حماس تهدد الاحتلال: الضم لن يمر

عواصم - قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس الجمعة، إنّ تهديد كتائب الشهيد عز الدين القسام- الجناح العسكري للحركة- عن تبعات مخطط الضم الإسرائيلي لنحو ثُلث مساحة الضفة الغربية المحتلة "سيترجم واقعا"اضافة اعلان
وأكد عضو المكتب السياسي لحماس صلاح البردويل، خلال تظاهرة حاشدة رفضا لمخطط الضم الإسرائيلي في خانيونس جنوبي قطاع غزة، أن جريمة الضم لن تمر، مُحذرا من أن "الاحتلال يفتح على نفسه بهذه الخطوة بابا جديدا للصراع"
وشدد أنه "على العدو أن يفهم أنه يتعامل مع شعب عنيد لا يتراجع ولا يستكين أو يرتهب (..)، وسينتصر نهاية المطاف؛ وعليه أن يعي أيضا أن كلام القسام بالأمس سيترجم واقعا".
وأشار إلى أن "الصراع مع الاحتلال ليس صراعا بالقطعة أو مجزأ أو صراع حدود، بل صراعا وجوديا؛ فإما نحن أو هذا الكيان".
وأضاف "لا مكان للأخير (الاحتلال ) على أرضنا، ولا نفرط بأي ذرة من فلسطين من بحرها إلى نهرها".
ولفت البردويل إلى أن "حماس لا تستهين بهذا الحدث الجلل (الضم)، لذلك تخرج في مسيرة خان يونس الحاشدة، ضمن سلسلة فعاليات لتقول: "لا للضم ومشاريع الاحتلال التصفوية"، وأن (حماس) لن تقف مكتوفة الأيدي مع بقية أبناء الشعب الفلسطيني".
وتخطط حكومة الاحتلال لضم أكثر من 130 مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن الذي يمتد بين بحيرة طبريا والبحر الميت، ما يمثل أكثر من 30 % من مساحة الضفة، إلى "إسرائيل" مطلع يونيو(حزيران) المقبل.
إلى ذلك، طالب سياسيون اسبان وأعضاء في البرلمان الاسباني، ووزراء سابقون، حكومة بلادهم برفض عملية الضم الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية، والتهديد بأنه لن يمر دون عواقب وخيمة. وأعربوا في رسالة وجهت إلى وزيرة خارجية اسبانيا أرنشا غونثالث، عن قلقهم الشديد من مشروع الضم الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وأعربوا عن تأييدهم لموقف الممثل الأعلى للسياسات الخارجية للإتحاد الأوروبي جوزيف بوريل الذي حذر إسرائيل بأنه "لن تتم خطة الضم بشكل عابر دون ردود أفعال"، ففي الواقع أن هذا القرار يمثل اختراقا كاملا للقانون الدولي ويهدد بشكل كبير المنظومة المتعدد الأطراف المبني على أسس ومؤسسات دولية.
وشددوا على ضرورة تصدي الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء قرار الضم ومواجهته، فعلى صعيد مؤتمر وزراء الخارجية اتضح أن اغلبية قلقة بشأن الضم، لكن ظهر الاختلاف مع بعض الدول وهذا يشكل صعوبة في اتخاذ موقف مشترك على صعيد الاتحاد الأوروبي.
وطالبوا الحكومة الإسبانية بتبني الموقف الفرنسي، التي صرحت خلال مشاركتها في مجلس الأمن بشكل واضح وعلني موقفها اتجاه الضم الإسرائيلي، وحذرت أن ضم أي جزء من الأراضي الفلسطينية ستترتب عليه عواقب وخيمة على صعيد العلاقة بين فرنسا وإسرائيل.
في سياق متصل، تبنى البرلمان الفيدرالي البلجيكي، فجر أمس الجمعة، في جلسة كاملة، قرارا يطالب الحكومة البلجيكية بإدانة أي قرار تتخذه إسرئيل بضم أراض فلسطينية واتخاذ "إجراءات معاكسة" لهذا "الضم المخالف للقانون الدولي".
وصوت لصالح القرار، الذي قدمته مجموعة الخضر، 101 نائب من أصل 150، ولم يصوت ضده أحد، فيما امتنع 39 نائبا عن التصويت.
وطالب القرار الحكومة البلجيكية بأخذ زمام المبادرة، سويا مع الدول التي تشاركها مواقفها، وعلى الصعيد الأوروبي، لتحول دون تنفيذ إسرائيل لمخططها بضم أجزاء من الأرض الفلسطينية المحتلة.
كما طالب الحكومة بلعب دور قيادي على الصعيد الأوروبي لبلورة سلسلة من الإجراءات الفاعلة المناهضة للضم في حال أقدمت إسرائيل على تلك الخطوة.
وناشد البرلمان، الحكومة البلجيكية بأخذ ودعم المبادرات المناسبة في الأطر الدولية، خاصة مجلس الأمن والجمعية العامة، للتأكيد على الإجماع الدولي فيما يتعلق بالاحتكام للقانون الدولي ومرجعيات عملية السلام.
