حوارالغرباء بالاقتصاد

- سلام.. أدام الله علينا نعمة الأمن.
- السلام ورحمة من الله وبركات... هل تشعرُ بالأمان؟
- الارهاصاتُ كثيرة. نعلمُ أنّ الدين العام قد فاق الحدود، لكن أين المشكلة؟ فلقد تجاوزنا مثل هذه المواقف في الثمانينيات. في الواقع، طوال الوقت! إذن لا جديد.اضافة اعلان
-وما قصّة المشاريع التي لا تنجز، والترهّل وعقود الصُدفة؟ إنّه الفساد وهو بيت القصيد. أكاد الآن أشتمّ رائحة فساد.
- دعنا لا نتكلّم بما لا نفهم به. الوقائع على الأرض هي التي ستحكم. أولا، السوق صغيرة ولم تعد تكفي. كما ولم تقع أي حادثة فساد تستحق التهليل في السبع سنوات الماضية، وهذا مؤشّر. ديوان المُحاسبة موجود. و"الماليّة" على رأس الجميع. والقضاء "شغّال"؛ يناقش، يطارد، يحاسب، ويُعاقب. وعلاقتنا الدوليّة بأحسن حال. أترك فقط نظريّة المُؤامرة لتسعد.
- صحيح. أنا مُتفائل. سمعت أنه قد تم تحجيم "حيتان". أعلم عن بعض حالات. وما أخبار التحقيق في ملف البطيخ؟
- اتركك من هذاالموضوع، فلقد أصبح قديما، وهو أصلا شائك. ثم لا يوجد لأحد مصلحة. وهناك ملفات أهم وأصعب. نعم، لقد قضينا على بؤر مهمّة وسنُجفّف منابع مهمّة للتسرّب في الاقتصاد الوطني، كمّا ونوعاً.
- هذا عظيم.. هذا رائع. مُشكلة دافع الضريبة أنه لا يعرف "وين المصاري بتروح". وبالمناسبة، ولدي عمر مُحام، وقد تخصّص في هذا النوع من القضايا. "خليه في بالكم".
- لا داعي للمُحامين أوللقضايا. فنحن اليوم في عصر التفاوض. ثانيا، رضا الناس غاية لا تُدرك، ومهما عملنا فلن يرضى الجمهور. البعض يُريد كل شيء مجّانا فهل هذا معقول؟ ثمّ الكل يعرف بكل شيء ويفتي بكل شيء، فيشعر المتخصصون بالغربة. أيضا يا رفيق دروبي السابقة، ما أدراك أنت بالشأن الاقتصادي وبالخطّة الشاملة؟ في الواقع نصيحتي لك هي أن تبقى في دائرتك الانتخابيّة اليوم لأنّ الناس تحتاجك. وركّز! لأنّ التركيز مهم في العمل العام. وهي نصيحة مجرّب. ابعث لي السيرة الذاتية.
-عماذا كنّا نتحدّث؟
- لو كان الفقر رجلا لقتلته. نتحدث ُعن شبحي الفقر والبطالة اللذين سيلازماننا إن لم نتحرك بسرعة.
- إنها مدن الأشباح إذن! عماذا نتحدث؟
- عن "الربيع العربي".
- فهمت، ولكن لماذا ما يزالون فقراء، والشركات صغيرة والاقتصاد صغير، مع كل هذا الانفتاح؟
- من الفقير؟ يا رجل السياحة وحدها كنز مدفون ينتظر من ينبشه. نحن نعوم فوق مواردنا. الناس لا تريد أن تعمل. وهذا رأيي طوال الوقت! وأرجوك هذا التصريح ليس للنشر.
- لا تقلق. كيف شايف الرئيس الجديد؟
- رجل قوى نتوسّم فيه خيرا. والسؤال هو كيف سيتم الإنفاق؟ وعلى ماذا؟ الموضوع إداري مائة بالمائة، والله "يقويّه"؛ على كتفيه حمل ثقيل وتركة صعبة، وكلها مشاكل الإدارة المُستعصية؛ من تمويل وتأجيل وتوسيط وتمرير وتكرير وإشراف ومتابعة وتحصيل. ألا ترى؟ كلّها مشاكل إداريّة.
-عماذا نتكلّم؟
- عن الحاكميّة، وعن الترشيد، وعن مشاكل القطاع الخاص المُزمنة. القطاع الخاص لا يستجيب. تقوم الحكومة بالمستحيل بلا فائدة. سفينتكم تغرق. ورأس المال جبان.
- خسرتني هنا! لماذا الهجوم؟ وما دخل القطاع الخاص؟ القطاع العام مثل "قربة مخزوقة". بعضهم موظّفون أكفاء! لا يرون أبعد من يومهم.
- كفاكم! هذا شتم وذم وتحقير. التعاون بين القطاعين الخاص والعام هو الحل، ولا أحد يُعجبه العجب.
- حسنا! ومتى التعيينات الجديدة؟
- على الأبواب.
-ومتى الفرج؟
- قادم.
-بخاطرك.

* خبيرة في تكنولوجيا المعلومات