"حماية الصحفيين": مصادر المعلومات الحكومية سيطرت ورواية المصابين غابت

محمد الكيالي

عمان - كشف التقرير الشهري لرصد الإعلام الذي يصدره مركز حماية وحرية الصحفيين عن تراجع المواد التي تعتبر انتهاكا للخصوصية، مشيرا إلى أنه تم رصد 43 مادة مكررة في وسائل الإعلام توصف بأنها "انتهاك للخصوصية وبنسبة لم تتجاوز 6.3 % من إجمالي المواد التي تم رصدها في 10 وسائل إعلامية للفترة من 15 آذار (مارس) الماضي ولغاية 15 نيسان (ابريل) الماضي.اضافة اعلان
وخصص التقرير الذي صدر أمس لرصد وتوثيق وتحليل المواد الصحفية التي تناولت 3 محاور هي انتهاك الخصوصية، والعنف الأسري والمهمشين والفئات الأكثر عرضة للضرر من فيروس كورونا وقانون الدفاع والإجراءات الحكومية الوقائية التي رافقت تلك الجائحة.
وفيما يتعلق بتغطيات قضايا العنف الأسري أشار التقرير إلى أن وسائل الإعلام في عينة الرصد نشرت 25 مادة مكررة معظمها إخبارية عن قضايا العنف الأسري وبنسبة 3.6 % من أصل 687 مادة.
وحول تغطيات حقوق المهمشين والفئات الأكثر ضعفا وتضررا، قال التقرير إنها كانت الأعلى من بين المواد التي تم رصدها إذ بلغ عددها 338 مادة وبنسبة بلغت 49.2 %، مشيرا إلى أن هذه التغطيات ظلت محصورة في الجانب الإخباري استنادا إلى المصادر الحكومية بالدرجة الأولى، واعتمادا على ما نشرته بعض المؤسسات الأهلية والتطوعية، فيما بلغ عدد المواد المتعلقة بالقضايا الأخرى ذات العلاقة بأخبار الحكومة وبياناتها والإجراءات التي تتخذها 281 مادة وبنسبة 40.9 %.
ولفت إلى أن تغييب أصوات الفئات الأكثر عرضة للخطر والضرر أدى إلى "تقديم معلومات من طرف واحد، ولم تقدم رواية كاملة عن الحالات المصابة أو أماكن الانتشار إلا في حالات قليلة جدا تم فيها نشر تقارير استندت إلى روايات الناس لكنها لم تكن كافية لتغليب أصوات هؤلاء مقابل الصوت الحكومي الرسمي، ما أدى إلى عدم اكتمال وشمولية ما تقدمه وسائل الإعلام في عينة الرصد من معلومات".
ووفقا للتقرير فقد تم رصد 687 مادة، كانت حصة المواقع الالكترونية بالصحف الورقية الثلاث "الغد، الرأي والأنباط"، 364 مادة تمثل ما نسبته 53 % من إجمالي ما تم رصده، فيما بلغت حصة المواقع الإلكترونية الأخرى (عمون، جو 24، جفرا، سرايا، سواليف، البوصلة والسبيل) 323 مادة وبنسبة 47 %.
ووفقا للتقرير فقد أدى اعتماد وسائل الإعلام في عينة الرصد على المصادر الحكومية لاستقاء المعلومات إلى تزايد في مصداقية المصادر، في حين "أظهرت النتائج تحيزا كبيرا للرواية الرسمية الحكومية التي بدت مهيمنة تماما على مصادر المعلومات، في حين لم تقم وسائل الإعلام ببث معلومات أو مقابلات مع مصابين بفيروس كورونا، كما لم يسجل لأي وسيلة إعلامية منح مساحة لمن تماثلوا للشفاء من المرض أو المصابين بالفيروس غائبة عن التغطيات".
ومن حيث الموضوعية فقد "ظلت محكومة لمعطيات ما تقوم الحكومة ببثه من معلومات، ما أدى إلى هيمنة الرواية الواحدة ما أبقى شرط الموضوعية غير مكتمل، ما أدى إلى خلل في اشتراطات الاكتمال والشمولية في التغطيات، كما أن اشتراطات الدقة والعمق والمتابعة ظلت رهينة للرواية الرسمية، أو رواية الطرف الواحد أو المصدر المهيمن".
ووفقا لنتائج التقرير سجلت وسائل الإعلام في عينة الرصد اعتمادا طاغيا على المصادر المعرفة وبنسبة بلغت 99.1 % تمثل 681 مادة من إجمالي المواد (687)، وهي أعلى نسبة يتم تسجيلها منذ انطلاق مشروع الرصد في شهر حزيران (يونيو) العام 2019، في حين بلغت نسبة المواد التي اعتمدت على المصادر المجهولة 0.9 % تمثل 6 مواد فقط من أصل 687 مادة.
وعزا فريق الرصد السبب الرئيس في ارتفاع نسبة الاعتماد على المصادر المعرفة الى الحظر وحصر المعلومات وتداولها وبثها بجهات حكومية محددة، ما أدى إلى اعتماد وسائل الإعلام على ما يصدر من الجهات الرسمية ذات العلاقة، فضلا عن "أحكام قانون الدفاع التي تمنح صلاحيات واسعة للحكومة، في رصد وتعقب أية معلومات أو إشاعات تنشر في وسائل الإعلام من شأنها أن تمثل تهديدا أو خطرا على المجتمع في ظل وباء كورونا، ما دفع بوسائل الإعلام للالتزام بما يصدر عن الجهات الرسمية من معلومات وإعادة بثها".
وأوضح التقرير أن إجمالي المواد التي اعتمدت وسائل الإعلام فيها على تعددية المصادر بلغ 43 مادة تمثل ما نسبته 6.2 %، فيما بلغ عدد المواد التي اعتمدت على تعددية الآراء 41 مادة وبنسبة 6 %.
وبين التقرير أن مشكلة التغطيات القانونية والحقوقية ظهرت في أدنى مستوياتها كالعادة إذ بلغ عددها 14 مادة وبنسبة بلغت 2 %، لافتاً الى أن المعالجة والقانونية والحقوقية من أبرز وأهم ما يتوجب على وسائل الإعلام تقديمه للجمهور في القضايا التي تحتاج لمثل تلك المعالجات لأجل توضيح الموقف القانوني والحقوقي لتلك القضايا وعلاقتها ومدى تأثيرها في الجمهور وفي حقوقه.
وأكد التقرير أن وسائل الإعلام اعتمدت على التغطية الخبرية بنسبة عالية جدا بلغت 79.8 % وتمثل 548 مادة من أصل 687 مادة، فيما بلغ عدد التقارير 49 تقريرا بنسبة 7.1 %، كما بلغ عدد المقالات التي تناولت الحديث عن وباء كورونا لدى عينة الرصد 90 مقالا وبنسبة 13.1 % جاءت الحصة الأعلى في جريدة الغد 64 مقالا تمثل ما نسبته 71.1 % من إجمالي المقالات التي تم رصدها وتوثيقها، بينما لم يسجل أي تصريح صحفي خاص بوسائل الإعلام في عينة الرصد.