حمية "الكيتو".. فوائد ومضار

Untitled-1
Untitled-1

عمان - الغد - ريجيم الكيتو هو نظام يعتمد على تناول الدهون مقابل التقليل من تناول الكربوهيدرات؛ حيث إن تخفيض تناول الكربوهيدرات واستبدالها بالدهون سيساعد بصورة أكبر في عملية الحرق.اضافة اعلان
تدور فكرة هذا الريجيم حول تقليل الكربوهيدرات بنسبة كبيرة، بحيث تقل عن 50 غم في اليوم، وبعد مرور أيام قليلة على اتباع هذا النظام لن يجد الجسم الوقود الذي يحتاجه من كمية السكر في الدم التي توفرها الكربوهيدرات عادة. وهذا ما يضع الجسم في حالة استقلابية تسمى الحالة الكيتونية، أو الخلونية (الكيتوزية).
وبالتالي يبدأ الجسم في الاستعانة بالدهون والبروتين للحصول على الطاقة التي يحتاجها، فيحرق كم أكبر من الدهون المخزنة، وهكذا يفقد الجسم نسبة كبيرة من الدهون.
ولكن لا ينصح باتباع هذا الريجيم إلا تحت إشراف طبي ولفترات وجيزة حتى لا يؤثر على الصحة بشكل سلبي.
المسموح والممنوع في ريجيم الكيتو
يمكن تناول الدهون الصحية الموجودة في اللحوم الحمراء، الدواجن، البيض والأسماك، كما يسمح النظام بتناول الزبدة وأنواع الجبن المختلفة، ولكن بنسب محدودة، إضافة إلى الخضروات منخفضة الكربوهيدرات كالخضروات الورقية مثل الملفوف والسبانخ. وكذلك يمكن تناول المكسرات وإضافة زيت الزيتون أو زيت جوز الهند للطعام.
وفي المقابل، يمنع النظام تناول الأرز، المعكرونة، القمح، الذرة، البطاطا، السكريات مثل: الحلوى، المشروبات الغازية، العصائر غير الطبيعية، الفواكه بجميع أشكالها بما فيها المجففة والمعلبة، الآيس كريم، وغيرها.
لا يوجد حساب معين أو كمية للطعام الذي ينصح بتناوله خلال نظام الكيتو، فإن شعر بالجوع، يأكل ما يشتهي من الأصناف التي تم ذكرها سابقًا، ويتجنب الممنوعات.
ويفضل تقسيم الأطعمة على ثلاث وجبات، بحيث تتنوع كل وجبة وتحتوي على العناصر الغذائية المسموح بها.
ومع هذا النظام يجب شرب 8 أكواب ماء يوميًا، ويمكن أيضًا شرب الشاي والقهوة، ولكن دون إضافة السكر لهما.
أضرار ريجيم الكيتو
هناك مجموعة من الأضرار التي تلحق بمن يتبع هذا النظام، وتتمثل في:

