حكومة خفيفة العقل

هآرتس

أسرة التحرير

11/8/2010

شهادتا رئيس الوزراء ووزير الدفاع أمام لجنة تيركل تثيران القلق العميق. بوصفهما طريقة اتخاذ القرارات التي سبقت السيطرة على الأسطول التركي الى غزة، كشفت الشهادتان نقاط خلل خطيرة في تفكير وجدية المداولات في شؤون أمنية وسياسية حساسة. الشبهات التي ثارت فور العملية، تأكدت بكامل حدتها في الشهادتين.

اضافة اعلان

نتنياهو شهد بان الحصار البحري على غزة فرض في وقت حملة "رصاص مصبوب" بقرار من وزير الدفاع، الذي على ما يبدو اطلع رئيس الوزراء، ايهود اولمرت، في حينه على ذلك. حسب نتنياهو، لم يجرِ بحث في محفل أوسع على الحصار واثاره. وعندما تعاظمت الضغوط والتهديدات لكسر الحصار، حاولت الحكومة العمل بقنوات دبلوماسية لاحباط الأسطول من تركيا، وعندما فشلت المساعي السياسية توجهت الى السيطرة على السفن بالقوة.

حسب نتنياهو، فان الاعتبار الاساس الذي وجهه في قراراته لفتح بوابات غزة كانت صورة إسرائيل في وسائل الاعلام الدولية. اما معاناة السكان الفلسطينيين فلم تقف أمام ناظريه، باستثناء القول العام بان "لا توجد أزمة انسانية" في القطاع. بذات الروح، ركزت جلسة "السباعية" قبل السيطرة على الاسطول "على مضاعفات الاثر الاتصالاتي"، على حد تعبير نتنياهو. وهو يذكر نقاشا سطحيا: "تلقيت عدة افكار، وجهت عدة توجيهات، ولكن لم ندخل في نقاش في تفاصيل العملية".

وعرض باراك رواية مختلفة تماما، لدرجة انه من الصعب التصديق بان الرجلين شاركا في ذات النقاش. حسب وزير الدفاع، الوزراء والموظفون ناقشوا التفاصيل، طرحوا اسئلة جدية واعربوا عن تخوفهم من التورط: "لم يكن هناك وضع لم يفهم فيه الناس ما هو الوضع". واثنى باراك على القيادة السياسية والقى بالمسؤولية عن الخلل على الجيش، مثلما ألقى نتنياهو المسؤولية على وزير الدفاع.

خير فعلت لجنة تيركل إذ لم تكتف بالتفويض الضيق الذي حصلت عليه من نتنياهو وباراك وقررت أن تفحص ايضا جودة قراراتهما. التضاربات الجوهرية بين الشهادتين، ومحاولتا رئيس الوزراء ووزير الدفاع دحرجة المسؤولية عنهما الى الاسفل، تدل على ان شيئا ما جذريا يتضعضع في القيادة. مهم أن تعمل اللجنة على استيضاح الامور حتى نهايتها واستخلاص الدروس التي تقلص خطر اشتعالات مشابهة في المستقبل.