حكومة الاحتلال: التنسيق الأمني مجمّد ووزراء يهددون السلطة الفلسطينية

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس -(أرشيفية)
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس -(أرشيفية)

 برهوم جرايسي

الناصرة- قالت مصادر في حكومة الاحتلال الاسرائيلي، إن التنسيق الأمني مع السلطة الوطنية الفلسطينية مجمّد، منذ إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وقف كافة الاتصالات. وقال وزير الحرب أفيغدور ليبرمان، إن إسرائيل ستعرف كيف تتدبر أمورها من دون التنسيق. وأطلق وزراء الاحتلال ورئيسهم بنيامين نتنياهو التهديدات على ضوء استمرار مقاومة اجراءات الاحتلال في القدس، وعلى خلفية مقتل ثلاثة مستوطنين. في حين بيّنت معلومات صدرت أمس، أن نتنياهو هو أول من دعا الى نصب الأبواب الإلكترونية عند بوابات الأقصى.اضافة اعلان
وقال المحلل العسكري لموقع "والا" الإخباري، آفي سخاروف، إن التنسيق الأمني مجمد فعليا منذ أن أعلن أبو مازن وقف كافة الاتصالات، وأنه ليس واضحا لإسرائيل الى متى سيستمر التجميد. وقال إن التنسيق لم يتوقف منذ أكثر من عقد من الزمن، منذ انتخاب أبو مازن لمنصبه. وأضاف، أن الغضب الكبير في القيادة الفلسطينية نابع من أن حكومة الاحتلال لم تلتزم بما أعلن نتنياهو في محادثة مع ابو مازن، بأنه لن يتم تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف.
من ناحيته قال وزير الحرب أفيغدور ليبرمان في مقابلة صحفية، ردا على سؤال حول قرار وقف التنسيق، "إن هذا قرارهم هم، فالمسألة ليست التنسيق وإنما الاحتياجات الإسرائيلية. وبموجب الاحتياجات الإسرائيلية، فإن هذا يجب أن يكون احتياجا فلسطينيا أيضا، وإذا لم يرغبوا في الاستمرار، فلا يفعلوا، فهذا قرارهم، ونحن لسنا معنيين بالركض وراءهم، أو اتخاذ موقف بهذا الشأن، فنحن سنرتب أمورنا أيضا في واقع كهذا".
وقال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو في كلمتين له أمس، الأولى في اجتماع لوزراء حزب "الليكود"، والثانية في جلسة حكومته العادية، إنه يجري مشاورات متشعبة ويتم اتخاذ القرارات بأعصاب باردة. وقال إن الأبواب الالكترونية عند بوابات الأقصى، ستبقى طالما رأت الشرطة أنها حاجة لها. وتبين من تقرير لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية على موقعها في شبكة الانترنت، إن نتنياهو هو أول من طلب وضع الابواب الالكترونية على مداخل المسجد الاقصى، بعد ساعات قليلة من العملية التي وقعت في باحات المسجد، يوم الجمعة 14 الشهر الجاري.
وقالت جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية، إن جيش الاحتلال، وجهاز المخابرات العامة "الشاباك"، اعترضا على وضع الابواب الالكترونية، إلا أن الغالبية في الطاقم الوزاري المقلص للشؤون العسكرية والسياسية، دعم موقف الشرطة، الذي يصر على بقاء الأبواب.
ودعم هذا الموقف، وزير ما يسمى "الأمن الداخلي" غلعاد أردان الذي قال، إن الشرطة قالت إن الأبواب الالكترونية، هي الوسيلة الأكثر نجاعة بحوزتها. وأضاف في مقابلة صحفية، مع موقع "واينت" التابع لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، إن القضية ليست الأبواب، بل هو صراع على السيادة، وعلى عدم تقبل الفلسطينيين للسيادة الإسرائيلية في منطقة الحرم القدسي الشريف، التي يسميها الاحتلال، "منطقة جبل الهيكل" المزعوم.
وبشأن العملية في مستوطنة حاميش، التي أسفرت عن مقتل ثلاثة مستوطنين، قال نتنياهو، إن أجهزة الاحتلال ستعمل بالسرعة الممكنة، لتدمير بيت منفذ العملية، مساء يوم الجمعة الماضي. وفي هذه القضية، قال وزير الحرب أفيغدور ليبرمان، إنه يطلب تطبيق حكم الإعدام على منفذ العملية، واضاف، إن ما يثير غضبنا، هو أن أبو مازن، لم يستنكر مقتل المستوطنين الثلاثة. واضاف، إن هناك من يرى بأبو مازن "مقاتلا من أجل الحرية"، ولكن ما يجب استيعابه هو أن أبو مازن ليس شريكا، وهو لا يسعى للسلام، فهو يسعى لإرهاقنا، لتفتينا من الداخل، وضرب مكانة دولة إسرائيل في الحلبة الدولية، وقد شهدنا مشاريع القرارات التي يبادرون لها في اليونيسكو، وغيرها من القرارات المستحيلة ضد إسرائيل، وضد التراث اليهودي، وكل هذا يجب أن نأخذ في حساباتنا".
وشن ليبرمان هجوما على أعضاء الكنيست العرب في كتلة "القائمة المشتركة"، زاعما أنهم يحرضون على تفجير الأوضاع، وقال عنهم إنهم أخطر على إسرائيل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي. وسبقه بذلك الوزير غلعاد أردان، الذي قال يوم الجمعة، إنه يجب ان تكون معالجة خاصة للنواب العرب، على أثر تواجدهم بين الجماهير في شوارع القدس، في يوم جمعة الغضب.
كما شن ليبرمان هجوما على الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية (الجناح الشمالي) وهو الجناح الذي حظرته إسرائيل في خريف العام 2015. وقال إنه يفكر بفرض الاعتقال الإداري على الشيخ صلاح. في حين دعا وزير المخابرات يسرائيل كاتس، الى اصدار أمر لطرد الشيخ صلاح من الوطن، بزعم التحريض.
ورد الشيخ رائد صلاح في بيان أصدره أمس قائلا، إنه تحريض لا يعنيه، ولا يحرك فيه شيئا. وقال إن "حالة الهستيريا المنفلتة من قبل العنصرية الإسرائيلية والتي نشهدها هذه الأيام، تغولت بتحريضاتها وكان هو من بين من طالتهم هذه التحريضات وهذه العنصرية". وتابع قائلا، "أنا لا أخاف كل هذه الجوقة على اختلاف الأسماء والتخصصات التي تضمها، ولا أخاف كاتس بشكل خاص، وأقول حرّض كما تشاء، أطلق سهام عنصريتك كما تشاء، فقلتها ولا زلت أقولها إنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون".