حلف المخادعين

Untitled-1
Untitled-1

هآرتس

بقلم: الوف بن

21/4/2020

اضافة اعلان

بني غانتس وقع أمس على كتاب البراءة العلني لبنيامين نتنياهو. هذا هو معنى الاتفاق الائتلافي بين أزرق أبيض والليكود. بموافقته على أن يشغل منصب ولي العهد لنتنياهو، أوضح غانتس للجمهور بأن تهم الفساد الخطيرة لرئيس الحكومة لا تهمه. وليس لديه أي تحفظ قيمي أو مبدئي أو غيره من التعاون مع متهم بتلقي الرشوة والخداع وخيانة الأمانة، الذي يسعى إلى تقويض الديمقراطية.
من ناحية غانتس الصورة معكوسة. لوائح الاتهام ضد نتنياهو ليست مشكلة، بل فرصة، تمنحه احتمالية الوصول إلى قيادة الدولة بعد سنة ونصف وربما أقل من ذلك، اذا مرض نتنياهو أو استقال. غانتس لم يأت إلى السياسة من اجل الدفع قدما بمبادئ وقيم، بل كمسار للتقدم: من جندي إلى رئيس اركان للجيش، والآن وزير دفاع ورئيس حكومة بملابس مدنية. هذا ما يضمنه له الاتفاق، لقد فضل التوقيع مع نتنياهو على جولة انتخابات رابعة – في فترة الكورونا. فقد قدر بأنه اذا كان هناك فقط احتمال بسيط بأن يتم التناوب، فانه أكبر من احتمال قيام ازرق ابيض بتشكيل حكومة بدون نتنياهو.
غانتس يعتقد بالتأكيد بأنه ضبط نتنياهو في حالة ضعف وأخذ منه صفقة أحلام: كابنت خاص وفيتو مشترك على أي قرار وتناوب بدون تصويت آخر في الكنيست وجملة وزارات ومراكز حكومية. تشكيلة لجنة تعيين القضاة لا تهمه مثلما تهم رجال اليمين وهو لن يجد صعوبة في أن يساوم على مواقع القوة القضائية واعطائها لنتنياهو مقابل عدد من الكراسي واللجان. هذا هو جوهر الصفقة: نتنياهو يريد التملص من محاكمته وغانتس يريد تكريم الدولة ودلال رسمي.
شعار "اسرائيل قبل كل شيء" الذي هو شعار غانتس يجب تغييره إلى شعار "اسرائيل بعد كل شيء". بدلا من خطة تعافي حيوية لدولة في ازمة حصلنا على وثيقة من شخصين انتهازيين ينشغلان بتوزيع الغنائم السياسية، من لجان الكنيست وحتى منصب السفير في كامبيرا. المواضيع الجوهرية – الازمة الاقتصادية ومكافحة الكورونا والمشكلات الاجتماعية وحتى العلاقات الخارجية – سيتم نقلها إلى اللجان أو إلى طواقم صياغة. فترة الطواريء ستمدد بنصف سنة وبعد ذلك ستمدد مرة تلو الاخرى، حسب ما يريد الحكام.
ايضا الضم في الضفة الغربية، جوهر ايديولوجية كتلة اليمين، ذكر من وراء اليد، ويبدو أنه مثل لغم ادخله نتنياهو إلى الاتفاق كمحطة خروج منه، وليس كتعهد ثابت. وفي الاصل توقيت الضم ومجاله سيتم تحديدها حسب مصالح الرئيس ترامب وحملته لاعادة انتخابه، وليس في نقاشات بين ممثلي الليكود وممثلي أزرق أبيض.
المصوتون لغانتس لم ينتبهوا إلى أنهم يعطون أصواتهم لقوة الانقاذ التي ستبقي نتنياهو في الحكم وتمنح الشرعية لاعمال فساده وتهديداته على الديمقراطية. ولكن هذا كان خيار غانتس. الحديث لا يدور هنا عن محبة، بل عن تحالف بين مخادعين، المتهم بتلقي الرشوة وسارق الأصوات. وهكذا ايضا سيظهر العمل المشترك بينهما. كل طرف سيحاول اصطياد منشقين من المعسكر الآخر من اجل تحقيق أغلبية في التصويت، كل طرف سيغرد ويسرب بقدر استطاعته ضد شريكه – خصمه، وكل طرف سيحاول الغاء الاتفاق من مركز تفوق. العداء بين نتنياهو وغانتس لم ينته مع توقيع الاتفاق، فقط سيرتدي صورة جديدة.