حلمي.. مدرب متخصص في تصعيد فرقه إلى مصاف الكبار

المدير الفني لفريق الشباب البحريني إبراهيم حلمي - (من المصدر)
المدير الفني لفريق الشباب البحريني إبراهيم حلمي - (من المصدر)
مهند جويلس عمان – يواصل المدرب الوطني إبراهيم حلمي ممارسة هوايته في بناء الفرق الكروية وصناعة الإنجازات برفقتها، ليتخطى الحدود مؤخرا، وينجز مهمته مع فريق الشباب البحريني بنجاح واقتدار. وبعد أن قام حلمي ببناء فرق من الصفر، والعمل معها في بطولات دوري الدرجة الأولى محليا، تطلع حلمي إلى تحقيق إنجاز خارجي بالطريقة ذاتها، نم خلال الإشراف على تدريب فرق في دوري درجة معينة، وتحقيق الإنجاز برفقته من خلال صعوده للدوري الأعلى منه. وقام مدرب الشباب البحريني حاليا بتصعيد عدة فرق محلية من درجة لأخرى، بدءا مع نادي الوحدة من الدرجة الثانية إلى الأولى، مرورا بأندية اليرموك والسلط ومعان والبقعة التي قادها للتأهل إلى دوري المحترفين خلال السنوات الماضية، حيث أصبح أكثر المدربين المرغوبين لدى الأندية الباحثة عن الظهور للمرة الأولى بين الكبار. ويستحق حلمي تسليط الضوء عليه من قبل الأندية المحلية والمنتخبات الوطنية، والاستفادة من خبراته التدريبية الواسعة، ومنحه الفرصة الكافية للعمل والنجاح، وهو ما تحقق مع 6 فرق مختلفة بمواسم متتالية. ويعد حلمي أحد المحاضرين الآسيويين في عالم التدريب، وذلك بعد حصوله على شهادة التدريب الـ”برو” في وقت سابق، وإشرافه على دورات التدريب المختلفة الذي يقيمها اتحاد الكرة المحلي خلال السنوات الماضية، ومهد الطريق للعديد من الأشخاص الذين اقتحموا عالم التدريب بقوة. وخاض حلمي لغاية اللحظة مع فريقه في دوري الدرجة الثانية البحريني 15 مباراة، حقق الفوز في 10 منها، دون أن يتعرض فريقه للهزيمة على الإطلاق بأقوى خط هجومي ودفاعي في البطولة، مع تسجيل أعلى نتيجة بالبطولة (7-0 على حساب التضامن)، مع تبقي 3 جولات لحسم اللقب وتصدره للترتيب برصيد 32 نقطة، متقدما بنقطة واحدة عن ملاحقه فريق البحرين. ويتواجد مع حلمي في الجهاز الفني، مدرب اللياقة البدنية فراس الخوالدة، إلى جانب اللاعبين زكي أبو ليلى ومحمود مشعل، اللذين نجحا أيضا في إضافة هذا الإنجاز إلى سيرتهم الذاتية. حلمي مدربا للشباب البحريني.. “العقباوية” من دون تدريب منذ 14 يوما وبين حلمي في حديث خاص لـ “الغد”، أنه وفور فسخ عقده مع فريق البقعة في الموسم الماضي، عرض عليه وكيل أعماله فرصة التدريب في البحرين بالدرجة الأولى، من خلال فريق الشباب الذي يبحث في خطة مدتها 3 أعوام لضمان التأهل لدوري المحترفين والثبات فيه. وقال: “لم أتردد في اتخاذ القرار والموافقة على العرض البحريني رغم عدم وجود مردود مالي ضخم، إلا أنني أردت أن أحقق إنجازا خارجيا، وخوض تجربة بعيدة عن الدوري المحلي، وطلبت مني الإدارة البناء في الموسم الأول، والتأهل في الثاني لدوري المحترفين، والثبات في الموسم الثالث، إلا أنني وقعت على عقد مدته موسم واحد فقط، وقبلت التحدي”. وكشف حلمي عن أن النادي لم يشكل عليه أي ضغط خلال بطولة الدوري، ومنحه الصلاحية كاملة من أجل اختيار العناصر وطريقة اللعب الذي يفضلها وتطبيقها على الفريق، مع ضرورة تدعيم صفوف الفريق بلاعبين من الفئات العمرية للنادي، مشيرا إلى أن الاحتراف في البحرين يختلف بصورة كبيرة عن الاحتراف المطبق في الدوري المحلي، من قبل إدارات الأندية والاتحاد والبنية التحتية وغيرها من الأطراف. وأضاف: “بدأت المهمة من خلال خوض أكثر من مباراة ودية قبل انطلاق بطولة الدوري، واستقطبت 4 لاعبين أجانب لصفوف الفريق ومنهم هداف الدوري المهاجم السنغالي ديمبا، علما بأن الاتحاد البحريني يمنح الأندية صلاحية جلب لاعبين أجانب بعدد أكبر، وطبقت طريقة اللعب التي أفضلها، تعتبر الأفضل برسم تكتيكي مكون من 3-4-3”. ولفت حلمي إلى أن اختيار لاعبين محليين من فريق شباب العقبة هما مشعل وأبو ليلى، جاء نتيجة حاجته لعناصر تتمتع ببنية جسدية مميزة، في ظل وجود لاعبين كثر في الفريق دون سن الـ20، موضحا بأن مشعل كان من أعمدة الفريق، وقام بتسجيل