خبراء: إيران والقضية الفلسطينية تثيران انقساما كأولوية لاستقرار المنطقة بين مشاركي "وارسو"

Iran
Iran

زايد الدخيل

عمان- حالة من الانقسام شهدها مؤتمر "وارسو" يفسرها خبراء بأن الولايات المتحدة وإسرائيل ودول عربية، ترى إيران كعدو في المنطقة، يجب وضع حد له في حين كان لمشاركين نظرة لأولوية بعيدة نوعا ما عن الملف الإيراني مفادها ضرورة ايجاد حل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي كأولوية في الشرق الأوسط الذي يعد أساس التوتر والتهديد وعدم الاستقرار في المنطقة.اضافة اعلان
تلك الحالة وصفها خبراء مطلعون على الشأن السياسي لمنطقة الشرق الاوسط في أحاديث لـ"الغد" ويرون أن الفريق الأول في مؤتمر وارسو يرى في إيران عدوا يسعى لتوسيع نفوذه في الشرق الأوسط عبر استغلال كل فرصة تواتيه لتحقيق ذلك.
وفي البيان الختامي لـ"وارسو" أول من أمس شددت الولايات المتحدة الأميركية وبولندا على ضرورة أن يؤسس المؤتمر والذي ينادي بـ"تشجيع الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط" لحالة من الاستقرار في المنطقة، دون إعلان عن تحالفات جديدة أو خطط للسلام في المنطقة.
وفى كلمته بالمؤتمر، دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إلى عهد جديد من التعاون في الشرق الأوسط، قائلا إنه لا يمكن لأي دولة أن تظل بمعزل عن التصدى للتحديات الإقليمية، مثل إيران وسورية واليمن، والسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ويقول وزير الخارجية الاسبق كامل أبو جابر ، على مدى أشهر طويلة سعت الإدارة الأميركية والإسرائيلية، إلى تكريس مواجهة التهديد الإيراني، كأولوية في الشرق الأوسط على حساب حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وبين أن الأميركيين اعتبروا الأولوية القصوى إقليمياً هي التصدي لإيران ونفوذها في المنطقة، في وقت حافظت الدبلوماسية الأردنية بوضوح وخلف الكواليس على أن الأولوية الأساسية ينبغي أن تكون عملية السلام والقضية الفلسطينية، بمعنى حسم الصراع والسماح بقيام دولة فلسطينية مستقلة.
وأضاف" رغم حجم المشكلات التي تعانيها منطقة الشرق الأوسط، كشف المؤتمر عن انقسامات قائمة في المعسكر الغربي، والتي يبدو أنها تتحول من سيئ إلى أسوأ وهو ما ظهر من خلال التمثيل الأوروبي في المشاركة، إذ لم تشارك من القوى الأوروبية بوزير الخارجية إلا بريطانيا".
من جهته يرى السفير السابق غيث زهير ملحس، ان المؤتمر الذي يُعد الاجتماع الأول الذي يجمع بين إسرائيل ودول عربية للمناقشة في قضايا الأمن الإقليمي منذ المحادثات التي شهدتها العاصمة الإسبانية مدريد في تسعينيات القرن العشرين.
وبين انه رغم التوقعات بأن تفرض عملية السلام في الشرق الأوسط نفسها على أجندة المحادثات والكشف عن تفاصيل صفقة القرن كاساس لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، احتلت إيران القدر الأكبر من الاهتمام في المناقشات التي دارت في إطار المؤتمر.
وحول الموقف الأردني، قال إنه يؤكد على الدوام أن السلام الشامل والدائم هو السلام الذي تقبله الشعوب، وأن الشعوب لن تقبل بحلول لا تلبي حقوقها المشروعة كاملة.
وشدد على ان الوضع القائم حاليا في المنطقة لا تحتمل مواجهة عسكرية مع إيران، في وقت يجب التركيز على عملية السلام في ظل التراجع الخطير والكبير على مساراتها، وهو امر متنبه له الأردن ويدعو بشكل مستمر بضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات المرتبطة بالقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية وصاحبة الأولوية على بقية القضايا في المنطقة.
بدوره ، يقول السفير السابق سمير جميل مصاروة، على عكس المتوقع لم يشهد المؤتمر الإعلان عن تحالفات جديدة لمواجهة تحديات الشرق الأوسط الأمنية والسياسية، ومن بينها الخطر الإيراني وتمويل طهران ورعايتها للإرهاب.
وأشاد مصاروة في المشاركة الأردنية في المؤتمر، بهدف التأكيد على موقف الأردن الثابت بأن لا سلام شاملا من دون تلبية حق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة وعاصمتها القدس على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967وفق حل الدولتين.
ويرى مصاروة ان المؤتمر شهد حالات انقسام بين المشاركين، إذ ترى الولايات المتحدة وإسرائيل ودول عربية، إيران كعدو في المنطقة تريد أن توسع نفوذها في الشرق الأوسط وتستغل كل فرصة تواتيها لتحقيق ذلك؛ في حين يرى آخرون ان أولوية في الشرق الأوسط يجب ان تكون بايجاد حل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي الذي يعد اساس التوتر والتهديد وعدم الاستقرار في المنطقة.
وحول صفقة القرن، قال إن الإدارة الأميركية ستقدم صفقة القرن بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في التاسع من نيسان (أبريل) المقبل، وهذا ما أعلن عنه كبير مساعدي الرئيس الأميركي جاريد كوشنر خلال جلسة مغلقة في مؤتمر وارسو.