حكومة بيبي – ليبرمان

23-1

مايا بنغل

معاريف

بعد أن تبدد غبار الحرب، في غزة بدت صورة عكرة للخراب والدمار، فإن الصورة السياسية بالذات تظهر واضحة: حسب استطلاع "معاريف/ تلسيكر" إذا ما جرت الانتخابات اليوم فإن بنيامين نتنياهو سينتخب ليكون رئيس الوزراء القادم.

اضافة اعلان

ولكن هذه ليست أخبارا جديدة حيال الأخبار العاصفة. ففي اثناء الحرب كان السؤال الكبير من سينتصر في الاستطلاعات – باراك، ليفني أم بيبي – أما الان فيتضح أن المنتصر الأكبر هو بالذات افيغدور ليبرمان. فإذا كانت الاستطلاعات تنبأت له حتى اليوم بحكومة بيبي فمن الآن فصاعدا ينبغي القول حكومة بيبي – ليبرمان.

شعبية "إسرائيل بيتنا" ارتفعت في الشهر الأخير باستمرار وتصميم، واليوم يحصل الحزب على 16 مقعدا. قبل أسبوع حصل على 14، وفي الانتخابات الأخيرة 11 فقط. بتعبير آخر، إسرائيل بيتنا لم تعد حزبا للروس وحدهم، ولا حتى حزبا يمينيا متطرفا. 16 مقعدا هذا يعني أنه بات يمين – وسط. إذا واصل ليبرمان الصعود بهذه الوتيرة، فإنه كفيل بأن يقف على رأس الحزب الثالث في حجمه في الكنيست القادمة.

واقع كهذا في اليوم التالي للانتخابات يعقد الأمور لحزب العمل. إذا كان باراك اعتقد بأنه بعد القتال في غزة لن يكون بوسعه أن يترك أمتعته في المكتب في وزارة الحرب، فإننا نوصيه بتهوية الحقائب؛ إذا انتهى ليبرمان في الانتخابات القادمة كحزب ثالث أو الى نتيجة مشابهة كنتيجة العمل فإن اوفير بينس، شيلي يحيموفتش وايتان كابل سيسحبون العمل الى المعارضة. فبين أولئك وبين فؤاد، سمحون، بوجي سيدور صراع عنيد في أساسه مسألة أن يكون الحزب (خارج الحكومة القادمة) أم لا يكون.

ومع أن الجمهور يمنح باراك ثقة كبيرة على أدائه في الحرب (72.7 في المائة راضون عنه)، ولكنه لا يرى فيه مرشحا لرئاسة الوزراء. والآن، عندما يكون ليبرمان ينفخ في قذالته ويلتصق به فحتى منصب وزير الحرب ليس مضمونا له. إذا كان باراك معنيا بالعودة الى السباق، كما يزعم البعض، فإن الفرصة الوحيدة له هي أن يعرض على الجمهور بديلا سلطويا ويعلن: لن نجلس في حكومة بيبي – ليبرمان.

وليفني؟ فقدت ستة مقاعد في الشهر الأخير. هذا هبوط. بيبي تجاوزها في جولة شارع غزة زاوية الكنيست (28 ليكود، 24 كديما). في الأسبوعين والنصف المتبقيين حتى الانتخابات سيكون من الصعب على كاديما أن يردم هذه الفجوة. وإذا لم يكن هذا بكاف، فإن الفجوة الواسعة بين كتلة اليسار وكتلة اليمين لا تترك مجالا للشك إذا كانت قبل الحرب تعادل (60: 60)، فإن كتلة اليمين اليوم تسبق بخمسة مقاعد. بيبي حقق كتلة مانعة.

ونصيحة لميرتس: ارتفاع ليبرمان في الاستطلاعات يوفر لحزب اليسار فرصة لمرة واحدة لنفض الغبار عن الحملة المراوحة في المكان التي يديرها، وأن يسأل الجمهور من يفضل كوجه للدولة: ايفات أم جومز.