أكثر من هدف وصناعة العديد منها في المباريات الرسمية. وأشار إلى أن الدوري البحريني للدرجة الأولى أفضل بمراحل من دوري الأولى المحلي، لوجود لاعبين أجانب بكثرة من جهة، إضافة إلى خوض المباريات وتدريبات الفرق على ملاعب عشبية، التي اعتبر أنها تساعد على تطور مستوى اللاعب في حال استمراره باللعب عليها. وواصل: “حققنا انتصارات مهمة في بطولة كأس الاتحاد البحريني وخلال المباريات الودية، وإقامة الدوري بنظام الذهاب والإياب دون وجود فرق هابطة لدوري أدنى سهل من مهمتي مع الفريق، وعانيت في البداية من عدم استقرار بالنتائج مع الفريق لعدم معرفتي بطبيعة لاعبي الفرق المنافسة، لأحقق إنجازا مميزا مع فريق أراد العودة لصفوف المحترفين بعد غياب لأكثر من عام، والنادي في طريقه لإقامة تكريم لي وللفريق بعد هذا الإنجاز الذي تحقق نهاية الأسبوع الماضي”. وأكد حلمي بأنه تلقى عدة عروض من فرق بحرينية في دوري الأولى من أجل الإشراف على قيادة الفريق في الموسم المقبل، إلا أنه سيمنح الأولوية لفريق الشباب في حال الاستمرار بالبحرين، لتدريب الفريق الموسم المقبل في دوري “ناصر بن حمد”، مبينا بأنه تلقى عرضا من فريق محلي قبل عدة أسابيع لتدريبه قبل انطلاق الدوري أمس، إلا أنه فضل البقاء على رأس القيادة الفنية للشباب. واستطرد: “عشنا أجواء صعبة في البداية بسبب عامل الرطوبة وارتفاع درجات الحرارة، ولكن الفريق لم يتأثر بأي إصابة خلال الموسم من خلال العمل الدؤوب الذي قام به الخوالدة مع اللاعبين بتجهيزهم بدنيا بصورة ممتازة، كما أشكر رئيس النادي ميرزا أحمد ومدير الكرة محمد عباس على تعاونهما المطلق معي لنجاح المنظومة”. وتحدث حلمي عن أنه كان قريبا من تسلم قيادة منتخب الشباب، وذلك بعد أن قابل الدائرة الفنية في الاتحاد المكونة من أليكس والمدرب القدير عيسى الترك، وعلي شهاب وستيفاني النبر، إلا أنه اعتذر عن ذلك بسبب تلقيه عرض رسمي من نادي الشباب. وعن بطولة دوري المحترفين، قال حلمي إن فرصة الحسين إربد بالفوز باللقب واردة، في ظل تعاقد الفريق مع كوكبة من النجوم المحلية والأجنبية، إلا أنه حذر من تواجد عدد كبير من النجوم في فريق واحد، وما قد يتحول إلى نقمة على الفريق، في حال لم يتم التعامل معها بحنكة من قبل المدرب أمجد أبو طعيمة، كما رشح الوحدات وراء الحسين إربد، ثم الفيصلي. واستكمل: “أرى بأن فرق المقدمة الوحدات والفيصلي والرمثا استنزفت طاقاتها بشكل كبير بعد المشاركة في بطولتي الدرع و”القدس والكرامة”، وخوض المباريات على ملاعب “الترتان” عمل على إصابة عدة لاعبين في الفترة الماضية”، مبينا بأن الرمثا يمتلك عناصر شابة قادرة على المضي بعيدا، بعد نشوة الفوز بلقب “السوبر” مؤخرا. ويرى حلمي بأن اعتماد جميع الفرق المحلية على المدرب الوطني في الموسم الحالي، جاء لأسباب مالية في البداية، مع تمنياته بعدم اللجوء للمدرب المحلي عند فشل الأجنبي أو الدخول في ضائقة مالية، مؤكدا بأن المدرب المحلي يستحق الفرصة والبيئة الخصبة دون تدخلات إدارية، نظير النجاحات المتميزة الذي يحققها مؤخرا، مثل المدرب عبد الله أبو زمع الذي نجح في الكويت ولبنان، إضافة إلى مدرب الفيصلي محمود الحديد الذي نجح في اعتلاء منصات التتويج مرتين في فترة قصيرة. وتمنى حلمي من اتحاد الكرة، منح المدربين المحليين الاهتمام الأكبر، وإرسالهم إلى القارة الأوروبية من أجل المعايشة مع المدربين الأجانب، للاستفادة من خبراتهم وتقدمهم في علم التدريب، ما سيعمل على تطوير الكرة المحلية. وعن منتخب النشامى، شدد حلمي على ضرورة المنافسة على بطولة كأس آسيا المقبلة، بعد اجتياز التصفيات في شهر حزيران (يونيو) المقبل، نظرا لوجود عدد كبير من النجوم القادرة على إزعاج منتخبات القارة. وأكد على دور المدرب العراقي عدنان حمد الذي نجح في الفترة الماضية مع “النشامى” في تحسن المستوى والنتائج، إضافة إلى توجهيه للاعبين بالاحتراف في الدوريات العربية والأجنبية، متمنيا استمرار نجاحه مع المنتخب الوطني في تحقيق إنجاز تاريخي للكرة الأردنية طال انتظاره لسنوات عديدة.اضافة اعلان