خبراء: الأمطار الأخيرة تبشر بموسم زراعي جيد وتخفف من خسائر المزارعين

إحدى مناطق محافظة عجلون وقد غطتها الثلوج -(أرشيفية/ تصوير: أمير خليفة)
إحدى مناطق محافظة عجلون وقد غطتها الثلوج -(أرشيفية/ تصوير: أمير خليفة)

عبدالله الربيحات

عمان - قال خبراء بالشأن الزراعي إن الأمطار الأخيرة، التي هطلت على معظم مناطق المملكة، تُبشر بموسم زراعي جيد، سيكون له انعكاس إيجابي على الموسم، وإنقاذ الموسم المطري، والتخفيف من خسائر المزارعين، إضافة إلى أنها مفيدة للأشجار المثمرة والزراعات الصيفية البعلية.اضافة اعلان
وفيما أوضحوا أن من شأن تلك الأمطار تعزيز المخزون الرطوبي في قطاع التربة، ورفع المخزون المائي من المياه الجوفية والسدود والحفائر، أكدوا أن الثلوج، التي تساقطت على أكثر من منطقة، "لم تلحق أضرارا كبيرة بالثروه الحرجية أو الزراعية، فهي لا تكاد تذكر".
إلى ذلك، قال مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية، الدكتور نزار حداد، إن الأمطار الأخيرة، التي هطلت على معظم مناطق المملكة، تُبشر بموسم زراعي جيد، سيكون له انعكاس إيجابي على الموسم.
وأوضح أن معدلات الهطول المطري أحيت الأمل بموسم زراعي جيد، وبددت مخاوف المزارعين من نقص مياه الري، مضيفًا أن هطول الأمطار في مثل هذا الوقت من العام "يُحقق فوائد جمة للمحاصيل الحقلية، وخصوصًا الزراعات المكشوفة والشجرية، كالحمضيات والنخيل والمراعي". وتابع أن ذلك ينعكس إيجابًا على الأعباء المادية الملقاة على عاتق المزارعين، من حيث تقنين عمليات الري، والحد من عمليات الرش والمكافحة، حيث تسهم مياه الأمطار وانخفاض درجات الحرارة بتقليل إصابة المحاصيل بالأمراض والآفات الحشرية، إلى جانب غسيل التربة، والتقليل من نسبة الأملاح فيها وتجديد حيويتها، إضافة إلى استدامة نمو المراعي، ما يوفر كلفًا كبيرة على مربي الثروة الحيوانية وبالتالي تخفيض كلف الفاتورة العلفية.
وأشار حداد إلى أن المراكز والمحطات البحثية المنتشرة على امتداد أرض الوطن على استعداد لتقديم الخدمات والتوصيات البحثية من خلال خبراء في العديد من المجالات العلمية والزراعية، التي تخدم القطاع الزراعي بشقية النباتي والحيواني، لتحقيق الاستدامة الزراعية والنهوض بالقطاع الزراعي.
مساعد أمين عام وزارة الزراعة للحراج، المهندس رائد العدوان، أكد أن الثلوج التي شهدها كثير من مناطق البلاد "لم تلحق أضرارا كبيرة لدى الثروه الحرجية أو الزراعية، فهي لا تكاد تذكر".
وأيده بذلك رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن، عدنان خدام، الذي أكد أن منطقة غور الأردن شهدت تطايرًا لبعض شرحات البيوت البلاستيكة، مسببة أضرارا طفيفة لا تذكر، فضلًا عن أن استمرار هطول الأمطار قلص من فرص حدوث الصقيع.
مساعد مدير عام المركز لشؤون البحث العلمي، الدكتور نعيم مزاهرة، من جانبه أشار إلى تأخر الموسم المطري العام الحالي مقارنة بالعامين الماضيين، لكنه أضاف أن كمية الهطول التي شهدتها المملكة مؤخرًا مهمة جدًا لإنقاذ الموسم المطري، والتخفيف من خسائر المزارعين، إضافة إلى أنها مفيدة للأشجار المثمرة والزراعات الصيفية البعلية.
إلى جانب أنها تعزز المخزون الرطوبي في قطاع التربة، وترفع المخزون المائي من المياه الجوفية والسدود والحفائر.
مدير الثروة الحيوانية في المركز، الدكتور سامي عوابدة، من ناحتيه قال إن من شأن الأمطار الأخيرة العمل على إنعاش وتحسين قطاع الثروة الحيوانية، من خلال إطالة عمر المراعي، وتقليل تكلفة الأعلاف، فضلًا عن إطالة عمر فترة الازهار للنباتات لإتاحة الفرصة للنحل بجني الرحيق وحبوب اللقاح، وبالتالي تقوية خلايا المناحل والحصول على إنتاج جيد من العسل.
الباحث في قسم الخضروات بالمركز، المهندس هيثم حمدان، بدوره أشار إلى ان الصقيع يُعد من العوامل التي تهدد المحاصيل الزراعية، ويتسبب بأضرار كثيرة. وأوضح أن هنالك ثمة توصيات وإجراءات وتدابير وقائية، وضعها "البحوث الزراعية"، للحد من آثار الصقيع، وأهمها: إعادة النظر بشكل جدي بالنمط الزراعي المتبع في منطقة وادي الأردن.
وأكد حمدان ضرورة تجنب أو تأخير الزراعة في المناطق الأكثر عرضة للصقيع، حيث ينصح بالحد من زراعة منطقة الزور بالخضار ذات الحساسية العالية للصقيع، مثل: الباذنجان والفلفل والكوسا، واستبدالها بزراعة المحاصيل الأكثر تحملًا للظروف الجوية الصعبة، مثل: الملفوف والزهرة والخس والجزر واللفت والفجل والبقدونس والفول والبرسيم والقمح.
وقال رئيس قسم البستنة في المركز، المهندس رائد لطفي، إنه رغم التأثير السلبي للصقيع، وما قد يسببه من تلف للمزروعات، إلا أن انخفاض الحرارة قبل تفتح البراعم سيكون مفيدًا للمحاصيل الشجرية، خاصة المتساقطة الأوراق والتي هي بحاجة إلى ساعات برودة لإكمال دورة حياتها الطبيعية.
وأضاف ان تدني درجات الحرارة يساعد على التخفيف من أعداد الحشرات، خصوصًا الضارة منها، ما يقلل الآفات والإصابات الحشرية، وبالتالي التقليل من استخدام المبيدات الحشرية.