حكومة الحرب

 ألوف بن هارتس

لقد أقام بنيامين نتنياهو أمس حكومة الحرب، التي ستقود اسرائيل الى المواجهة مع ايران. وهو لم يخف نواياه، بإعلانه عن أن الهدف الأول في سموه لحكومته القادمة سيكون منع السلاح النووي عن إيران. التحالف مع افيغدور ليبرمان يشتت المعارضة الداخلية للحرب. بعد الانتخابات، سيتمكن نتنياهو من الادعاء بانه حصل على تفويض من الشعب للعمل وفقا لتفكره. وسيجد الوزراء وكبار قادة جهاز الأمن صعوبة في الاختلاف معه. من الان فصاعدا، التجند الأميركي وحده كفيل بان يعرقل، او يحبط، الامر بالاقلاع لسلاح الجو. اضافة اعلان
وتنكر نتنياهو أمس نهائيا لمحاولاته عرض نفسه كرجل وسط، كزعيم رسمي ومعتدل. القناع الذي وضعه على وجهه عشية الانتخابات السابقة القي به الى سلة القمامة نهائيا. مع ليبرمان كنائب للملك وولي للعهد، وجنوده في الاماكن البارزة في القائمة، الليكود سيكون حزبا يمينيا متطرفا، عدوانيا وكارها للاجانب، يتباهى بالعزلة الدولية لإسرائيل ويرى في الجماهير العربية عدوا داخليا وخطرا على الدولة.
وتذكر انعطافة نتنياهو بالتغيير الذي اجتازه مؤسس الليكود، مناحيم بيغن، بعد اعادة انتخابه في العام 1981. في حكومة بيغن الأولى كان هناك موشيه ديان وعيزر فايتسمان اللذان قادا المفاوضات لاتفاق السلام مع مصر. في حكومته الثانية، كانت الشخصيتان المركزيتان وزير الأمن اريئيل شارون ورئيس الاركان رفائيل ايتان، وقادا مع بيغن إسرائيل الى حرب المصيبة في لبنان.
نتنياهو يعد الآن تحولا مشابها. في حكومته المنصرفة كان ايهود باراك، دان مريدور وبنيامين بيغن، ممن روجوا لسياسة خارجية معتدلة وعرضوا على العالم وجه سواء العقل. اما في الحكومة القادمة فانهم سيختفون او سيحيدون، وسيفقد نتنياهو مظهر الاعتدال في الليكود. وهو سيدفع نحو سياسة خارجية ذات نزعة قوة، ولن يتمكن من الادعاء بان "وزير الخارجية لا يمثل مواقف الحكومة"، مثلم درج على التنكر لليبرمان في الولاية الحالية، كلما هاجم وزير الخارجية علنا أبو مازن، تركيا، او أي دولة اخرى أثارت حفيظته.
وسيبدو التحول ايضا في السياسة الداخلية. مريدور وبيغن، الى جانب ميخائيل ايتان ورؤوفين ريفلين، كافحوا في الحكومة المنصرفة في سبيل وجود ديمقراطية ليبرالية، تحترم حقوق الانسان والاقليات، في وجه ضغوط ليبرمان ونتنياهو ومقربيهما (ويعقوب نئمان على رأسهم) لاقامة دولة قومية مع حكومة كلية القدرة. والآن فقد تحطمت الكوابح والتوازنات. نتنياهو يدمج الليكود، الحزب الذي تميز بالديمقراطية الداخلية، بالانتخابات  التمهيدية وبالمؤسسات، مع قائمة الدمى للديكتاتور ليبرمان.
التوحيد بين الليكود ويسرائيل بيتينو نبع من الضعف، ويوجد فيه ايضا فرصة. فهو يلزم أحزاب اليسار والوسط والعمل على رأسها، على عرض بديل ايديولوجي وعملي لحكومة الحرب. امام الليكود – بيتنا، لا يعد ممكنا لشيلي يحيموفيتش أن تحيط مواقفها السياسية بالغموض، أو ان تغمز للشراكة في الائتلاف القادم. وإذ يعرض ليبرمان في الجبهة، فقد منح نتنياهو اليسار خصما للكفاح ضده ولرص صفوف المعسكر الليبرالي، سوى العقل والمعتدل في الجمهور الإسرائيلي ضده. وفي هذه الاثناء، فان باراك، مريدور، بيغن وايتان ملزمون بالاستقالة فورا من الحكومة، والا تغريهم الفتات التي سيعرضها عليهم نتنياهو كي يعطوه شهادة التسويغ الجماهيرية والدولية.