %.
• المصابون بقصور كلوي.
• المصابون باعتلال الشرايين الكبيرة (كأمراض القلب والشرايين).
• الذين يسكنون وحدهم ويعالجون بواسطة حقن الانسولين أو العقارات الخافضة للسكر عن طريق تحفيز الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس.
• الذين يعانون من أمراض أخرى تضيف أخطارا إضافية عليهم.
• كبار السن المصابون بأمراض أخرى.
• المرضى الذين يتلقون علاجات تؤثر في العقل.
حكم الفئتين الأولى والثانية
حالات هاتين الفئتين مبنية على التأكد من حصول الضرر البالغ أو غلبة الظن بحصوله بحسب ما يقدره الطبيب الثقة المختص، فيتعين شرعا على المريض الذي تنطبق عليه إحدى الحالات الواردة فيهما أن يفطر ولا يجوز له الصيام، درءاً للضرر عن نفسه.
كما يتعين على الطبيب المعالج أن يبين لهم خطورة الصيام عليهم، والاحتمالات الكبيرة لإصابتهم بمضاعفات قد تكون -في غالب الظن- خطيرة على صحتهم أو حياتهم.
وعلى الطبيب أن يستنفد الإجراءات الطبية المناسبة التي تُمكّن المريض من الصوم بدون تعرضه للضرر.
تطبق أحكام الفطر في رمضان لعذر المرض على أصحاب الفئتين الأولى والثانية، ومن صام مع تضرره بالصيام فإنه يأثم مع صحة صومه.
الفئة الثالثة: المرضى ذوو الاحتمالات المتوسطة للتعرض للمضاعفات نتيجة الصيام، ويشمل ذلك مرضى السكري ذوي الحالات المستقرة والمسيطر عليها بالعلاجات المناسبة الخافضة للسكر التي تحفز خلايا البنكرياس المنتجة للإنسولين.
الفئة الرابعة: المرضى ذوو الاحتمالات المنخفضة للتعرض للمضاعفات نتيجة الصيام، ويشمل ذلك مرضى السكري ذوي الحالات المستقرة والمسيطر عليها بمجرد الحمية أو بتناول العلاجات الخافضة للسكر التي لا تحفز خلايا البنكرياس للإنسولين بل تزيد فاعلية الإنسولين الموجود لديهم.
حكم الفئتين الثالثة والرابعة
لا يجوز لمرضى هاتين الفئتين الإفطار؛ لأن المعطيات الطبية لا تشير إلى احتمال مضاعفات ضارة بصحتهم وحياتهم، بل إن الكثير منهم قد يستفيد من الصيام.
وعلى الطبيب الالتزام بهذا الحكم وأن يقدر العلاج المناسب لكل حالة على حدة.
لذا ينصح مريض السكري بمراجعة طبيبة المعالج قبل الصيام، فهو الذي يقرر له ذلك ويرشده لما فيه مصلحته.
حكم صيام مريض السكري إذا نصحه الطبيب بالإفطار
نسبة كبيرة من مرضى السكري الذين ينصحون بعدم الصيام، لا يتقيدون بذلك ويصِّرون على الصيام، رغم النصح الطبي، وذلك لأسباب روحية ونفسية واجتماعية.
فإذا صام مريض السكري بعد نصح الطبيب له بالإفطار، صيامه صحيح مع الكراهة عند العلماء، وقال الحنابلة: "إذا تحمل من جاز له الفطر بالمرض وصام كره له ذلك، لإضراره بنفسه، وتركه تخفيف الله تعالى، ورُخَصِه المطلوب إتيانها"، وجاء في قرار المجمع الفقهي الإسلامي السابق: "من صام مع تضرره بالصيام فإنه يأثم مع صحة صومه".

إعداد الدكتور رائد محمود الشوابكة
عضو جمعية رابطة علماء الأردن