كما، أطلق رؤساء مقاطعتان وبلديتان فرنسيتان نداء لدعم القرى والبلدات الفلسطينية المهددة بالضم في مناطق الأغوار.
وجاء في النداء الذي وجهه رئيسا مقاطعتي لوار اتلانتيك، وفال دو مارن، ورئيسا بلديتي جانفيلييه، وألون، أن "الضم يعرض الفلسطينيين للخطر ويقوض أي جهد للسلام، وبالرغم من الادانات الدولية المتزايدة ضد هذه الخطة الا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما زال مستمراً وبشكل اعمى في مخططه اللا شرعي".
واعتبر مطلقو النداء الموجه لنظرائهم في المقاطعات والبلديات الأخرى "الضم غير مقبول بالنسبة للمسؤولين المنتخبين وللمواطنين الذين يتمتعون بالكرامة واحترام الذات البشرية، كما انه غير مقبول من الدولة الفرنسية ومن الأمم المتحدة اللتان عبرتا دوماً عن الرغبة في الاستناد الى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطين الحرة المستقلة، فيما تهزأ حكومة نتنياهو بكل الاتفاقيات والمواثيق الدولية. فالضم يضع حداً نهائياً لأي رغبة في تحقيق السلام العادل والدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين وسيؤسس لمجتمع قائم على التمييز والفصل العنصري".
وفي ذات السياق وجه سفير فلسطين لدى فرنسا سلمان الهرفي، رسائل شكر للموقعين على النداء، مشيداً بمبادرتهم الدالة على تمسكهم بالقانون الدولي وتضامنهم مع الشعب الفلسطيني في معركته من اجل تحقيق أهدافه الوطنية المشروعة في العودة وتقرير المصير وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
من جهتها، وصفت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، تسيبي ليفني، اعتزام إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية بأنه "خطأ تاريخي". وفي حوار مع شبكة "CNN" قالت ليفني بهذا الشأن: "اعتقد أن ضم نحو 30% من الضفة الغربية يعني الاستغناء عن السلام المأمول مستقبلا، واعتقد أن هذا ضد المصالح الإسرائيلية".
وأعربت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة عن إيمانها "بفكرة حل الدولتين والتعايش جنبا إلى جنب بسلام وأمن، وبأن القيام بهذه الخطوات أحادية الجانب (الضم) يعني بالحقيقة أن إسرائيل ستتجاوز وتتخطى نقطة اللاعودة، وهذا أمر ليس فقط لإسرائيل وبل وللفلسطينيين يعتبر خطأ تاريخيا ضخما".
من جانبه، حذر خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس المحتلة عكرمة صبري من أن استمرار الصمت وعدم كبح جماح الاحتلال الإسرائيلي سيزيد من تصعيده وتحقيق أطماعه في الاستيلاء على المسجد الأقصى وتحقيق مآربه بخطوات متسارعة.
وقال صبري في بيان وصل "صفا" نسخة عنه "إنه لا بد من لجم الاحتلال، ولا يكون ذلك إلا بالحراك الدبلوماسي والشعبي بشد الرحال إلى الأقصى رغم التضييق على المصليين".
وشدد على ضرورة شد المقدسيين الرحال والتواجد في ساحات الأقصى في كافة الأوقات، حتى يتمكنوا من حمايته من الاقتحامات اليومية.
وقال صبري "لا بد من إعمار الأقصى بالصلاة فيه، وهذا ما نأمله دائمًا من المقدسيين الذين اعتادوا دائما أن يكونوا حماة للأقصى في جميع الظروف والأوقات".
وأشار إلى أن الاحتلال يُحرض ويُشجع المستوطنين المقتحمين للأقصى، ويحاول أن يُخْلي المسلمين من المسار الذي يتحرك فيه المستوطنون من باب المغاربة إلى جهة باب الرحمة، "وهي خطوة عدوانية خطيرة".
وبين الشيخ عكرمة صبري أن الاحتلال يسعى لشل مهام حراس الأقصى الذين يتبعون لدائرة الأوقاف، مبيناً أن أي حارس يعترض على تجاوزات المستوطنين المقتحمين، فإنه يُعتقل ويُبعد".
وشارك عشرات آلاف المصلين في أداء صلاة ظهر الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، وسط قيود وانتشار مكثف لقوات الاحتلال الإسرائيلي في أنحاء البلدة القديمة وبوابات المسجد.
وأفادت دائرة الاوقاف الاسلامية، بأن 20 ألف مصل أدوا صلاة ظهر اليوم في الأقصى.
وأصيب 9 فلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، اليوم الجمعة، خلال قمع جيش الاحتلال مسيرة كفر قدوم الأسبوعية، المناهضة للاستيطان.
وأفاد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي لـ"وفا"، بأن جيش الاحتلال اقتحم البلدة عقب انطلاق مسيرة كفر قدوم، وأطلق وابلا من الرصاص المعدني وقنابل الغاز، ما أدى إلى إصابة 9 مواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالغاز المسيل للدموع.-(وكالات)