حكومة بلا أمل

أسرة التحرير هآرتس

من السهل السخرية من حملة وزارة الاعلام والشتات لتسويق إسرائيل والتي تستهدف منح الإسرائيليين "الذين ملوا رؤية كيف نعرض نحن في العالم "الادوات لتغيير الصورة". عرض الاراء المسبقة للجمل والمنقل، والتفاصيل الدقيقة للانجازات التافهة، تبدو كبث معاد لافلام قصيرة من الستينيات وليس كحملة علاقات عامة من القرن الـ 21. ولكن الحملة الجديدة مقلقة أكثر مما هي سخيفة. "حملة تسويق إسرائيل" تكشف النقاب عن فكر حكومة نتنياهو: ادعاء بالحق بلا حدود، عداء أبدي للعالم العربي والاسلامي، اعتبار الفلسطينيين غزاة ومحرضين، والتزام بتنمية المستوطنات. ومحظور ان نرى فيها مجرد حيلة، او محاولة لتبرير الوجود الزائد لوزارة الاعلام. هكذا تريد الحكومة ان يفهم مواطنوها دولتهم وان يعرضوها في العالم.

اضافة اعلان

موقع الانترنت لـ "تسويق اسرائيل" يتوقف عند جمال يهودا والسامرة، وعند الانجازات العظيمة للمشروع الاستيطاني، ويوجه نحو مواقع المجالس المحلية في المناطق. وتحذر زارة الاعلام من اخلاء المستوطنات ومن الانسحاب من سلسلة الجبال مما سيجعل إسرائيل هدفا للصواريخ ويعرضها للغزو. القرى والبلدات الفلسطينية ليست جزءا من هذا المشهد. والسلطة الفلسطينية تعرض كآلة تحريض تسعى الى تصفية إسرائيل، وتزيف المعطيات الديمغرافية، ويقف على رأسها يقف ناكر للكارثة. ورغم ذلك، فان وزارة الاعلام توصي: "قولوا بثقة ان إسرائيل لن تفقد ابدا الامل في السلام".

لا يمكن تسوية هذه الرسائل مع الدعوة المنسية لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، "دولتين للشعبين"، او مع اقتراحاته لاستئناف المفاوضات. هل نتنياهو حقا يريد ان يتحدث مع محرضين وناكرين للكارثة؟ وهل سيتحدث عن انسحاب ترى حكومته أنه يعرض إسرائيل للخطر؟

حملة "تسويق إسرائيل" تكشف الوجه المزدوج للحكومة ورئيسها بكامل حدته. ولكن الاخطر من ذلك، أنه ليس في الحملة أمل في تغيير الواقع وحل النزاع الإسرائيلي – العربي، وهناك فقط اعتقاد عديم الاحتمال بان "التسويق" سيؤدي بالاسرة الدولية الى هجر الفلسطينيين ودعم المستوطنين. هذا النهج يجب ان يثير قلقا عميقا لدى كل إسرائيلي (مل رؤية كيف نُعرض في العالم).