"حوار الحروف.. لغة الجمال والتاريخ" بجاليري "رؤى 32"

Untitled-1
Untitled-1

عمان-الغد- في إطار معرض "حوار الحروف" الذي ينظمه جاليري رؤى32، ضمن فعاليات مبادرة "ض"؛ إحدى مبادرات مؤسسة ولي العهد، أقيمت ندوة بمشاركة الفنانين فاروق لمبز، ومحمد أبو عزيز، وأستاذ النقد الجمالي بالجامعة الأردنية د. مازن عصفور، والفنان والناقد حسين نشوان.اضافة اعلان
استهلت الندوة بكلمة لمديرة الجاليري سعاد العيساوي، أعربت فيها عن شكرها لمبادرة "ض"، مؤكدة الرسالة السامية التي تحملها راية للاهتمام باللغة العربية، لافتة إلى أن الحرف العربي من أغنى الحروف العالمية ويتصل بلغة عميقة بالتاريخ، وأن ارتباط الحرف بالفن، هو إضافة للجمال على الجمال.
وفي الندوة التي أدارها الفنان والإعلامي رسمي الجراح، قدم الفنانان لمبز وأبو عزيز شهادتين حول تجربتيهما في اللوحة الحروفية.
أما د. عصفور ونشوان، فقد تناولا جماليات الخط العربي ممثلين على الأعمال التي اشتملها المعرض الذي شارك فيه 17 فنانا من أربع دول عربية.
وأشار لمبز لانتقالاته من اللوحة التقليدية الواقعية إلى الحروفية، مستفيدا من خبرته الجرافيكية، شارحا معالجاته وأسلوبه وتقنياته التي يستعملها لاشتغال العمل الفني. وعرض الفنان لمبز مجموعة من أعماله على "داتا شو" نفذها بالخط العربي، لافتا إلى المراحل التي قطعها بين الزخرفة والأرابيسك والتلوين واستعمال الظل والنور والنص المفتوح، مشيرا إلى تنويعه بين الخطوط والعبارات التي لا تقصد لذاتها بمقدار ما تعبر عن الجانب البصري الجمالي.
أما الفنان أبو عزيز فقد استعرض تجربته مع الخط، وهو بالأصل خطاط، لافتا إلى جملة من التجارب الجرافيتية التي نفذها في عمان، وأخرى جرافيكية زاوجت بين الخط والتجسيد.
وتوقف أبو عزيز عند تجربة الخط التي نفذها على الكتل الملحية ضمن مشروع "تقاسيم الملح" مع الفنان الفرنسي جون لو سوفيرزاك، واشتمل على أربعة وعشرين تخطيطاً على الملح أخذت عناوينها من مقولات لشخصيات ثقافية وروحية بارزة من الحضارتين العربية الإسلامية والغربية، ومن بينها: "النخلة أرض عربية"، (مظفر النواب)، "المرئي يفتح عيوننا على اللامرئي" (انا كساغور)، "الأزلية هي البحر ذاهباً إلى الشمس "(رامبو)، "المعرفة أول الطريق إلى المنفى" (مالكة مقدم)، "من أكثر من التفكير في العواقب جبن" (علي بن أبي طالب)، "في ضجيج فيض المياه الجارية على الأرض يرتعد ملح الأرض جميعه مستغرقاً في الرؤى "(سان جون بيرس)، "ربما أعطاك فمنعك" (ابن عطاء السكندري).
إلى ذلك، ألقى د. عصفور الضوء على تجربة الفنان لمبز، مشيرا إلى أنه يركز على جماليات الفن الإسلامي الذي يمتد فيه الضوء من المركز إلى الخارج، وبالتالي فإن الفنان لا يهتم للإطار لامتداد النص خارجه.
وقال "إن تجربة لمبز هي خروج على اللوحة التقليدية النهضوية التي تعنى بالعناصر الأساسية للمعايير الجمالية التي تتصل بالكتلة والخلفية والإطار"، مشيدا بتجربة الفنان.
أما نشوان فميز بين حرفة الخط واللوحة الحروفية، لافتا إلى أن أولى اللوحات الخطية كانت المعلقات التي وشيت نصوصها بماء الذهب، لافتا إلى أن اللوحة تمثل خروجا في الخط من البنائية الوظيفية إلى البنائية البصرية التي تقدم المفردة كشكل فني جمالي. ولفت إلى جماليات التوظيف الشكلي عند لمبز بين المربع والدائرة الذي يعد من المعايير الجمالية الذهبية. وفكرة الظلال والتدرجات اللونية بين الأزرق والنيلي واللازوردي والأصفر والأسود والفضي والذهبي تنطوي على رمزيات القداسة من جهة، ومن جهة أخرى تمركز الضوء الذي ينبعث إشعاعيا من مركز اللوحة لينتشر لأركان الأرض بحركتي السكون والحركة اللتين تظهرهما التموجات لحركة الحروف.
وقال "إن تلك التوالدات في لوحة لمبز تمثل ترددات لا نهائية تتواءم بين الشكل والمضمون في لا محدودية الكون كمكان، ولا نهائية الزمان في تردداته التي تبدأ من المركز وتنتهي إليه".
أما الحرف العربي، بالنسبة للفنان محمود طه، فيمثل "مدونة لحياة شعب" تؤصل بوعي بين التاريخ والواقع والفن، وتحتشد على أشكال متعددة ومتنوعة من المعاناة، "واستطعت أن أواجه الأحداث التاريخية والحياتية المتغيرة في مقاربة قضيتي والتعبير عنها".
وركز الفنان محمد أبو عزيز على فكرة الفضاء في اللوحة وامتدادات الحرف في الأفق للتعبير عن الهوية الثقافية والحضارية، مستفيدا من توظيف (الجملة) النص الشعري للربط بين الدال والمدلول.