العنصرية من أبشع الآفات التي تؤذي الحياة الإنسانية لأنها تدمر الجوانب الإيجابية في حياتنا، وهي في الرياضة جانب مظلم يتعارض مع أهم أهدافها وهي المساواة.
لقد انتشرت العنصرية في العديد من الرياضات إلا أنها كانت واضحة أكثر في لعبة كرة القدم خاصة في الملاعب الأوروبية، وتصدرت إيطاليا البداية عندما أطلق الجمهور هتافات مسيئة للاعبين السود ونعتهم بعبارات عنصرية، ورفع بعض اللافتات عليها عبارات ورموز عنصرية قبل وأثناء مباريات الموسم الكروي، ما اضطر الإتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" إلى عقد مؤتمر لذلك العام 2000، واعتبر العنصرية بلاء مروعا سائدا في العالم.
كما أصدر "الفيفا" وثيقة دعت كل الاتحادات الكروية وكل منظمي مباريات كرة القدم، إلى فرض لوائح تمنع كل من يشتبه بأنه منخرط في أعمال عنصرية أو عنف من دخول الملاعب، وطرد أي مشجع تصدر عنه إساءة من المباريات.
كلمتي اليوم عن حكم مكسيكي دخل في اضراب مفتوح عن الطعام، بعد أن فشل في اقناع الاتحاد المكسيكي لكرة القدم لإرجاعه إلى سلك التحكيم، بعد أن أبعده عن التحكيم لأسباب عنصرية حسب حديثه.
لقد ذكر هذا الحكم المكسيكي الذي يدعى أداليد ماغاندا، أنه استبعد عن التحكيم لأندية الدرجة الأولى لأنه أسود البشرة.
وقد تقدم بشكوى اتهم فيها رئيس لجنة الحكام في المكسيك ارثور بريزيو بممارسة العنصرية ضده حيث نعته بالخادم الأسود.
قال الحكم أنا لا أبحث عن المال لكنني أبحث عن العدالة.. أريد أن يعيدوا لي ما انتزعوه مني بسبب العنصرية.
لقد أقام خيمة على أبواب اتحاد المكسيك لكرة القدم مرددا باستمرار بأن ما يقوم به هدفه الكرامة.. وأكد بأنه سيواصل إضرابه عن الطعام ويحمل مسؤولية ما يحصل له بعد ذلك إلى الإتحاد المكسيكي لكرة القدم.
إنها برأيي مأساة إن كان ما يقوله دقيقا، لأن لجان الحكام يجب أن تعتمد المساواة والعدالة والحياد والنزاهة في تعاملها مع الحكام، من دون النظر إلى اللون والدين واللغة والجنس وغيرها.
نعود لنقول إن العنصرية بلاء كبير نحمد الله لأنه لم ينتشر في بلادنا العربية.