حناوي.. تصاميم أزياء تحافظ على الهوية التراثية وتنقلها للعالمية

جانب من تصاميم هاما حناوي- (من المصدر)
جانب من تصاميم هاما حناوي- (من المصدر)

مجد جابر

عمان- وضعت مصممة الأزياء الأردنية، هاما حناوي، على عاتقها، مسؤولية الحفاظ على الهوية التراثية منذ سنوات، وكثفت جهودها لنقله للعالمية من خلال مشاركتها في عروض الأزياء العالمية.اضافة اعلان
وفي حوارها مع "الغد"، قالت حناوي: "قمت مؤخرا بجولة استغرقت ثلاثة أشهر في ولايات متعددة في الولايات المتحدة، تضمنت إعطاء محاضرات في أهم الجامعات الأميركية عن المرأة العربية وإنجازاتها، وعكس صورتها الحقيقية، بأنها امرأة منجزة قادرة على الوصول وتحقيق أحلامها والإبداع، وذلك من خلال عرض قصتها الشخصية، وأمثلة لقصص فتيات عربيات غيرها".
ومن خلال هذه المحاضرات، نقلت حناوي تاريخ القضية الفلسطينية وما يعانيه أبناء الشعب الفلسطيني من بطش ودمار، كما ذكرت موقف الشعب الأردني واحتضانه لعدد هائل من اللاجئين.
وأطلعت حناوي الحاضرين على الأزياء التراثية لكل مدينة ومنطقة في فلسطين، مبينة كيف يتعرض هذا التراث الأصيل للسرقة والتزييف ومحاولة الاحتلال نسبه إليه.
توصلت حناوي الى عقد شراكات مع جهات مختلفة، ومنها الشراكة بينها وبين جامعة وسكونسن، والتي قاما من خلالها بعمل استديو للفن، تم إنشاؤه بجهود أشخاص عدة في مخيم غزة، بحيث يعلم هذا الاستديو كل أنواع الفنون من قراءة، كتابة، رسم، تمثيل، رقص، ودبكة.
وتعلل التركيز على مخيم غزة تحديداً بقولها "هذا المخيم لا يسمح لسكانه بالعمل خارج المخيم، وعليه، جاءت فكرة "تعليم الحِرف" للأشخاص البالغين 15 عاما وما فوق، ومن هذه الحرف المفيدة: النجارة، الخياطة، الحدادة، وأي حرفة أخرى يمكن أن يتقنوها".
وتستعد "هاما فاشن" هذه الأوقات لعمل عرض للأزياء في ولاية "لوس أنجلوس"، وستشارك "كمتحدثة" أيضا، بجانب كل من ريما خلف، كارلوس لطوف، عمر زهر، ومجموعة كبيرة أخرى من المشاهير، لافتةً الى أنها ومن خلال هذا العرض ستقوم بعرض تشكيلتها الجديدة من الأزياء والتي ستكون مختلفة بعض الشيء عن السابقة.
تستهدف حناوي بهذه التشكيلة جمهور الأجانب بشكل أكبر، من أجل نشر أزيائها وتطريزاتها التراثية أمام الغرب، مما جعلها تغير بعض الشيء في التصاميم، وتذهب أكثر للتصميم العملي أكثر، وتكون نسبة التطريز في القطعة أقل، خصوصاً أنه تطريز يدوي كامل.
وتشير حناوي الى أنها اليوم ومن خلال هذه المجموعة، أضافت شيئا جديدا لم يسبق لأحد استخدامه، وهو تقنية "التطريز المفكك"، وفوقه تطريز يدوي، موضحة، يبدأ التطريز على القطعة واضح من بداية الرسمة، ومن ثم يقل تدريجياً حتى يتلاشى، وهو ما يعكس مفهوم الأرض التي لها تاريخ، ثم تسلب وتتلاشى هويتها مع مرور الوقت وبسبب وجود وغطرسة الاحتلال، بمعنى "التعبير عن جزء من قضيتنا العادلة".
وتضيف "هذه التقنية تأتي على قمصان متنوعة الأشكال، فمنها ذات الأكمام القصيرة أو الطويلة؛ بحيث تناسب كل الفتيات والمحجبات وغيرهن، ويتم ارتداؤها بأساليب مختلفة".
وتعتبر حناوي أن أهم شيء في هذه التشكيلة، هو أن القائمين على عمل هذه القطع هن سيدات "لاجئات"، مبينة "في نهاية عمل القطعة المطرزة، تقوم كل لاجئة بوضع عدد سنوات إقامتها كـ"لاجئة" في الأردن على القطعة ذاتها، من خلال علامة "X"، وتمثل خمس سنوات من حياتها، وهكذا، وتختار كل واحدة منهن لونا يمثلها على كل القمصان بحيث يكون مرتبطا بها ويدل عليها".
كذلك يتم استخدام هذا اللون على الموقع الالكتروني لـ"هاما فاشن"، بحيث تنشر قصة "اللاجئة"، ويذكر فيها كم عدد السنوات التي قضتها، وماذا فعلت.. وتفاصيل بسيطة، ليست خاصة جداً عن حياتها حفاظاً عليها، وتصبح كل قطعة مرتبطة باسم هذه "اللاجئة" حتى وقت طلب القطع عن الموقع. وتشير حناوي وفريقها، الى أنهم اليوم بدؤوا العمل مع أربع "لاجئات"، ويطمحون إلى الوصول الى 30 سيدة، مبينةً أن المشكلة التي تواجههم حالياً هي أن السيدات اللواتي يتقن مهنة التطريز يبحثن عن مهن أخرى أقل جهدا وتعبا وبمردود أكبر.
هذا الأمر، دفع حناوي لتقديم امتيازات لهؤلاء السيدات، من خلال زيادة القيمة الشرائية للقطعة، لتشجيعهن على العودة للتطريز اليدوي، بالإضافة الى تعزيزها فكرة أهمية هذا العمل وضرورته في نقل التراث والحفاظ عليه، من خلال القيام بتنظيم دورات "تطريز" تعلم أبناء الجيل الجديد.
وتتنوع التشكيلة الجديدة لأزياء حناوي، فمنها: قمصان، قطع لعروس الحناء وكتب الكتاب، أشكال مختلفة للبناطيل، وفساتين باللونين الأبيض والأحمر أو الأبيض والأسود، مبينةً أنها اعتمدت التصاميم اليومية العملية مع تخفيف التطريز، مما سيخفف من سعره ويزيد الإقبال عليه، وسيسهم في انتشاره بشكل أوسع.
إلا أنه في النهاية، لابد لكل قطعة أن تأخذ حقها وقيمتها، بحسب حناوي، خصوصاً وأنها تمر بمراحل عدة، فهناك أيد عاملة ومواصلات وأجور للسيدات. وتضيف حناوي، أنها وكوسيلة أخرى للتشجيع أطلقت في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، مسابقة لطلاب قسم التصميم في الجامعة الألمانية، تتضمن عمل تصميم يشكل صورة ونموذجا لكل الأردن بمعالمها السياحية وتاريخها وأشهر أطعمتها، والتصميم الذي يفوز يتم أخذه واعتماده على قطع الأزياء، بحيث يذكر اسم الفائزة الى جانب اسم "هاما" في التشكيلة الجديدة، وذلك بهدف تشجيع المصممين الجدد على الإبداع والابتكار.