  • الشعور بالإرهاق: وتحديدًا في الفترة الأولى من اتباع النظام، لأن الجسم يحاول التأقلم على مصدر الطاقة البديل، حيث يعتمد على الدهون بدلا من الكربوهيدرات، ولذلك ينصح بكثرة شرب الماء للتغلب على الشعور بالتعب.
  • الجوع سريعًا: وذلك بسبب الامتناع عن الأطعمة التي تحتوي على الألياف والقادرة على سد الجوع والشعور بالشبع لفترة أطول. لذلك ينصح بتناول الخضروات الورقية المسموحة في النظام.
  • مشاكل صحية أخرى: يزيد الإكثار من تناول الدهون من فرص الإصابة بأمراض القلب. ولتفادي هذا الأمر، يجب تحقيق التوازن بين الأطعمة المسموحة التي نتناولها على مدار اليوم، بحيث لا تزداد نسبة الدهون على البروتينات أو المواد الغذائية الأخرى في الوجبات الثلاث. كما يجب تناول الخضروات بشكل أساسي في كل وجبة مقابل تقليل كمية الدهون. لأن النظام الغذائي الكيتوني غني بالدهون، معتدل في نسبة البروتين، ومنخفض جدًا في نسبة الكربوهيدرات؛ بحيث تكون أقل من 50 غراما يوميا، وهو ما يخالف معظم توصيات التغذية الصحية العامة.
    نظم الحمية الكيتونية
  • النظام الكيتوني التقليدي، أو القياسي: يعتمد هذا النوع على انخفاض الكربوهيدرات بدرجة عالية، واعتدال نسبة البروتين، وارتفاع نسبة الدهون. وعادةً ما توزع نسب الاحتياجات اليومية إلى 70 % من الدهون، و20 % من البروتين، و10 % من الكربوهيدرات.
  • النظام الكيتوني الدوري: يتضمن هذا النظام زيادة نسبة تناول الكربوهيدرات لفترات معينة، مثل: اتباع الحمية الكيتونية لخمسة أيام، ثم يليها اتباع نظام غذائي ذي محتوى عالٍ من الكربوهيدرات ليومين فقط.
  • النظام الكيتوني المستهدف: يسمح هذا النظام الغذائي بزيادة كمية الكربوهيدرات الإضافية في أثناء فترات النشاط البدني المكثف فقط.
  • النظام الكيتوني عالي البروتين: يتضمن نسبة أعلى من البروتين، التي غالبًا ما تكون 35 % من البروتين، و60 % من الدهون، و5 % من الكربوهيدرات.
    فوائد الحمية الكيتونية وأضرارها
    الفوائد
    بدأ اتباع حمية الكيتو في العام 1924؛ لعلاج الصرع، ولكن اكتشفت لها فوائد أخرى لاحقًا، مثل: فقدان الوزن السريع، والتحكم في داء السكري من النوع الثاني، وتقليل الهيموجلوبين السكري، وجرعات الأدوية المخفضة لسكر الدم، وتقليل الدهون الثلاثية في الدم على نحو كبير.
    وطبقا للجمعية الأميركية للسكري، فقد أجريت دراسات للمقارنة بين نسبة الهيموجلوبين السكري لأفراد يتبعون حمية غذائية نمطها قلة الكربوهيدرات، مثل: الكيتو، وحمية أخرى نمطها زيادة الكربوهيدرات. وكانت النتيجة حدوث انخفاض في نسبة الهيموجلوبين السكري لدى أفراد الحمية منخفضة الكربوهيدرات، مقارنة بالحمية مرتفعة الكربوهيدرات لمدة تراوحت بين ثلاثة وستة أشهر فقط، لكن النسب كانت متساوية عندما أجريت الدراسة لمدة سنة، أو أكثر.
    كما أجريت دراسة أخرى للمقارنة بين نسبة الهيموجلوبين السكري لأفراد يتبعون حمية غذائية نمطها قلة الكربوهيدرات، مثل: الكيتو، وحمية أخرى نمطها قلة الدهون لمدة ستة أشهر. وكانت النتيجة حدوث انخفاض في نسبة الهيموجلوبين السكري لدى أفراد الحمية منخفضة الكربوهيدرات، مقارنة بالحمية منخفضة الدهون.
    وإضافة إلى ذلك، هناك مخاطر صحية قصيرة الأجل، وطويلة الأجل لجميع الأشخاص الذين يتبعون الحمية الكيتونية. ومن بعض مخاطرها الصحية قصيرة المدى: أعراض تشبه الانفلونزا، مثل: اضطرابات المعدة، والصداع، والتعب ونوبات الدوار، وهذا ما يسمى (انفلونزا كيتو).
    إن الإقلال من تناول الخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة الغنية بالألياف، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالإمساك. وفي كثير من الأحيان، يجب على من يتبع حمية الكيتو تناول مكملات الألياف، ولكن ينبغي مناقشة هذا الأمر مع أحد مقدمي الرعاية الصحية. كما يمكن أن تزيد حمية الكيتو من إدرار البول، وتقلل بسرعة نسبة الجلوكوز في الدم؛ لذلك، فإن استشارة اختصاصي التغذية قبل بداية الحمية أمر ضروري؛ لمنع الجفاف، وتقليل جرعة الأنسولين، وأدوية السكر؛ لمنع حدوث انخفاض السكر في الدم.
    الاعتدال هو الأساس مع اتباع أي حمية غذائية طويلة الأجل، أما بالنسبة لحمية الكيتو فإن الدراسات أثبتت أن لها فوائد سريعة، مثل: نقصان الوزن على المدى القصير. ولكن من الممكن أن تزيد حمية الكيتو من معدل الإصابة بالمرض، والوفيات على المدى الطويل.
    لاتباع حمية غذائية مفيدة، وصحية للجسم، يجب استشارة اختصاصي التغذية؛ لإعداد برنامج يفيد في فقد الوزن بناءً على الاحتياج، والأهداف الصحية.
    الصيدلي إبراهيم علي أبورمان/ وزارة الصحة