حيل تستخدمها المطاعم لتجعلك تدفع المزيد من المال

الغد- لا يخفى على أحد أن المطاعم ما هي إلا مشروعات تجارية تهدف إلى الربح من عملائها، ولكن الأمر لا يقتصر على تحضير وتقديم الوجبات والمشروبات لزوارها فحسب، بل إن الأمر يمتد إلى تطبيق بعض الحيل والممارسات النفسية لزيادة أرباحها، لأن هدفها الأول أن يخرج الزائر بمعدة أكثر امتلاءً ومحفظة نقود أكثر فراغًا. لا تهدف المطاعم بهذه الحيل إلى إقناع ضيفها بشراء أمور لا يرغب بها، بل معرفة ما يريد أو ما يستطيع أن يتناوله وتوجيهه بشكل غير مباشر لاتخاذ قرار الشراء، وتعتمد المطاعم لتحقيق هذا الهدف على ثلاثة عناصر مهمة: النادل وقائمة الطعام والجو العام للمطعم كما ذكر تقرير للجزيرة نت. النادل يعد اختيار النادل الجيد أكثر عنصر مهم في المطعم، فهو الواجهة البشرية لكل ما يحدث بداخل المكان، يستطيع توجيه الضيف للقرارات التي يريده أن يتخذها، وفي هذا يعتمد على بعض الألاعيب النفسية المدروسة بالإضافة بالطبع لكونه يتمتع باللباقة الكافية. هذه اللباقة التي يجب على النادل أن يتمتع بالقدر الكافي منها، تدفع الضيف إلى الوثوق برأيه فيما سيتناوله، فيأخذ رأيه إن كان يجب عليه تناول هذا الصنف أم ذاك، وقد يضعه الضيف تحت الاختبار بتخييره بين وجبتين أحدهما أغلى من الأخرى، وغالبًا ما يختار النادل الوجبة الأرخص مما يجعل الضيف يثق في رأيه فيما هو قادم. يستغل النادل هذه الثقة في الاقتراح على الضيف عدة مقترحات، مثل اقتراح طبق مخصوص غير مذكور بالقائمة وإنما هو من القائمة السرية التي لا يعطيها لأي زائر، ويشجع الضيف على اختيار هذا الطبق بالتصريح أن هذه الوجبة لن تكون متوفرة لفترة طويلة، وبالطبع يتغافل عن ذكر سعر الوجبة أثناء شرحه لتفاصيلها. وهناك عدة طرق أخرى مختلفة لإقناع النادل عميله بدفع المزيد من النقود، مثل أن يقترح عليه تناول طبق جانبي كالبطاطس المحمرة أو المشروبات مع الطعام، أو إضافة طبق من السلطة للمائدة مشعرًا إياه بالذنب لعدم تناوله طعاما صحيا بشكل كاف، وإن كان الضيف اكتفى بطلب مشروبات بدون طلب طعام فإنه يتعمد المرور بجواره حاملًا أطباقًا شهية للضيوف في الموائد المجاورة محاولًا بذلك استمالته لطلب بعض الطعام. وبعد الانتهاء من تناول الوجبة قد لا تكون هناك رغبة في تناول الحلوى، لذا يحضر النادل للمائدة ويقوم بتخيير الضيوف بين طلب الحلوى أو مشروبات كإجراء يبدو روتينيًا، ولكنه يعلم أنهم غالبًا لن يستطيعوا تناول المزيد من الطعام وسيميلون إلى طلب مشروب، وهو الأمر الأفضل للمطعم حيث إنه يجني هامش ربح أكبر من المشروبات بحسب موقع "ذا ديلي ميل". وهناك بعض ضيوف المطاعم الذين تختلف معهم طريقة النادل في التعامل، فيقترح عليهم وجبتين إحداهما باهظة الثمن والأخرى أرخص، ويكرر أمامهم أكثر من مرة أن الوجبة الأرخص تعد عرضًا موفرًا للمال مستفزًا إياهم لطلب الصنف الأغلى ثمنًا، وتفلح هذه الحيلة غالبًا مع الضيوف الذين يبدو عليهم الثراء، والرجال الذين لا يزالوا في مرحلة التعارف على رفيقاتهم. قائمة الطعام تعد قائمة الطعام الخاصة بالمطعم دعاية مستمرة له، لذا فإن اختيار وتنظيم قائمة الطعام أمر له أولوية كبيرة وله العديد من الدراسات، فهو مؤثر على العقل اللاواعي للضيف، ويستغل مصممو قوائم الطعام بعض الأمور التي تجعل الضيف يطلب بعض الأصناف بدلًا من أخرى، مثل استغلال أن تكون هناك مساحات كبيرة فارغة في الورقة، فتنجذب العين تلقائيًا تجاه الوجبة المعروضة بعد هذا الفراغ. ذكر موقع "أم أس أن" (MSN) أن المطاعم تستغل احتياج الزائر أن يشعر بأنه استطاع الحصول على عرض مغر، بأن تعرض وجبة بسعر يبدو معقولًا مجاورة لوجبة مشابهة ولكنها مرتفعة الثمن، وغالبًا ما يختار الضيف الوجبة الأرخص وهو ما يريده المطعم بالضبط، لأن هذه الوجبة لها هامش ربح أعلى من الأخرى بالرغم من أنها أرخص ثمنًا، فيما يُعرف باسم "السعر المخادع". ولا تميل المطاعم لاستخدام توصيف مثل "الأكبر، الأفضل" وتستبدلها بشرح تفصيلي للأصناف واستخدام مصطلحات مثل "قُطفت يدويًا، منزلية الصنع" ويبدو أن هذه الطريقة يفضلها ضيوف المطاعم بالفعل، فقد وجدت دراسة قامت بها جامعة إلينوي الأميركية أن مبيعات المطاعم تزداد بنسبة 27% عند استخدام الشرح بهذه الطريقة. وتعتمد المطاعم كذلك في تنظيمها لقائمة الطعام الخاصة بها على عدم وضع علامة العملة النقدية بجانب السعر، وهذا لأنه يرتبط في الأذهان بإنفاق النقود، كما أن إبعاد سعر الطبق عن اسمه وتوصيفه يجعل السعر أمرًا ثانويًا في اختيار الوجبة. الجو العام يأتي بعد ذلك الجو العام في المطعم نفسه والقواعد التي يسير عليها، فكلما كانت الأطباق وأدوات المائدة المستخدمة ثقيلة الوزن شعر الضيف بأن الطعام المقدم له يستحق النقود التي دفعها فيها، وهذا بحسب الدراسة التي أجرتها جامعة أوكسفورد الأميركية. يضاف إلى هذا تفاعل ضيوف المطعم مع ما تسمعه آذانهم، وبالتجربة وُجد أن مرتادي المطاعم يميلون إلى إنفاق المزيد من النقود عندما يستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية، وهو عكس ما يحدث إن استمع لموسيقى البوب أو لم يستمع إلى أي شئ على الإطلاق، وهذا بحسب الدراسة التي أجرتها جامعة لستر البريطانية، وفسروا هذا الأمر بأنهم يشعرون وكأنهم أشخاص أغنى مما هم عليه بالفعل، فيميلون إلى تناول المزيد من الطعام أو طلب الوجبات ذات السعر الأعلى. وتميل كذلك بعض المطاعم إلى إكرام عملائها بتقديم مقبلات مجانية بسيطة قبل تجهيز الطلبات، فقد تبيّن أن هذا الأمر يجعل الضيف يشعر وكأنه مدين للمطعم ويجعله يطلب صنفًا أو اثنين لم يكن ينوي أن يطلبهما في الأساس.اضافة اعلان